لندن - سليم كرم
تعتزم شركة فورد امتلاك سيارات بدون سائقين بالكامل ــــ وبدون عجبة قيادة أو دواسات ــــ على الطريق في غضون خمس سنوات، وستُستخدم السيارات في البداية لخدمات طلب السيارات أو خدمات مشاركة السيارت، أما المبيعات للمستهلكين ستأتي في وقت لاحق.
وأعلن المدير التنفيذي لشركة فورد مارك فيلدز الثلاثاء الهدف الجديد في الحرم الجامعي لوادي السيليكون في بالو ألتو بكالفورنيا، مثيرًا الشائعات بأنها قد تبيع السيارات إلى أوبر - والتي بدورها تختبر أنظمة القيادة الذاتية باستخدام سيارات الشركة في بيتسبرغ، ولكنه رفض التصريح ما إذا كانت فورد تخطط للشراكة مع أوبر أو ليفت في مشروع مشاركة ركوب السيارات، قائلًا بأن "كافة الخيارات مفتوحة وقيد البحث"، وصرح فيلدز "هذه لحظة تحول في الصناعة ولحظة تحول في شركتنا".
ويختلف نهج فورد للعمل بالسيارات ذاتية القيادة عن العديد من الشركات الأخرى، مثل مرسيدس-بنز وتيسلا موتورز، اللتان تخططان إلى إضافة إمكانية القيادة الذاتية للسيارات تدريجيًا، عوضًا عن ذلك، تتخذ فورد نفس منهاج غوغل، والتي تدعم التحول مباشرةً إلى السيارات ذاتية القيادة بمجرد أن تصبح التقنية مُكتملة، وقال راج ناير الرئيس الفني في فورد " لقد تخلينا عن نهج إطلاق تقنيات مساعدة السائق وقررنا بأن نأخذ الخطوة بشكل كامل"، مشيرًا الى أن فورد ستستمر في تطوير أنظمة مساعدة السائق، مثل الكبح التلقائي في حالات الطوارئ أو تنبيه مغادرة الحارة، ومضيفًا أن إنتاج سيارات الاستخدام الشخصي لتكون ذاتية القيادة بشكل أكبر هو أمر خطر، حيث أن فورد لم تعرف كيفية التأكد من حفاظ السائقين على التركيز واستعدادهم لتولي القيادة مجددًا في حال صادفت السيارة عقبة ما.
التخلي عن السائق يحل هذه المشكلة.
وستُصمم سيارة فورد خصيصًا لخدمات التنقل التجارية، مثل شركات سيارات الأجرة، وستكون متاحة بكميات كبيرة، وأعلنت فورد بأن الملكية الشخصية للسيارات ذاتية القيادة ستأتي لاحقًا، وأضافت الشركة التي يقع مقرها في مدينة ديربون في ولاية ميشيغان بأن لديها خطط لمضاعفة فريق العمل في مركز أبحاث بالو ألتو بحلول نهاية العام المقبل لحوالي 300 شخصًا.
وكشف فيلدز بأن الشركة سوف تشتري مبنيين إضافيين إلى جانب المبنى الحالي من أجل توسيع الحرم الخاص بها، وسوف تقوم فورد بالمزيد من الاستثمارات والشراكات لتسريع عملية تطوير السيارات ذاتية القيادة، وقال ناير" بأن فورد تطور وتختبر السيارات ذاتية القيادة منذ أكثر من عشر سنوات، مضيفًا "نحن لدينا أفضلية أستراتيجية بسبب قدرتنا على دمج البرمجيات وتقنيات الاستشعار مع الهندسة المعقدة اللازمة لتصنيع سيارات عالية الجودة، وهذا ما يتطلبه الأمر لجعل السيارات ذاتية القيادة واقع حقيقي بالنسبة لملايين الأشخاص حول العالم."
وستزيد فورد أسطولها التجريبي للسيارات ذاتية القيادة بثلاثة أضعاف، لتكون بذلك صاحبة أكبر أسطول تجريبي ضمن صانعي السيارات ــ لتجعل الرقم يصل إلى حوالي 30 سيارة فيوجن هجين على طرق كاليفورنيا، وأريزونا، وميشيغان مع خطط لزيادتها لثلاثة أضعاف العام المقبل، وتعد فورد هي صانعة السيارات الأولى التي تختبر سياراتها في مسيتي المحيط الحضري المحاكي لجامعة ميشيغان، وصانعة السيارات الأولى التي أظهرت عملية القيادة الذاتية للسيارات في الثلج، والأولى أيضًا التي تختبر السيارة ذاتية القيادة ليلًا، في الظلام التام كجزء من تطوير مستشعر الليدار، وسوف تستثمر كلا من فورد والشركة الصينية لمحركات البحث 'بايدو' 75 مليون دولار على حدا في شركة فيلودين التي تُصنع مستشعرات ليزر تساعد على توجيه السيارات ذاتية القيادة.
وصرحت شركة فيلودين التي يقع مقرها في مورجان هيل في كاليفورنيا بأنها ستستخدم استثمار يبلغ قيمته 150 مليون دولار للتوسع في تصميم المستشعرات وإنتاجها بالإضافة إلى خفض تكلفتها، ويمكن أن تستخدم مستشعرات الليزر ليدار _والتي ترمز إلى الكشف وقياس المدى الضوئي_ أيضًا في السيارات التقليدية كجزء من أنظمة مساعدة السائق مثل الكبح الآلي في حالات الطوارئ، وصرحت فورد أيضًا بأنها استحوذت على شركة SAIPS الإسرائيلية للآلات ذات القدرة على التعلم ورؤية الحاسوب لخبرتها في مجال الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية، كما شكلت أيضًا شراكة مع شركة نايرنبرج نيوروساينس Nirenberg Neuroscience LLC للرؤية الحاسوبية والتي طورت أجهزة لاستعادة البصر للمرضى الذين يعانون من أمراض العين الانتكاسية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر