كييف - جلال ياسين
خاطب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المواطنين الروس، وخصوصا المسؤولين الحكوميين، قائلا لهم "ستقتلون واحدا تلو آخر" ما دام الرئيس فلاديمير بوتن الذي أمر بالعمليات العسكرية في أوكرانيا في الحكم.
وقال زيلينسكي في مداخلته اليومية "ما دمتم لم تحلوا مشكلة الشخص الذي بدأ كل شيء، الذي أشعل هذه الحرب المجنونة ضد أوكرانيا، فستقتلون واحدا تلو آخر وتصبحون أكباش محرقة لأنكم لا تقرون بأن هذه الحرب هي خطأ تاريخي بالنسبة إلى روسيا".
وقال زيلينسكي إن القتال مستمر في بلدة ليمان التي قالت روسيا في وقت سابق اليوم إن قواتها انسحبت منها لتتجنب السقوط في حصار.
وجاءت كلمة زيلينسكي لعد أن نجحت القوات الأوكرانية في إستعادة أول مدينة داخل المناطق التي أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمها، من أيدي القوات الروسية.
وانسحبت القوات الروسية من مدينة ليمان الاستراتيجية المهمة، الواقعة في إقليم دونيتسك.
وكانت القوات الأوكرانية تقترب من تطويق القوات الروسية المتمركزة داخل المدينة.
وجاءت هذه التأكيدات عبر وزارة الدفاع الروسية التي ستشكل هذه التطورات ضربة قوية لجهدها العسكري، حسبما يرى محللون.
وقالت الوزراة في بيان إن قواتها قتلت أكثر من 200 جندي أوكراني، خلال أربع وعشرين ساعة، ودمرت 14 مدرعة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية "رغم هذه الخسائر، تمكنت القوات المعادية، بسبب تفوقها في القوات، والسلاح من حشد قوات الاحتياط، والدفع بها، والمضي قدما في الهجوم".
ونشر أندريه يرماك، كبير مستشاري الرئيس الأوكراني، مقطعا مصورا، لجنديين أوكرانيين في مدينة ليمان، وهما يتحادثان قائلين: "اليوم هو الأول من أكتوبر / تشرين أول، ونحن نرفع علم أوكرانيا، على أرضنا".
وردد الجنود هتافات "ليمان ستكون لنا بالكامل".
وقال الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي إن بلاده ستستعيد كامل أراضيها، رغم إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ضم 4 أقاليم.
وقال عمدة مدينة خاركيف إن 24 مدنيا قد قتلوا في هجوم روسي استهدف قافلة، من سيارات المدنيين.
وأشار إلى أن بين القتلى 13 طفلا وامرأة حاملا، قتلوا جميعا بالرصاص من مسافة قريبة.
وأكدت تقارير سابقة أن الضحايا كانوا في قافلة من السيارات على الطريق يحاولون الفرار من قصف مدفعي روسي عندما تعرضت القافلة للهجوم من وحدة تخريب روسية.
وأكدت المصادر نفسها أن الضحايا تعرضوا جميعا لإطلاق نار من مسافة قريبة داخل سياراتهم.
وكان الجيش الأوكراني حريصا على سرعة تحقيق إنجاز عسكري بحيث تتقدم القوات لأكبر قدر ممكن في المنطقة. وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي القوات الأوكرانية في قلب مدينة يامبيل، الواقعة على بعد 16 كيلومترا شرقي ليمان.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية الجمعة إنها استعادت قرية دروبيشيف، على بعد 8 كيلومترات شرقي ليمان.
وحذّر الرئيس الأميركي جو بايدن روسيا من أن بلاده لن تخاف من التهديدات المتهورة، بعدما أعلن بوتين ضم 4 مناطق من أوكرانيا إلى بلاده.
وبدا أن بوتين يعلن تهديدا مبطنا باستخدام الأسلحة النووية، للدفاع عن المناطق الجديدة.
وقال بوتين إن هذه المناطق، ستكون جزءا من روسيا "إلى الأبد".
من جانبه قال ينس ستولتنبيرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، "الناتو"، إن ضم روسيا، هذه المناطق، يعد أكبر تصعيد، من جانب موسكو، منذ بداية الحرب.
وفي كلمة متلفزة، قال بوتين، إن السكان في خيرسون، وزابوريزهيا، ولوهانسك، ودونبتسك، قد صوتوا "للانضمام إلى أهلهم في الوطن الأم".
وكان بوتين يشير للاستفتاء الذي أجري في الأيام الماضية، لكن أوكرانيا، وحلفاءها الغربيين، يستنكرون هذا الإجراء، ويعتبرونه نوعا من العار.
وجاء أغلب ما في الخطاب الأخير لبوتين، موجها للغرب.
وقال بوتين إن الولايات المتحدة، "خلقت سابقة" باستخدام السلاح النووي، ضد اليابان، في نهاية الحرب العالمية الثانية، وهو الكلام الذي اعتبره الغرب تهديدا قويا.
وكان بوتين قد أكد الأسبوع الماضي، أن بلاده لديها "العديد من أنواع أسلحة الدمار الشامل"، مضيفا، "سوف نستخدم كل الأسلحة المتاحة لدينا، وأنا لا أخادع".
وأكدت الحكومة الروسية، أن أي هجوم على الأراضي المنضمة حديثا، سينظر إليه على أنه هجوم على الأراضي الروسية، وهو ما يعني تصعيدا حربيا.
من جانبه وصف بايدن، تصريحات نظيرة الروسي "بالكلمات المتهورة، والتهديدات" مضيفا، أن يوتين "لن يخيفنا".
وقال بايدن، في تصريحات في البيت الأبيض، "أمريكا وحلفاؤها، لن يخافوا"، ثم وجه كلماته للرئيس الروسي بشكل مباشر، موجها سبابته نحو الكاميرا، قائلا، "أمريكا مستعدة بالكامل، مع حلفائها في الناتو، للدفاع عن كل شبر من أراضي الدول الأعضاء".
وواصل "سيد بوتين، لا تستخف بكلماتي، أنا أعني كل شبر".
وبعد قليل أوضح أكبر مستشاري الأمن القومي الأمريكي أنه بالرغم من أن هناك فرصة للجوء روسيا للسلاح النووي، إلا أنه لا يوجد حاليا تهديدات وشيكة.
وبدأت أوكرانيا سريعا تقديم طلب للانضمام إلى الناتو، بعد لحظات من خطاب بوتين.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن أوكرانيا كانت دوما عضوا في حلف الناتو "بشكل عملي"، واتهم موسكو بإعادة رسم الحدود مع بلاده "باستخدام القتل، والابتزاز، والتعذيب، والأكاذيب".
وتفادي ستولتنبيرغ التعليق على طلب أوكرانيا، مؤكدا أن الأمر يعود للدول الأعضاء في الناتو، والبالغ عددهم 30 عضوا.
وقال للصحفيين إن "الدول الأعضاء لم، ولن تعترف بهذه المناطق كجزء من الأراضي الروسية"، متهما بوتين، "بالتهديد غير المسؤول باستخدام السلاح النووي".
ووصف عملية الضم الأخيرة بأنها "لحظة تحول محوري" في الحرب.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لين إن "الضم غير القانوني الذي أعلنه بوتين، لن يغير أي شيء".
وأضافت "كل الحدود التي غيرها الغزاة الروس بشكل غير قانوني، تعتبر أراض أوكرانية، وستبقى جزءا من سيادة هذه الأمة".
وقالت كوريا الجنوبية إنها لا تعترف بضم روسيا هذه المناطق، مؤكدة سيادة أوكرانيا عليها، وعلى كامل أراضيها، ويجب حماية استقلالها.
وفي الوقت نفسه، استخدمت روسيا حق النقض "الفيتو" على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، كان ينص على إدانة ضمها للمناطق الأوكرانية.
وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن ما جرى كان محاولة غير مسبوقة لإدانة عضو دائم في مجلس الأمن.
وقد كان تصرف روسيا متوقعا قبل تقديم مشروع القرار، الذي امتنعت الصين والهند عن التصويت عليه.
قد يهمك أيضاً :
بوتين يُعلِن الاعتراف باستقلال لوغانسك ودونتسك والبنتاغون يتوقع تقدم القوات الروسية
زيلينسكي يأمل في عودة سريعة إلى الحياة الطبيعية في شرق أوكرانيا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر