الجزائر - سميرة عوام
تراجَعَت الجزائر عن شراء المبنى الشاهد على تاريخ الشعب الجزائري الأبي، والذي احتضن مفاوضات "إيفيان" إبّان الثورة الجزائرية، والتي مكّنت الجزائر من الحصول على استقلال بعد أكثر من قرن و30 عامًا من الاحتلال الفرنسي، وبعد إسقاط ورقة شراء هذه البناء التاريخية قامت بلدية "إيفيان" الفرنسية ببيع الشقق التي توجد فيها إلى رجال أعمال فرنسيين.
وحدثت اتفاقيات "إيفيان" التي حصلت الجزائر بموجبها على استقلالها بعد سبع سنوات من حرب تحرير (1962-1954) راح ضحيتها أكثر من مليون ونصف مليون شهيد، وأفضت مفاوضات "إيفيان"، التي جرت في الفترة من 7 و18 آذار/ مارس 1962 إلى جملة من القرارات، أبرزها الإعلان عن إجراء استفتاء شعبي لتقرير مصير الشعب الجزائري المحتلة أراضيه آنذاك، ووقف إطلاق النار بين الطرفين، جرت المفاوضات في مدينة "إيفيان" الفرنسية عند الحدود مع سويسرا، حيث كان يقيم الوفد الجزائري المفاوض، والذي كان يضم شخصيات سياسية بارزة، مثل كريم بلقاسم وسعد دحلب وعبد الصديق بن يحيى وبن طوبال ورضا مالك ومحمد يزيد وعمار بن عودة والصغير مصطفاي.
وفرَضَ الحوار السياسي نفسه على المفاوضين الجزائريين والفرنسيين بعد إدراك الدولة الفرنسية آنذاك، وعلى رأسها الجنرال شارل ديغول، فشل الحل العسكري في الجزائر.
وبعد مرور 52 سنة على مفاوضات "ايفيان"، التي كانت إحدى البنايات مسرحًا لها، والتي كان من المقرر أن تشتريها الدولة الجزائرية بصفتها معلمًا تاريخيًا يبقى شاهدًا على حدث تاريخي بارز ساهم بشكل مباشر في كسب الجزائر لحريتها واستقلالها، على هامش الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، وفي ظل غياب الدولة عن تأدية واجبها في حماية هذا المعلم التاريخي في مدينة "ايفيان" الفرنسية الواقعة قرب الحدود السويسرية ، تحول اليوم الى سكنات بعد قيام بلدية "ايفيان" ببيع هذا المعلم التاريخي كسكنات لمواطنين فرنسيين، بعدما كان في السابق عبارة عن فندق سياحي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر