لندن ـ كاتيا حداد
سلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية الضوء على توسع التسوق عبر الإنترنت، وظهور جيل جديد من متاجر التجزئة، يعرض أصحابها منتجاتهم عبر منازلهم الحقيقية.
ويتسبب ذلك في إثارة القلق لدى أصحاب المتاجر، لأنهم يستعينون بمنازلهم باعتبارها صالات عرض افتراضية، ويسوقون لعلاماتهم من خلال صور أنيقة لمنازلهم يتم نشرها على صفحاتهم في موقع "إنستغرام"، لكسب إعجاب الآلاف من المتابعين والعملاء.
وفي هذا الصدد طرح الكاتب البريطاني إيلي تينات، كتاب "شيك بوتيكيرس آت هوم"، الذي يوثق أكثر واجهات المتاجر الإلكترونية أناقة، وربما أفضل مثال على ذلك هو علامة "ميني موديرنز" للتصميمات الداخلية، التي أسسها مصمما الديكور كيث ستيفنسون ومارك هامبشاير، في عام 2006 حيث تمكنت العلامة التجارية من اكتساب شعبية وشهرة لم تتمكن من مجاراتها كبرى العلامات التجارية، وتم طرح المجموعة الأولى من منتجاتها وعرضها من خلال صور التُقطت في منزلهما.
وتعاونت هذه العلامة الناشئة منذ ذلك الحين مع كبرى المؤسسات البريطانية في لندن مثل معرض كورتولد، ومركز ساوث بانك ومتحف النقل في لندن، ولكن على الرغم من هذه المشاركات الكبيرة، إلا أن المصممين يقضيان أكبر وقتهما في منزلهما المتحول من إحدى مقصورات قطار ويطل على الساحل، في دونجينيس، كينت، ويستعينون به لعرض منتجاتهم.
وأفاد هامبشاير: "نود استخدام منزلنا الذي يطل على الشاطئ بوصفه معرضا لمنتجاتنا، ونقول دائما، إذا لم نستطع تقبل التصاميم الجديدة في منزلنا، فلا يجب علينا إنتاجها، وبالتالي فإن المعايير التي نتبعها هي: هل نستطيع تطبيق هذا التصميم في المنزل".
ويمكن ملاحظة على صفحة الثنائي في موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام"، أوراق حائط وأقمشة، وغيرها من التصميمات المنزلية التي يعرضانها في منزلهما، فضلًا عن صور تعكس من الحين والآخر ساحل دونغنيس، وبالتالي فإن الاستثمار الشخصي والشعور القوي بالهوية هو أهم ما يميز هذه الفئة الجديدة من متاجر التجزئة على الانترنت.
وذكر إيلي: "هم لا يحاولون منافسة كبرى العلامات التجارية، التي يمكن أن تشتري منتجات بكميات كبيرة، ولكن بدلًا من ذلك يفعلون شيئًا خاصًا بهم، ويخلقون مقاصد أو واجهات محلات إلكترونية لمجتمعات مخلصة من العملاء".
وتابع: "يساعد نشر صور منتجات العلامات الإلكترونية التي التُقطت في منازلهم على موقعي إنستغرام وتويتر، على تقديم شيء أقيم وأقوى بكثير من متاجر شارع الهاي ستريت، حيث يستمدون قوتهم الحقيقية، من أنماط حياتهم المبدعة والمليئة بالحيوية، والحقيقية".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر