طرابلس ـ عبدالعزيز التليسي
قررت محكمة ليبية، الأحد، إعادة سيف الإسلام القذافي بشكل نهائي إلى سباق الانتخابات الرئاسية، رافضة استئناف مفوضية الانتخابات على استبعاده من قائمة المرشحين.
وقالت قناة "ليبيا الأحرار" (خاصة): "محكمة (مدينة) سبها (جنوب) رفضت استئناف المفوضية الوطنية العليا للانتخابات ضد طعن سيف الإسلام، وتحكم نهائيا بعودته للسباق الرئاسي”.
وحتى الساعة 17:42 بتوقيت غرينتش، لم تصدر إفادة رسمية بشأن مصير ترشح سيف الإسلام، نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
والخميس، قررت هذه المحكمة إعادة سيف الإسلام (49 عاما) إلى انتخابات الرئاسة المقررة في 24 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بعد أن طعن على قرار المفوضية باستبعاده.
وكشف خالد الزايدي محامي مرشح الرئاسة الليبية سيف الإسلام القذافي، تفاصيل محاولة منع استمرار موكله في السباق الانتخابي قبيل الإعلان النهائي عن قوائم مرشحي الانتخابات الرئاسية.
وأوضح الزايدي في تصريحات له، أن "المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الليبية تقدمت صباح اليوم بطعن أمام محكمة استئناف سبها، للطعن بقرار المحكمة الصادر يوم الخميس الماضي بإعادة إدراج إسم القذافي في قوائم مرشحي الانتخابات الرئاسية".
وأشار إلى أنه تم تحديد جلسة اليوم للنظر بالطعن، وبالحضور إلى المحكمة قدمت المفوضية أسبابها للطعن، ومن جانبه تقدم بأسباب تقضي برفض الطعن ضد موكله".
ولفت إلى أنه بحضور الممثل القانوني للمفوضية أمام المحكمة تبين أنه لم يحمل ما يفيد وكالته للدفاع أمام المحكمة من قبل المفوضية وهو ما يعني أنه غير مخول بتمثيل المفوضية أمام القضاء، ما دفع محكمة استئناف سبها برفض الطعن وإلزام المفوضية بإدراج سيف الإسلام القذافي ضمن القوائم النهائية لمرشحي الانتخابات الرئاسية.
وردا على سؤال حول أسباب دفع المفوضية بالطعن بقرار المحكمة، أوضح أن المفوضية تتمتع بالصفة القانونية التي تمكنها من الطعن بقرار المحكمة، مضيفا: "لكن أرى أنه لديها مصلحة بشأن الطعن باستمرار القذافي في الانتخابات".
وأردف قوله: "المفوضية يجب أن تكون طرفا محايدا لأنها جهة مستقلة، وأنها استخدمت القانون للطعن على قرار إعادة القذافي إلى قوائم المرشحين، إلا أن القضاء الليبي قضى برفض طعن المفوضية وإلزامها بإدراج القذافي في القوائم النهائية لمرشحي الانتخابات الرئاسية".
وحول محاولات استبعاد موكله عن خوض السباق الانتخابي، قال الزايدي إنه "سبق أن تم الطعن لاستبعاد اسم القذافي من قائمة الناخبين أمام محكمة جزئية في سبها، إلا أنه بنظر المحكمة للطعن قضت برفضه بسبب عدم قانونيته"، مشيرا إلى أن "سيف الإسلام القذافي يتمتع بكافة الحقوق وفقا للقانون الليبي".
وبعد عودته إلى السباق الرئاسي بقرار من محكمة مختصة في سبها، خص سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل بالشكر "قضاة ليبيا" الذين قال إنهم "غامروا بأنفسهم في سبيل كلمة الحق".
وكانت محكمة الاستئناف في سبها قد قررت يوم الخميس بعد محاولات فاشلة للاجتماع بكامل أعضائها، قبول طعن محامي سيف الإسلام في قرار المفوضية الليبية العليا للانتخابات بعدم أهليته لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر، استنادا إلى ما وصف بإدانة سابقة.
كل الشكر والتقدير لقضاة ليبيا الذين غامروا بأنفسهم في سبيل كلمة الحق.
ونهدي هذا النصر لكل الشعب الليبي… وإهداء خاص إلى عماتي وأعمامي وإخوتي وأخواتي الذين تحملوا برد الليالي وسهروا لحماية المحكمة.
وفيما أقيمت احتفالات علنية في عدد من المدن الليبية خاصة في سبها وبني وليد، وصف حراك "رشحناك" الداعم لسيف الإسلام القذافي قرار محكمة سبها القاضي بعودته للمنافسة في الانتخابات الرئاسية المنتظرة، بأنه "انتصار تاريخي".
ويتصاعد رفض رسمي وشعبي في ليبيا لترشح سيف الإسلام، المحكوم محليا في 2015 بالإعدام بتهمة ارتكاب "جرائم حرب"، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لمحاكمته بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية"، خلال محاولة قمع احتجاجات مناهضة لنظام حكم والده.
وبهذا الترشح، عاد سيف الإسلام إلى الساحة السياسية في بلاده بعد أكثر من 10 أعوام على مقتل والده القذافي على يد محتجين إبان احتجاجات أسقطت نظام حكمه (1969-2011).
وأعلنت مفوضية الانتخابات، في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، "قائمة أولية" بـ73 مرشحا للرئاسة، بينهم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، إضافة إلى قائمة أخرى شملت 25 مستبعدا، منهم سيف الإسلام.
والثلاثاء، قررت محكمة مدينة الزاوية الابتدائية (غرب) قبول طعن مقدم في حفتر واستبعاده من قائمة المرشحين.
وأعلن رئيس مفوضية الانتخابات، عماد السايح، الأحد، أن المفوضية استأنفت على جميع الطعون التي صدرت ضدها من محاكم ابتدائية بشأن المرشحين لانتخابات الرئاسة.
ويأمل الليبيون أن تساهم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التالية لها في إنهاء صراع مسلح عانى منه بلدهم الغني بالنفط، فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة أجانب، قاتلت مليشيا حفتر لسنوات حكومة الوفاق الوطني السابقة، المعترف بها دوليا
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر