سيطرت القوات الموالية للحكومة اليمنية الشرعية الاثنين على آخر مواقع الحوثيين والقوات الموالية لهم في مدن وبلدات محافظة أبين الجنوبية بعد معارك ضارية سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى.
وأكد مسلحو "المقاومة الشعبية" في الشمال تحرير مديريات السدة والرضمة وبعدان في محافظة أب، والسيطرة على مديرية عتمة في محافظة ذمار بعد طرد الحوثيين منها، والرضمة هي أبعد منطقة إلى الشمال تسيطر عليها "المقاومة الشعبية" وتبعد 100 كلم من صنعاء.
وبسيطرة القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دوليًا على محافظة أبين أصبحت المحافظات الجنوبية خالية من المسلحين الحوثيين باستثناء مناطق في محافظة شبوة المجاورة، التي تستعد قوات الشرعية لتحريرها وأجزاء من محافظة حضرموت شرقًا تقع تحت سيطرة مسلحي تنظيم "القاعدة".
وتشير الهزائم المتلاحقة للحوثيين واقتراب المقاومة من العاصمة إلى تراجع كبير في شعبيتهم، تواصلت أمس المعارك وسط مدينة تعز وفي محيطها، وسط أنباء عن قرب تحريرها، كما تواصلت المعارك في محيط مدينة مأرب.
وأوضحت مصادر قبلية مقتل 30 حوثيًا على الأقل في مختلف الجبهات في ظل غارات لقوات التحالف استهدفت مواقع الجماعة وتحصيناتها في مناطق "ماس والسد والجفينة ومخدرة والسايلة".
في غضون ذلك، أعلنت "المقاومة الشعبية" الاثنين في مناطق تهامة "غرب" ومركزها مدينة الحديدة تشكيل مجلس لها برئاسة عضو البرلمان ووزير المالية السابق صخر الوجيه وتوعدت بطرد الحوثيين منها، في وقت تواصلت المواجهات في مديرية أرحب شمال صنعاء لليوم الثالث وتدخل طيران التحالف لمساندة رجال القبائل وقصف مواقع الجماعة وتعزيزات مسلحيها وسط أنباء عن مقتل 14 حوثيًا.
وأفادت مصادر في "المقاومة الشعبية" والقوات الحكومية المدعومة من قوات التحالف بأنها سيطرت على مدينة شقرة الساحلية ومدينة العين، ولاحقت الحوثيين إلى مديرية لودر آخر معاقل الجماعة في أبين، وتقدمت نحو مكيراس في محافظة البيضاء في ظل غطاء جوي لطيران التحالف وقصف مكثف على معسكر المجد في مكيراس وتجمعات الحوثيين الذين اضطروا للفرار.
وأضافت مصادر ميدانية في "المقاومة" أن نائب رئيس البرلمان محمد علي الشدادي الذي يشارك في المعارك ضد الحوثيين أصيب في مكمن قرب منطقة العين وقتل ستة من مرافقيه، كما أكدت إصابة وزير الداخلية الأسبق حسين عرب، مشيرة إلى أن الشدادي نقل إلى عدن لتلقي العلاج جراء إصابته التي وصفتها بالمتوسطة، وأن 30 حوثيًا على الأقل قتلوا أثناء المواجهات في لودر.
وكانت القوات الموالية لهادي وعناصر المقاومة بدأت الشهر الماضي عملية عسكرية واسعة بدعم من قوات التحالف أطلق عليها "السهم الذهبي" أسفرت عن تحرير عدن قبل أن تتوالى انتكاسات الحوثيين بخروجهم من محافظة لحج وقاعدة العند الجوية ثم اندحارهم من آخر معاقلهم في محافظة الضالع قبل أيام.
وانتقلت عدوى هذا التراجع الدراماتيكي للحوثيين في مناطق الجنوب إلى الشمال حيث سيطر مسلحو "المقاومة الشعبية" الاثنين على مديريات الرضمة والسدة وبعدان في أب وطردوا مسلحي الجماعة منها وذلك بعد يوم من تحرير ثلاث مديريات في المحافظة نفسها، في حين يتوقع مراقبون أن تلحق بقية مديريات محافظة أب بما فيها مدينة أب "مركز المحافظة" ببقية المناطق المحررة في الأيام المقبلة.
وأعلنت "المقاومة الشعبية" أنها حررت الاثنين مديرية عتمة التابعة لمحافظة ذمار، كما أكدت تواصل المواجهات في الضاحية الشمالية للعاصمة لليوم الثالث في مديرية أرحب بين مسلحي القبائل والحوثيين، وأفادت بمقتل 14 حوثيًا على الأقل بينهم قادة ميدانيون، وأضافت أن طيران التحالف أغار على تعزيزات لمسلحي الجماعة وقصف منازل قادة قبليين موالين لها.
واستهدف طيران التحالف الاثنين مواقع للجماعة في الراهدة في محافظة تعز وأغار على قواتهم في مكيراس في البيضاء، وطاول تجمعات لهم في مديرية المدان التابعة لمحافظة عمران، كما شن ضربات على مواقع لهم على امتداد الشريط الحدودي الشمالي الغربي في محافظتي حجة وصعدة حضرموت شرقًا تقع تحت سيطرة مسلحي تنظيم "القاعدة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر