أغادير - عبد الله السباعي
احتشد عدد من العاملين المغاربة في سيارات الأجرة الكبيرة في وقفة احتجاجية، صباح اليوم الثلاثاء، أمام ساحة البريد حيث ترابض سيارات الأجرة الكبيرة، على أثر ما آلت إليه أوضاع العاملين فيها بين مدينتي تيزنيت وأغادير جنوب المغرب، وندَّد المحتجون في وقفتهم الاحتجاجية
باستمرار اللامبالاة وسياسة صمّ الآذان التي يواجهون بها من طرف المسؤولين والمنظمين لقطاع النقل في سيارات الاجرة من النوع الكبير على حد السواء، بعدما استفحلت الفوضى التي يعرفها القطاع، والتي أدت به إلى أن يعيش وضعية مزرية أثرت سلبًا على اوضاع العاملين فيه.واستنكر سائقو سيارات الأجرة استفحال ظاهرة النقل السري التي قالوا إنها لم تعد سرية بما تحمله الكلمة من معنى، بل أضحت عملية علانية وفي نقاط قريبة من محطة التاكسيات الكبيرة الموقتة والمقابلة لمكتب البريد في مدينة تيزنيت جنوب المغرب، هذه الأخيرة التي وصفوها بأنها "تصلح لكل شيء إلا ان تكون محطة تحترم المواطنين من العاملين والركاب على حد السواء".وشجَبَ المحتجون الفوضى التي تعرفها عدد من الشوارع في مدينة تيزنيت كشارع للا عبلة في اتجاه مدينة اغادير، شارع بئر انزران في اتجاه مدينة كلميم، أمام المركز الصحي حمان الفطواكي و تجزئة حاما في اتجاه تافراوت، حيث ينشط النقل السري في اتجاه عدد من القرى القريبة.ورَدَّد المحتجون في وقفتهم الاحتجاجية شعارات تطالب بتطبيق القانون ومحاربة ظاهرة النقل السري من قبيل "القانون ها هو والمخزن فينا هو" و "أيها السائقون كلكم مسؤولون" و "سوا اليوم سوا غدا الحقوق و لا بد" فضلا عن المطالبة بتنظيم قطاع النقل في المدينة ومحاربة "محطة التاكسيات الجديدة" التي تم تفريخها في طريق اغادير، كما هددوا بتنظيم مسيرة في المدينة والتحول من محطة التاكسيات الحالية إلى طريق اغادير حيث ينشط النقل السري، في حالة لم تتخذ السلطات الامنية والوصية اجراءات فعلية في مواجهة الظاهرة.وتروم الوقفة الاحتجاجية التي خاضها سائقو التاكسيات الكبيرة لفت انتباه المسؤولين والجهات الوصية إلى ما يعانيه قطاع النقل بين مدينتي تزنيت وأغادير من فوضى عارمة تسبب فيها ممتهنو النقل السري في عدد من النقط الرئيسية في المدينة وخاصة في اتجاه مدينة أغادير.ولوحظ شلل تام أصيبت به محطة سيارات الأجرة الكبيرة بتزنيت موازاة مع الوقفة الاحتجاجية التي دامت زهاء ساعتين من الزمن، عادت بعدها الحياة إلى المحطة التي تجمع فيها عدد من المواطنين الذين انتظروا انتهاء الوقفة ليستقلوا بعدها سيارات الأجرة صوب وجهتهم في القرى القريبة وصوب مدينة اغادير، خاصة وان توقيت الاحتجاج يصادف بداية الأسبوع حيث تنشط حركة النقل، كما يصادف أول أيام العمل في قطاع التعليم بعد انقضاء فترة العطلة.وندَّد المكتب النقابي لسائقي سيارات الأجرة الكبيرة في تزنيت المنضوي تحت لواء الاتحاد العام للعاملين في المغرب في بيان استنكاري، يتوفر "المغرب اليوم" على نسخة منه، بالمتسببين في هذه الفوضى من طرف من وصفهم بالمستفيدين احتجاجًا على القانون، خاصا بالذكر أصحاب النقل السري وسائقي سيارات الاجرة في أغادير والذين قال البيان إنهم جعلوا من عدد من الاماكن والنقاط التي سلف ذكرها مكانا للانطلاق بدل التقيد بالقانون المنظم، بعد حل الاتفاقية التي كانت تنظم العمل بين تاكسيات تيزنيت وأغادير.
وطالب السائقون في البيان ذاته من المسؤولين في الإقليم التدخل العاجل لحل المشاكل التي تؤرق العاملين في سيارات الأجرة الكبيرة، مع العمل على تنظيم القطاع الذي وصفوه بالمهم، معتبرين أن الوقفة الاحتجاجية ما هي إلا "خطوة أولى لرفع الحيف والظلم".ويأتي احتجاج العاملين في قطاع النقل بواسطة سيارات الأجرة الكبيرة أياما بعد شكايات أرباب قطاع نقل آخر لا يقل أهمية عنه ويتعلق الامر بأرباب وسائقي نقل البضائع داخل المدار الحضري بمدينة أغادير بعد تزايد نشاط المتطفلين من أصحاب وسائل النقل غير المرخص لهم والذين يعملون في إطار غير قانوني و لا يخضعون للضوابط القانونية المعمول بها والمنظمة لوسائل نقل البضائع داخل المدار الحضري،ويقصد بها سيارات نقل البضائع المعروفة بــ"هوندا" وكذا الدراجات ثلاثية العجلات، والتي قالوا إن نشاط هذه "الفئة المتطفلة" تسبب لهم في ضرر كبير إلى حد جعلهم في الآونة الاخيرة يواجهون صعوبات مادية لسد المصاريف اليومية المترتبة عن نشاط سياراتهم، ناهيك عن المصاريف اليومية بالنسبة لأرباب الأسر التي لا معيل لها إلى ما تجود به هذه المهنة على مزاوليها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر