برلين ـ جورج كرم
يواجه قطاع صناعة السيّارات الألمانيَّة، منذ أعوام منافسة شديدة على المستوى الدولي من قبل شركات السيارات اليابانية والأميركيَّة، خصوصاً في أسواق الصين والولايات المتحدة الرئيسين. وفي وقت تربعت فيه شركة "تويوتا" اليابانية العام الماضي مرة أخرى على عرش الشركات الأكثر بيعاً في العالم، حلّت الشركة الألمانية "فولكس فاغن" في المرتبة الثانية و"جنرال موتورز" الأميركية في المرتبة الثالثة، بعدما وضعت "فولكس فاغن" قبل 3 أعوام هدف انتزاع المرتبة الأولى في 2018.
وتدخل في المنافسة عوامل عديدة أبرزها تمتع الشركات اليابانية بأفضلية حاسمة على الشركات الألمانية، تتمثل في انخفاض سعر العملة اليابانية الين من جهة، وارتفاع سعر اليورو من جهة أخرى، ما يجعل الفارق كبيراً لغير مصلحة الشركات الألمانية. وفي مقارنة بين شركات الدول الثلاث، نجحت شركات السيارات اليابانية في زيادة حجم مبيعاتها 14% في 2013 مقارنة بـ2012، وارتفعت أرباحها 80%، بينما زادت قيمة مبيعات منتجي السيارات الألمانية 2% فقط مقابل تسجيل المنتجين الأميركيين زيادة نسبتها 7%، وفق دراسة نشرتها أخيراً مؤسسة "ارنست اند يونغ" الأميركيَّة للاستشارات.
ونقلت النشرة الاقتصادية الشهرية الصادرة عن غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية في برلين، عن الدراسة الأميركية أنّ شركتي "هوندا" و"مازدا" اليابانيتين تمكنتا من زيادة مبيعاتهما في 2013 بأكثر من الخُمْس، في مقابل نسبة راوحت بين 12 و14% لشركات "تويوتا" و"متسوبيشي" و"سوزوكي". وزادت مبيعات الشركات الألمانية الأخرى، مثل "دايملر" 3%، وتراجعت مبيعات "بي ام دبليو" 1%. وفي الوقت الذي أعلنت "تويوتا" تحقيق أرباحاً قياسية العام الماضي بلغت 13.5 بليون يورو، حققت "فولكسفاغن" 9.4 بليون يورو، و"جنرال موتورز" 2.8 بليون يورو.
واعتبر مسؤولو شركات السيارات الألمانية أنّ المقارنة المذكورة غير عادلة بتاتاً، لأن "تويوتا" تستفيد في شكل واضح من خفض قيمة عملة الين في الأسواق المالية، ما يخفض سعر سياراتها في العالم ويرفع سعر السيارات الألمانية بفعل ارتفاع قيمة اليورو في أسواق المال الدولية. وأكّد خبراء أنه رغم تسجيل اليابانيين من خلال هذه الأفضلية دخلاً أعلى، إلا أنهم يبيعون في المقابل عدداً أقل من السيارات، ففيما ارتفعت مبيعاتهم ثلاثة في المائة، وسجلت شركات السيارات الألمانية زيادة نسبتها 5%، والأميركية 7%.
وأضافت الدراسة أنه "في إطار المنافسة الدولية القوية بين شركات سيارات الدول الثلاث لتوسيع أسواق مبيعاتها، لا تزال صناعة السيارات الألمانية تحتل موقعاً ممتازاً، فخلال العقد الماضي رفعت الشركات الألمانية قيمة إيراداتها من 227 بليون يورو إلى 391 بليوناً، بزيادة 72 في المائة مقارنة بالعقد السابق، بينما سجّلت الشركات اليابانية زيادة نسبتها 28 في المائة فقط خلال الفترة ذاتها. ولفتت إلى أن شركات السيارات الألمانية تتمتع بأفضلية حاسمة على السيارات اليابانية والأميركية في قسم إنتاج سيارات الـ"بريميوم" الفخمة التي تمتاز بها ألمانيا وتباع بأسعار مرتفعة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر