الحكومة العراقية تعلن إعداد خطواتها القانونية والاجرائية لتنفيذ قرار مجلس النواب
آخر تحديث GMT 09:30:38
المغرب اليوم -

بعد ساعات من تصويت البرلمان على قرار "اخراج" القوات الأجنبية من البلاد

الحكومة العراقية تعلن إعداد خطواتها القانونية والاجرائية لتنفيذ قرار مجلس النواب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الحكومة العراقية تعلن إعداد خطواتها القانونية والاجرائية لتنفيذ قرار مجلس النواب

عادل عبدالمهدي
بغداد - المغرب اليوم

بعد ساعات من تصويت البرلمان على قرار "اخراج" القوات الاجنبية من العراق، اكد رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، ان المسؤولين العراقيين يعدون مذكرة للخطوات القانونية والاجرائية لتنفيذ قرار مجلس النواب.

وجاء تصعيد البرلمان وحكومة تصريف الاعمال في وقت اشار مختصون الى ان الغاء الاتفاقية لا يتم عبر البرلمان وان تبعات خطيرة سيتحملها البلد جراء القرار الأخير.

وقال مكتب عبد المهدي في بيان تلقت (المدى) نسخة منه ان الاخير "تلقى اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، الذي نقل رسالة من الرئيس ايمانويل ماكرون تناولت بحث مستقبل العلاقة بين التحالف الدولي والعراق لمحاربة داعش في ظل احترام السيادة العراقية".

ودعا لودريان خلال البيان الى "إعطاء وقت للتباحث حول هذا الموضوع". واكد عبد المهدي ان "المسؤولين العراقيين المختصين في الدوائر المختلفة يعدون مذكرة للخطوات القانونية والاجرائية لتنفيذ قرار مجلس النواب بانسحاب القوات الاجنبية".

وصوت مجلس النواب‎‏ ‏‎في جلسة استثنائية عقدها الاحد بحضور 172 نائبا واستضاف خلالها رئيس مجلس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي على قرار نيابي يلزم الحكومة بإنهاء تواجد القوات الاجنبية في العراق في ظل غياب النواب الكرد والسنة الذين أبدوا اعتراضهم على القرار.

وبحسب بيان الدائرة الاعلامية لمجلس النواب تلقت (المدى) نسخة منه ان المجلس "صوت بالاجماع على قرار نيابي يتضمن الزام الحكومة العراقية بإلغاء طلب المساعدة المقدم منها الى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش وذلك لانتهاء العمليات العسكرية والحربية في العراق وتحقق النصر والتحرير".

واضاف البيان ان القرار "الزم الحكومة العراقية بانهاء تواجد أي قوات اجنبية في الاراضي العراقية ومنعها من استخدام الاراضي والمياه والاجواء العراقية، لأي سبب كما تلتزم الحكومة العراقية بحصر السلاح بيد الدولة".

ايضا تضمن القرار "قيام الحكومة العراقية ممثلة بوزير الخارجية بالتوجه بنحو عاجل الى الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي وتقديم الشكوى ضد الولايات المتحدة الامريكية بسبب ارتكابها لانتهاكات وخروقات خطيرة لسيادة وأمن العراق، وقيام الحكومة العراقية بإجراء التحقيقات على اعلى المستويات لمعرفة ملابسات القصف الامريكي واعلام مجلس النواب بالنتائج خلال سبعة ايام من تاريخ هذا القرار الذي ينفذ من تاريخ التصويت عليه، اضافة الى امكانية المضي بإجراءات تشريع قانون الغاء اتفاقية الاطار الستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الامريكية".

لكن اللجنة النيابية أعلنت امس ان اتفاقية الإطار الستراتيجي لا تتأثر بقرار البرلمان. وقالت اللجنة المالية في بيان تلقته (المدى) ان "اتفاقية الإطار الستراتيجي (العراقية - الامريكية) التي اقرت سنة 2008 مازالت سارية المفعول ونحن ملتزمون بها"، مبينة انها "لا تتأثر بالقرار الذي صدر من البرلمان كونه ركز على إنهاء التواجد العسكري الأجنبي فقط وبجدول زمني تعده الحكومة العراقية وفق جاهزية قواتنا المسلحة وتقديرات القيادة العامة بالتنسيق مع تلك الدول بما لا يؤثر على طبيعة علاقاتنا معها خاصة"

واضافت ان "مهمة وجود هذه القوات قد انتهت بعد القضاء على دولة الخرافة الداعشية"، داعية الى "عدم القلق من اي تدهور في الوضع الاقتصادي".

واكدت "اننا على تواصل مع جميع الجهات ذات العلاقة بهذا الموضوع وحريصون على الإبقاء على العلاقات الاقتصادية مع جميع الدول بما فيها الولايات المتحدة وبما يخدم مصلحة بلادنا من الناحية الامنية والاقتصادية لاسيما ان هنالك عقودا استثمارية كبيرة بين البلدين في قطاعات مهمة وستراتيجية تمس الاقتصاد والحياة اليومية للمواطن العراقي".

كما اكد الخبير القانوني طارق حرب، امس الاثنين، ان قرار مجلس النواب الذي اصدره لن يكون ملزما وقويا كما هو تأثير وقوة القانون، مبينا انه اقرب الى توصيات وتوجيهات قد تستغرق فترة زمنية طويلة لتنفيذها.

وقال حرب في تصريح صحفي ان "قرار مجلس النواب الذي اصدره لا يعتبر ملزما على اعتبار انه اقل تأثيرا وقوة من القانون"، مبينا انه "لم يتوجه الى الغاء اي شيء بشكل مباشر بل تضمن عبارات على الحكومة اتخاذ ما يلزم، ما جعله اقرب الى توصيات وتوجيهات قد تستغرق فترة زمنية طويلة لتنفيذها".

واضاف ان "موضوع اصدار القرارات ليس بالشيء الجديد هنالك قرار الغاء مكاتب المفتشين العموميين وقرار الغاء مجالس المحافظات اللذين لم يطبقا لحين تشريع قانونين بنفس الشأن".

وتابع حرب ان "القرار تطرق الى الوجود العسكري الاجنبي، لكن الاتفاقية مع امريكا ليست بحاجة الى قرار او قانون على اعتبار ان المادة 11 منها تشير الى حق اي طرف بالانسحاب من الاتفاقية شريطة الاخطار ومرور مدة عام على الاخطار"، لافتا الى ان "الاتفاقية المبرمة مع امريكا كانت اتفاقية اطار ستراتيجي وليست امنية فقط، بل تضمنت قطاعات اقتصادية وتعليمية وسياحية وثقافية وهي جميعا بحاجة الى فترة زمنية لتسويتها، وكان البرلمان مصيبا حين ترك المدة مفتوحة لتنفيذ التوصيات بالقرار ولم يحصرها بفترة زمنية محددة".

الى ذلك، كتب رحيم العكيلي، رئيس هيئة النزاهة السابق في صفحته على (فيسبوك): "لم يذكر الدستور العراقي لعام 2005 سلطة الغاء او انهاء المعاهدات والاتفاقيات الدولية عن طريق قانون، فدستور العراق لعام 2005 اكتفى بمنح السلطات الاتحادية سلطة التفاوض بشأن المعاهدات والاتفاقيات الدولية وسياسات الاقتراض والتوقيع عليها وابرامها في المادة (110/ اولا ) من الدستور".

وتابع العكيلي "مجلس النواب اعطى سلطة تنظيم عملية المصادقة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية بقانون يسن بأغلبية (ثلثي اعضاء مجلس النواب) في المادة (61 /رابعا) منه. لذلك لا يوجد نص في الدستور العراقي يعطي مجلس النواب او مجلس الوزراء او رئيس مجلس الوزراء سلطة الغاء او انهاء الاتفاقيات والمعاهدات.. وبالتالي لا يقبل القول بان المعاهدات او الاتفاقيات الدولية تنهى او تلغى بقانون".

وقال رئيس هيئة النزاهة السابق: "اذا اراد العراق التخلص من اتفاقية او معاهدة او الغائها او الانسحاب منها فيتم عبر العمل بما تنص عليه الاتفاقية، لان الاتفاقيات والمعاهدات الدولية تنص غالبا على طريقة لالغائها او انهائها او الانسحاب منها، وهذا يجد سنده في قانون عقد المعاهدات العراقي رقم 35 لسنة 2015 الذي نص في المادة 11 التي تنص:- (تتضمن المعاهدة فصلا بالاحكام الختامية يشير الى المسائل الاتية:- ....خامسا- طريقة انهاء المعاهدة)".

فيما يخص الاتفاقية الامنية العراقية -الامريكية قال العكيلي "المادة (الثلاثين/3) منها:- تنص على ان ينتهي العمل بهذا الاتفاق بعد مرور سنة واحدة من استلام احد الطرفين من الطرف الآخر اخطارا خطيا بذلك فلا تنهى تلك الاتفاقية الا بهذه الطريقة، لذلك ما اصدره مجلس النواب هو قرار لا قيمة قانونية له وفق ما استقر عليه العرف الدستوري العراقي واحكام المحكمة الاتحادية العليا، وهو لا يعد سوى (رأي استشاري) او (توصية) غير ملزمة لا قانونا ولا دستوريا".

الى ذلك، رأى رئيس المجموعة العراقية للدراسات الستراتيجية واثق الهاشمي إن "قرار البرلمان هو قرار سيادي عراقي، لكن عملية التطبيق تبدو صعبة وتصطدم بعقبات، وربما جاء الرد سريعا عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث قال سنفرض عقوبات على العراق لم يسبق لها مثيل، وبالتالي يجب على العراق دفع تكاليف القاعدة العسكرية التي بنتها الولايات المتحدة في هذا البلد، والتي تكلف مليارات الدولارات".

واضاف "هذا ضغط جديد يمارس على العراق، فهناك مشاكل كبيرة تواجه المشهد السياسي العراقي، في ظل انقسام وتوزع في الولاءات بين هذه الدولة وتلك، وربما يكون العراق الحلقة الأضعف، فالعراق هو الخاسر من الحرب الأمريكية الإيرانية."

وتابع الهاشمي، "الإدارة الأمريكية لديها وسائل ضغط كثيرة جدا، باعتبارها دولة عظمى، وربما أول قرار ستتخذه يتعلق بإلغاء استثناء العراق من موضوعة العقوبات على إيران، حيث ما زال يستورد العراق الغاز والكهرباء، وبالتالي إذا رفع الاستثناء هذا عن العراق، فإنه سوف يدخل في مشاكل الطاقة وغيرها من المواضيع الاقتصادية، في ظل اقتصاد أحادي الجانب ويعتمد على النفط فقط".

وفي سياق متصل، قال المختص بالشأن الأمني معتز محيي إن "حكومة تصريف الأعمال الحالية التي يترأسها عادل عبد المهدي ليس من صلاحيتها إلغاء اتفاقيات دولية"، في إشارة إلى الاتفاقية الأمنية بين العراق وواشنطن.

ولفت الخبير الأمني إلى أن القوات العراقية ستواجه إشكالية في عملية التدريب وفي مكافحة تنظيم داعش الإرهابي. وأوضح بقوله "القوات الأمريكية تملك القدرة الجوية في الاستطلاع، خاصة مع الحدود العراقية السورية، فيما لا تستطيع القوات العراقية بما تملكه من طائرات السيطرة على الحدود ولا على الأجواء، وهذا ما يفتح المجال أمام تسلل العناصر الارهابية إلى العراق والقيام بعمليات تخريب".

وأعرب محيي، عن اعتقاده أن "العراق سيكون ساحة حرب مقبلة بين الطرفين الأمريكى والايراني... ستقوم الأذرع المسلحة والصديقة لإيران بعمليات لوجيستية وعمليات تستهدف القواعد الأمريكية، الأمر الذي سترد عليه واشنطن، وبالتالي قد يمتد مسرح العمليات ليس في العراق فحسب بل في دول مجاورة مثل الكويت واليمن والسعودية".

وأشار المختص في الشأن الأمني إلى أن "القوات الأمريكية لن تخرج بسهولة من العراق، لأن القوى السنية والكردية لا تثق بالحكومة ولا بقياداتها المسلحة، التي تسيطر عليها فصائل موالية لإيران"، على حد قوله.

قد يهمك ايضا :

واشنطن تدفع آلاف "المارينز" بشكل عاجل إلى الشرق الأوسط للرد على إيران

رئيس أميركا يرد على تهديدات إيران ويؤكد أن 52 موقعًا محددًا للقصف

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة العراقية تعلن إعداد خطواتها القانونية والاجرائية لتنفيذ قرار مجلس النواب الحكومة العراقية تعلن إعداد خطواتها القانونية والاجرائية لتنفيذ قرار مجلس النواب



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب
المغرب اليوم - استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب

GMT 09:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
المغرب اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 09:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات الكلى
المغرب اليوم - أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات الكلى

GMT 05:47 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

3 لاعبات من الحسنية في المنتخب المغربي النسوي

GMT 03:03 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

وعود صينية تٌضمد جراح أسهم شركات الألعاب

GMT 20:35 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

سوني تطلق سماعة أذن لاسلكية بسعر منافس جدًا

GMT 13:05 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أغرب حالات الولادة في الحيوانات

GMT 06:47 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

العراق يقلّص زراعة محاصيل الشتاء إلى النصف

GMT 06:37 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أفضل المعالم السياحية في "إيبوه" الماليزية

GMT 00:27 2018 الأحد ,16 أيلول / سبتمبر

معرض V & A دندي واحدٌ مِن أجمل المتاحف في العالم

GMT 06:01 2014 الأربعاء ,13 آب / أغسطس

أشغال الجلد الطبيعي مميزة للغايّة

GMT 06:44 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

استراتيجية التوتر: رهان قوة جديد حول الصحراء..

GMT 16:22 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

طريقة تحضير خبز الصاج باللبن الرايب

GMT 06:24 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

أهم منتجعات التزلج على الجليد في أوروبا وبأسعار مميزة

GMT 04:23 2017 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

مراكش تحتضن بطولة العالم للأوزان المفتوحة في الجيدو
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib