لندن - المغرب اليوم
استقبل معرضُ ميلانو للمفروشات Salone del Mobile في نسخته الأخيرة، ورقمُها 62 نحو 2000 عارض، وأكثر من 300 ألف زائر من أنحاء العالم.أقيم المعرض في أرض المعارض Fiera Milano Rho ، التي صمّمها المهندس المعماري ماسيميليانو فوكساس، والتي تبعد حوالي 15 كيلومترًا من وسط مدينة ميلانو الإيطالية.
التكنولوجيا والتصميم في خدمة الإنسان
دانا نعيم
زارت دانا نعيم، المصمِّمةُ الداخليَّة اللبنانيَّة المقيمةُ في جدة، صالون ديل موبيل، لأسبابٍ عدة، من أهمِّها الاطلاعُ على الخطوطِ والاتجاهاتِ الجديدة التي ستنتشرُ خلال الفترةِ المقبلة، إضافةً إلى رؤيةِ منتجاتِ وأعمالِ العلاماتِ المرموقةِ عن قرب، والحديثِ مع المعنيين في الشركات. تقول لـ"سيدتي"، عن الزيارة إنه "يختلفُ التواصلُ عن بُعد بشكلٍ جذري عن التواصلِ الجسدي المباشرِ الذي يسمحُ بالاطلاعِ عن كثبٍ على المنتجات، فمن الممتعِ رؤيةُ أفرادٍ من جنسياتٍ عدة، يجتمعون مع بعضهم ضمن مساحةٍ واحدةٍ، تتمثَّلُ في صالون ديل موبيل".
وخلال الزيارة، لفت انتباه المصمَّمةِ الجرأةُ الواضحةُ في الألوان، إذ دُمجت المتضاربةُ منها بطريقةٍ رائعةٍ ومبهرةٍ للعين، فضلًا عن الصناعةِ عاليةِ المستوى، والتفاصيلِ المُنفَّذة بدقَّةٍ وإتقانٍ، والأقمشةِ المتطوِّرة. في هذا الإطار، أوضحت دانا لـ "سيدتي"، أن "نسيج البوكيله لا يزالُ دارجًا، ومن المتوقَّع أن يبقى مُعتَمدًا فترةً طويلة". وقالت: «لزجاجُ، والموادُّ الشفَّافة، واللونُ الأحمرُ القاني كلُّها ستطغى في الموسمِ المقبل، فضلًا عن الألوانِ الترابيَّة التي تذكِّرُ بالطبيعة، والموادِّ الجديدةِ من قشرِ الخشب، والماكيناتِ الحديثةِ التي تتعاملُ مع الموادِّ مثل الرخام".
وكشفت عن تركيزِ المصمِّمين، والشركاتِ العالميَّة على الاستدامة، واستخدامِ موادَّ صديقةٍ للبيئة، وتقنياتٍ توفرُ الطاقة بطرقٍ إبداعيَّةٍ. وحسب رأيها: "لا يتعارضُ مفهومُ الاستدامةِ مع النظرةِ الفنيَّة للمصمِّم، بل إنّ الاستدامةَ بمنزلةِ ميزةٍ إضافيَّةٍ إلى الإبداعاتِ في عالمِ التصميم. وفي المعرض، كان من اللافتِ التوعيةُ الكبيرةُ بمفهوم الاستدامة، والتركيزُ على موضوعِ الخضرة، بحيث كانت الطبيعةُ طاغيةً على الأجنحة".
وذكرت دانا: "التكنولوجيا كانت بارزةً في المعرضِ بوضوحٍ، في أقسامِ المطابخ، والحمَّامات، والمكاتب". موضحةً أن "التكنولوجيا تخدمُ التصميم، وتلبِّي مصلحةَ المستهلك، وتسهِّل حياته، وفي هذا الإطار، أعجبتني آلاتُ التدفئةِ (الشوفاج)، التي تتَّخذُ شكلَ لوحاتٍ فنيَّةٍ جداريَّةٍ، مع التوفيرِ في استهلاكِ الكهرباء".
اتجاهات التصميم والديكور والأثاث في المعرض
جلسة من تصميم ARMANI CASA
استعرض الحدث مجموعة من التصاميم المبتكرة والاتجاهات الناشئة التي من المقرر أن تشكل مستقبل التصميم الداخلي والأثاث. ومن بين عدد لا يحصى من الاتجاهات، لوحظ التركيز المتزايد على الجماليات المستوحاة من الطبيعة والعناصر العضوية.
التصميم الحيوي
برز مفهوم التصميم الحيوي، الذي يسعى إلى دمج الطبيعة وعناصر منها بالمساحات الداخلية، وتحديدًا المساحات الخضراء بـالأثاث والديكور. لا يُعزّز التصميم الحيوي الجماليات فحسب، بل أيضًا الرفاهية من خلال اتصال أعمق مع العالم الطبيعي.
الأشكال العضوية
الخطوط المنحنية واضحة في ركن علامة Sicis في المعرض
النعومة والانسيابية، برزتا في أشكال الأثاث؛ إذ تعددت المعروضات من قطع الأثاث المنحنية، من أرائك وكراس وطاولات، فقد أظهر المصممون خروجًا عن الزوايا لصالح الأشكال العضوية. لا يضيف هذا الاتجاه اهتمامًا بصريًا فحسب، بل يساهم أيضًا في الشعور بالراحة والاسترخاء في المساحات الداخلية. يضيف هذا الابتعاد عن الأشكال الهندسية التقليدية عنصرًا من العفوية والجمال الطبيعي إلى التصميمات الداخلية. وفي هذا الإطار، عرضت علامة مينوتي أيضًا أشكالًا عضوية، مع أرائك منجدة بنسيج البوكليه.
المواد الطبيعية
تماشيًا مع مفهوم الاستدامة، كان هناك تركيز واضح على استخدام المواد الطبيعية في الأثاث وخطوط التصميم. احتل الخشب والحجر والروطان وغيرها من المواد المستدامة مركز الصدارة، مما جعل التصميمات تنضح بالدفء والملمس والأصالة، وقد أكد التحول نحو المواد الطبيعية على الالتزام بالوعي البيئي والحرفية.
الخامات الشفافة
ظهرت الشفافية كعنصر أساسي في التصميم، مما أضاف إحساسًا بالخفة والانفتاح إلى التصميمات الداخلية. دُمج الزجاج والأكريليك والمواد الشفافة الأخرى بقطع الأثاث والفواصل والملحقات، مما أدى إلى خلق عمق بصري.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر