القاهرة - المغرب اليوم
لا تتوقف مساعي دولة الإمارات، في ابتكار واستقطاب أحدث الحلول العالمية، للحد من استهلاك الطاقة، خدمةً لخطط ومبادرات تعزيز جهود الاستدامة البيئية. وأحدث ما تم التوصل إليه، هو ابتكار "iPaint"، وهي دهانات جديدة، تسهم بفاعلية في الحد من درجة ارتفاع حرارة المباني، فضلاً عن كونها صديقة للبيئة، وتم تصنيعها بالتعاون بين شركة "ليدينغ هوسبيتاليتي سيرفيسز" الإماراتية، والشركة الناشئة المطورة لهذا النوع من الدهانات "آي تو كول"، ومقرها هونغ كونغ.
وتمتاز دهانات التبريد "iPaint" بتكلفتها المنخفضة، وفاعليتها في الحد من استهلاك الطاقة، وهي مستلهمة في طريقة عملها من النمل الصحراوي، الذي يمتلك القدرة على تبريد نفسه ذاتياً، من خلال الشعيرات التي تغطي السطح الخارجي لجسم النمل، حيث تعمل على مقاومة حرارة أشعة الشمس الحارقة.
ويواكب هذا النوع الجديد من الدهانات الخطط الاستراتيجية الإماراتية، للحد من الانبعاثات البيئية، وتطوير التقنيات المستخدمة، حيث تم التوصل إلى المنتج النهائي بعد سبع سنوات من الاختبارات، إذ ينتج عن استخدام دهانات "iPaint" تحويل تقنية التبريد الإشعاعي الكامن ذات التكلفة المرتفعة إلى سلع تجارية أسعارها في متناول اليد.
وتعمل مكونات دهانات "iPaint"، وفق تقنية التبريد الإشعاعي الكامن في أسطح الأجسام المختلفة، حيث تشهد الجدران الخارجية بعد دهنها انخفاضاً في درجة حرارتها الداخلية، حيث تعكس الدهانات معظم أشعة الشمس الساقطة عليها، ما يؤدي إلى التخلص من الحرارة الداخلية للمباني.
وينتظر أن يترك الابتكار الجديد، في ظل تحول نحو التقنيات الصديقة للبيئة، أثراً واضحاً على البيئة والمجتمع في دولة الإمارات، في ظل ارتفاع درجات الحرارية فيها في فصل الصيف، حيث تسعى الدولة إلى توفير بيئة صحية ومريحة بشكل أكبر، للمواطنين والمقيمين والزوار.
ومعروف عالمياً أن دولة الإمارات العربية المتحدة تسعى، منذ سنوات عدة وإلى الآن، لكي تصبح دولة صديقة للبيئة، ولهذا السبب كانت قد أطلقت مسارات وتشريعات لتحقيق التنمية المستدامة في الدولة، من خلال مبادرة وطنية شملت ستة مسارات، تغطي التشريعات الخاصة بتحقيق التنمية المستدامة، حيث يهدف المسار الأول للمبادرة إلى إنتاج واستخدام الطاقة المتجددة، والعمل على تطويرها، وتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة في القطاع الخاص والحكومي.
في حين يشمل المسار الثاني السياسات الحكومية المتعلقة بعمليات الإنتاج والتصدير والاستيراد للمنتجات الخضراء، بالإضافة إلى تجهيز الكوادر الوطنية، ووضعها في أماكنها المناسبة للعمل على رأس هذا المجال.
كما شملت المبادرة، في مسارها الثالث، مجموعة من الخطط العمرانية الهادفة للحفاظ على البيئة، وتوفير بيئة صحية عن طريق تنقية الهواء الداخلي في المدن الإماراتية، والعمل على استخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة، واستخدام جميع المواد التي تحافظ على المناخ، وتقلل استخدام الطاقة.
ويشجع المسار الرابع على الزراعة العضوية على المستويين الاتحادي والدولي، والتعامل مع آثار التغير المناخي، إضافة إلى وضع البرامج التي تهدف إلى تقليل الانبعاثات الضارة الناتجة من الصناعات. فيما يهتم المسار الخامس بمجموعة من البرامج الخاصة بترشيد استهلاك المياه والكهرباء، إضافة إلى الموارد الطبيعية، والعمل على مشروعات إعادة تدوير المخلفات، بالإضافة إلى عمل برامج لتوعية المواطنين بالبيئة، كما يركز المسار السادس على طرق التقاط وتخزين الكربون، والاستفادة من النفايات من خلال تحويلها إلى طاقة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر