الإسكندرية عروس المتوسط وملتقى الحضارات وصنع الأفكار والعقول
آخر تحديث GMT 02:54:24
المغرب اليوم -
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

وصفت بأنها "أعظم عقلية وضعت الأسس الحقيقية للعالم الحديث

الإسكندرية عروس المتوسط وملتقى الحضارات وصنع الأفكار والعقول

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الإسكندرية عروس المتوسط وملتقى الحضارات وصنع الأفكار والعقول

الإسكندرية عروس المتوسط
القاهرة ـ سعيد فرماوي

ويقول مؤلفي كتاب "أصول المدينة" جاستين بولادر وهوارد ريد " كانت الإسكندرية أعظم بوتقة عقلية عرفها العالم؛ ففي هذه القاعات وضعت الأسس الحقيقية للعالم الحديث، ليس مجرد الحجارة والبناء، بل والأفكار أيضا".

وتعد المنارة والمكتبة والمتحف من آثارات الإسكندرية القديمة، وقد بدأ تأثير المدينة على الحياة المعاصرة مع التصميم بشكل عام، فاستطاع مهندس الإسكندر دينوقراطيس بناء معلب كرة قدم عملاق وأصبح أي إم فوستر واحدا من المؤرخين الأكثر شهرة لحياة الإسكندر في العشرينات، وقال عن الإسكندر "استطاع أن ينتج أفضل ما خلفه الإغريق"، لكن للأسف دفنت تحفة دينوقراطيس المعمارية تحت الماء
واستخدم المهندس دقيق الشعير في غياب الطباشير لوضع أشكال الطرق المستقبلية للمدينة الجديدة بمنازلها وقنوات مياهها، لكن في الوقت الذي أخذ فيه مساحوه يحسبون الزوايا ذات الصلة وأخذ العمال يبعثرون الخطوط، حلقت أسراب من الطيور البحرية فوق المدينة، واعتبره الكثيرون على الأرض نذير شؤم لزوار المدينة التي تحمل اسم الإسكندر، لكن الكاهن الشخصي له كان لديه وجهة نظر مختلفة، فشرح للجنرال أنها كانت إشارة إلى أن الإسكندرية ستتمكن في يوم من الأيام من توفير القوت لكوكب بأسره
.
وواصل المهندس عمله، وخصص موقعا للقصر الملكي للإسكندر ومعابد كل الآلهة اليونانية والمصرية، والسوق التجاري، ومركز الجمع بين الطوائف، والوحدات السكنية والجدران المحصنة؛ وشقت قنوات من نهر النيل تحت الشوارع الرئيسية لتزويد منازل الأغنياء بالمياه العذبة.

وكانت مهمة دينوقرايس الأساسية نسخ نموذج المدن اليونانية التي كان معتادا عليها لتصبح الإسكندرية، وقد كان هو نفسه تلميذا لهيبودوماس الرجل الذي كان مسؤولا عن بناء الميناء الأثيني العظيم في بيرايوس، ووصفه أرسطو بأنه فنان استطاع نقل فنه إلى المدن، لكن مديه له توقف عند هذا الحد نظرا لأنه انتقد طريقة عيشه الفاخرة

.

ويعتقد هيبودوماس أن تصميم المدن يعني أكثر من مجرد رسم للحدود الخارجية للموقع، بل يجب أن يفهم المخططون كيفية عمل المدينة، ليس من الناحية اللوجستية فقط بل من الناحية السياسية والثقافية، فهو لا يعد الشوارع امتدادات للمنازل والمحلات فقط، بل هي نقاط مركزية في حد ذاتها لإنتاج تحفة حضرية بكفاءة، لكنه لم يخطط مدينة كاملة واقتصرت مشاريعه على تحويل أجزاء صغيرة من المدن القديمة، فيما كان مشروع الإسكندرية بالنسبة لدينوقراطيس بمثابة قماش أبيض تسمح له بالابتكار على نطاق غير مسبوق.

وتجلت عبقرية الأخير في تمديد خطوط من ملعب كرة القدم إلى الماء، وبناء جسر بري واسع بعرض 600 قدم معروف باسم هيبباتاستاديون؛ لأنه كان 7 أضعاف طول المعلب اليوناني التقليدي، ووصل الجسر إلى خارج البر الرئيسي لجزيرة فاروس وخلق مينائين كبيرين على جانبي الجسر؛ بالتالي تكاملت كل عناصر المدينة المختفلة، ويوضح مؤلف "عمارة الإسكندرية" الدكتور جوديث ماكينزي " شكل الجسر الموانئ والمرافئ التي تحيمها المنارة فيما يقع خلف المنارة شبكة المدينة الرئيسية، لقد كانت حزمة واحدة، ونجحت بالفعل".

وتكمن حيوية ونجاح الإسكندرية ليس في جذورها الإغريقة فقط، بل في التأثيرات المصرية عليها، فمرت حكاية "الكأس الذهبي" جيلا بعد جيل، ويبدو أن موقع المدينة اعتمد على معرفة وخبرة هوميروس المحلية، فلم تكتف المدينة بتشكيل العلاقة المثالية بين الحضارة المصرية الفرعونية المعزولة داخليا وإمبراطوية التجارية اليونانية البحرية في المتوسط فقط، بل وحققت طرقها أقصى قدر من رياح البحر الباردة، وجمعت مبانيها بين أفضل ما في العمارتين الشرقية والغربية، ونسخت جدران المنارة القديمة الشهيرة لها على مآذن لا تعد ولا تحصى في بقية أنحاء مصر وعلى العديد من أبرج الكنائس في العالم.

وأخذت سمعة المدينة تتصاعد في السنوات اللاحقة لبنائها، وبدأت مؤسساتها الأكثر شهرة في التشكل، أهمها المتحف وهو بالفعل كان معبدا للفنون وجمع كبار العلماء في جمعيع التخصصات الأكاديمية، وفي مكتبته (التي يعتقد أنها الأكبر على ظهر الأرض) جمعت الكتب الموجودة على السفن التي جلبت خصيصا لها.

وللأسف لم يعش الإسكندر كي يرى هذه العجائب، أو في الواقع المدينة التي أسسها، ففي الفترة التي بدأ فيها دينوقراطيس بوضع الأساسات سافر الملك للتشاور مع أوراكل في سيوه في عمق صحراء مصر الغربية، ثم اتجه إلى الشرق لحملات استعمارية جديدة في بلاد فارس والهند، وفي غضون 10 سنوات قيل إنه مات في بابل، وخلف وراءه بلطيموس الأول على مصر، الذي استطاع خطف جثة الملك من وطنه المقدوني الأصلي الذي يقع في شمال اليونان وجلبها إلى الإسكندرية لتدفن في قبر ضخم، ولليوم يعد مصير جثة الإسكندر من الجانب المظلم للإسكندرية.

 وأراد بطليموس جثة الإسكندر كي يضفي المزيد من الشرعية على سلطته؛ لتظهر بذلك شكل المدينة كوسيلة للسطلة الاستبدادية والحكم الإلهي بدلا من مدينة فكرية حديثة وعصرية، في حين أن المقصد الأساسي للمدينة كان تمتع الجميع على قدم المساواة، وأصبحت الإسكندرية بذلك قالب الحكم المطلق في المناطق الحضرية بتخطيطها الصارم وغياب الديمقراطية.

وكتب المؤرخ تشارلز مومفورد في كتاب "المدينة المنوية في التاريخ" "ما تبقى من الدراما الحضرية القديمة كان مجرد الهياكل، ففي المدينة القديمة كان لكل مواطن دوره، فيما مدينة بلطيموس كان الجميع يخضعون للأوامر وليس عليهم سوى الطاعة".

ويرى مومفورد أن الشكل الرسمي والجمال تجده في الإسكندرية من الخارج، والحقيقة تعكس تفككا وفوضى كبيرة، واستمر التوتر حول ما إذا كان تصميم المدن يخدم السكان أم الحكام على مدى العصور، واستمر في الإسكندرية حتى يومنا هذا.

وتعد الإسكندرية اليوم موطنا لنحو 5 ملايين نسمة، وهي ثاني أكبر منطقة حضرية في مصر، ولديها الكثير من الثورات الحضارية في السنوات الأخيرة، ولا تزال المدينة على خط المواجهة في رؤى التخطيط الحضاري المدروس وما يجب أن يبدو عليه.

وكشف العام الماضي عن مخطط لإعادة بناء المنارة القديمة التي فقدت موقعها الأصلي منذ فترة كبيرة بصفتها جزء من مشروع إعادة تطوير كبيرة تشمل مراكز التسوق الجديدة الكبرى والفنادق الراقية، وأصر النقاد على أن المقترحات لم تضع في الاعتبار الاقتصاد غير الرسمي والتاريخ المعماري الهش المعقد، وأشاروا إلى أن القرار اتخذ دون التشاور والاتفاق مع السكان.

وأشار محلل السياسة الحضرية في مصر عمرو علي إلى أن "الحقيقة ليست حول تضخيم التاريخ الثقافي الغني للإسكندرية بمقدار ما هو حول جوانب تاريخها التي يمكن تسويقها بنسبة أكبر على حساب الصالح العام".

وتابع أن سلطة السمامرة في المدنية يجب أن يكونوا اكثر حكمة  كفاية كي يقرؤوا عن تفاصيل المدينة القديمة التي بنيت بعد عقود من وقوف الإسكندر للمرة الأول على شواطئ فاورس، وقرر بناء مدينة جديدة، وكما جرت العادة فإن مهندس منارة فاروس العظيمة سوستراتوس كرس بناءه للعائلة المالكة في مصر على لوحة الجص بالقرب من مدخله، وتحت اللوحة نقش سرا "لجميع أولئك الذين أبحروا في البحار"، وبقيت مسألة الأشخاص المهتمين بالبناء الحضاري المخطط له حية منذ ذلك الحين

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإسكندرية عروس المتوسط وملتقى الحضارات وصنع الأفكار والعقول الإسكندرية عروس المتوسط وملتقى الحضارات وصنع الأفكار والعقول



GMT 09:55 2024 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

أشهر الوجهات السياحية الجبلية البارزة على مستوى العالم

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib