توزيع المساعدات يُعيد أحياء فقيرة في المغرب إلى أجواء عام البون
آخر تحديث GMT 21:34:10
المغرب اليوم -

خرق مواطنون حالة الطوارئ الصحية بحثًا عن الغذاء لأطفالهم

توزيع المساعدات يُعيد أحياء فقيرة في المغرب إلى أجواء "عام البون"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - توزيع المساعدات يُعيد أحياء فقيرة في المغرب إلى أجواء

توزيع المساعدات
الرباط -المغرب اليوم

أظهرت أزمة "كورونا" أن فئات واسعة من المغاربة ما زالت ترزح تحت عتبة الفقر المدقع، إلى درجة أن عددا كبيرا من المواطنين أصبحوا يخرجون إلى الشارع، نهارا وحتى ليلا، خارقين حالة الطوارئ الصحية بحثا عن مساعدات غذائية، بعد أن أغلقت جائحة كورونا مصادر رزقهم، إذ يشتغل أغلبهم في القطاع غير المهيكل.في مدينة فاس، تسود في عدد من الأحياء الفقيرة، مثل جنان الورد والمرينيين والأمل... أجواء أشبه بأيام "عام البُون"، حيث يتجمهر المواطنون المدفوعون بالفقر أمام المقاطعات أو في أي مكان آخر يصلهم خبر توزيع المساعدات الغذائية فيه، بحثا عن قفّة من المواد الغذائية، دون إيلاء أي اعتبار لتدابير الحجر الصحي.

وتُظهر صور ومقاطع فيديو، التُقط بعضها بالليل وأخرى بالنهار، مئات المواطنين متجمهرين دون انتظام في أماكن متفرقة، توزع فيها المساعدات الغذائية ليلا، في غياب أدنى شروط الحماية والوقاية من الإصابة بفيروس "كورونا"، حيث تتزاحم أجساد المتجمهرين حدّ الالتصاق، وأغلبهم لا يضعون الكمامات الواقية."الأسر الفقيرة تعيش وضعية كارثية"، يقول محمد، صاحب متجر لبيع المواد الغذائية في منطقة جنان الورد بمدينة فاس، مضيفا: "كل نهار عشرات النساء والرجال كيسولوني واش مكنعرفش اللي كيفرق المعاونة، وأغلب هؤلاء الناس من خلال كلامهم كيْبان بأنهم ماشي من هواة التسول وإنما خرّجهم الفقر يقلبو على المساعدة".

المَشاهد نفسها تتكرر في مدن أخرى، إلى درجة أن مواطنين أصبحوا يخوضون مسيرات احتجاجية للمطالبة بالحصول على المساعدات الغذائية، كما حصل في حي عين اخسي في مدينة مراكش، حيث سار العشرات من المواطنين، رجالا ونساء، كما أظهر مقطع فيديو، مطالبين بالمعونة الغذائية، في مشهد وصفه موثق الفيديو بـ"المرعب".سبب خروج المواطنين المعوزين إلى الشارع للمطالبة بالاستفادة من المعونة يعزوه محمد أعراب، فاعل جمعوي بمدينة فاس، إلى سببين؛ الأول هو عدم استفادة عدد من الأسر المتوفرة على بطاقة "راميد" من الدعم الذي منحته الدولة للفئات الهشة، والثاني هو أن العرض من المواد الغذائية الموفَّر لمساعدة الأسر الفقيرة أقل من الطلب.

وخرج عشرات الأشخاص قبل أيام في مقاطعة بنسودة بفاس للاحتجاج في الشارع، مرددين شعار "بغينا فلوس راميد"؛ وبالرغم من تراجع أعداد المواطنين الذين يخرجون إلى الشارع طلبا للمساعدة الغذائية، فإن عددا كبيرا من الأسر في الأحياء الشعبية تعاني من الهشاش، "ومتضررة بزاف"، يقول أعراب.ولم يعد المواطنون المعوزون يجدون أي حرج في الكشف عن وضعهم الاجتماعي الهش أمام الرأي العام. يقول رجل يقطن بـ"الدائرة 45 بفاس"، في مقطع فيديو: "شوفو وجْهنا كي ولا، بحال الكاغيط ديال الزعفران"، مضيفا بغضب: "فيناهوما القرايْب (قفف المواد الغذائية) اللي گلتو غتفرقوها علينا".

في مقطع فيديو آخر، تقول سيدة وسط حشد من المواطنين أمام مؤسسة رسمية بفاس: "أنا هجّالة وامّي هجّالة، وما استفادنا من والو"، قبل أن يزيحها رجل أمام عدسة الهاتف، ليشتكي بدوره قائلا: "أنا عندي تْمنيا ديال لولاد، والمْرا تسعود وانا عشرة وامّي حضاش، ما عندنا ما ناكلوا وما استافدنا من والو".وبالرغم من أن السلطات العمومية منعت التجمعات وفرضت حظر التجول بعد الساعة السابعة مساء، فإن السلطات تبدو عاجزة عن التحكم في الوضع ومنع الناس من الخروج من بيوتهم داخل الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية.في هذا الإطار، قال محمد أعراب إن السلطة المحلية يصعب عليها أن تمنع الناس من الخروج، في ظل محدودية إمكانياتها؛ لأن كل عوْن سلطة يُكلَّف بأربعة أو خمسة أحياء، يسكنها آلاف المواطنين، أغلبهم يعيشون وضعية اجتماعية صعبة، مضيفا: "في فاس را كاينين شي أحياء لا دخل لهم عون السلطة ما يقدرش يعاود يخرج".

وقد يهمك ايضا:

استمرار المبادرات التضامنية بين المواطنين بعد تزامن "الحَجر الصّحي" مع شهر رمضان

جمعية "باقي الخير" تُوزّع آلاف المساعدات الغذائية في طنجة والنواحي

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توزيع المساعدات يُعيد أحياء فقيرة في المغرب إلى أجواء عام البون توزيع المساعدات يُعيد أحياء فقيرة في المغرب إلى أجواء عام البون



ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
المغرب اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 16:13 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
المغرب اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 19:26 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الفنان عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة
المغرب اليوم - الفنان عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة

GMT 10:36 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

أسرع طريقة للتخلص من كل مشاكل شعرك بمكوّن واحد

GMT 17:44 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

المدرب دييغو سيميوني يحصد جائزة "غلوب سوكر ماستر كوتش"

GMT 03:05 2017 الثلاثاء ,04 تموز / يوليو

"سوق كوم" تندمج في "أمازون"

GMT 16:13 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

الإعلان عن موعد قرعة دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا

GMT 11:48 2016 السبت ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شخصين وإصابة آخرين إثر حادث سير مروّع في الجديدة

GMT 21:38 2016 الإثنين ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة أقدم باندا عملاقة في العالم عن عمر 38 عامًا

GMT 13:04 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ليلى الطوسي تقدم الزي المغربي التقليدي بشكل عصري أنيق

GMT 12:58 2023 الأحد ,28 أيار / مايو

منتجع في المالديف يمتد عبر جزر مختلفة

GMT 10:21 2022 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

هزة ارضية قوية تضرب الناظور و نواحيها

GMT 17:17 2022 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاقُ نظام فضائي لاتصالات الجيلِ الخامسِ الجوالةُ
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib