مقهى الحافة في طنجة في المغرب قِبْلة المبدعين والباحثين عن الهدوء
آخر تحديث GMT 22:16:53
المغرب اليوم -
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

بساطته وموقعه على البحر عوامل جذب طيلة قرن من الزمن

مقهى "الحافة" في طنجة في المغرب قِبْلة المبدعين والباحثين عن الهدوء

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مقهى

صورة أرشيفية لمقهى "الحافة"
طنجة -  نوفل الخمليشي

طنجة -  نوفل الخمليشي   ظل مقهى "الحافة" في مدينة طنجة شمال المغرب، على مدى قرابة قرن من الزمن قبلة للزائرين المغاربة والأجانب من جنسيات مختلفة، وتجاوز زواره الزبائن العاديين إلى مشاهير في عالم الفن والأدب والسياسية لعل أبرزهم الأديب الأميركي "بول بولز" والكاتب المغربي محمد شكري ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق الشهير وينستون تشرشل.   أسرار عدة تختزلها جنبات المقهى تحكي فصولا عن تاريخ مدينة طنجة المتشابك، خصوصياته الجذابة سواء في لقائه النادر مع زرقة مياه مضيق جبل طارق، أو جانب البساطة في مكونات هذا المقهى، خصائص يحاول زواره تفسير سر الإقبال عليه وصموده في وجه عوامل الزمن إلى حدود اليوم.
  ويقع مقهى "الحافة" على هضبة عالية تطل على مضيق جبل طارق في حي مرشان في طنجة، عند مدخل المقهى تصادف عينيك لوحة توضح تاريخ التأسيس "مقهى الحافة تأسس عام 1921" عبارة تستفز الزائرين وتجعل الأسئلة تتناسل عن أسرار صموده إلى هذا اليوم"، من النادر أن تجد مقهى بهذا السحر والتاريخ الطويل".
   ويقول أحمد ، وهو نادل يعمل في المقهى يرتشف من كأس شاي ويستطرد، مؤكداً "من المستحيل أن تجد زائراً للمدينة لم يزر المقهى وسحره راجع لموقعه المتفرد" جدران مصبوغة بالأبيض والأزرق وكراس متهالكة منهكة تنضح بعتاقتها وتثير الزائرين، رائحة الشاي الأخضر المغربي بنكهة النعناع تملأ المكان، ومشهد عام يترك في مخيلة الزائر للوهلة ألأولى بساطة تصل الى حد فوضى غير مفهومة.
  ويجلس ياسين برفقة زملاء له يتبادلون أطراف الحديث، يتأمل أفق مضيق جبل طارق، حيث تبدو مدينة طريفة الإسبانية على مرمى حجر بمسافة لا تبعد سوى 14 كيلومتراً عن السواحل الإسبانية" بحكم أنني من أبناء المدينة أتردد على المقهى بشكل يكاد يكون يومياً" يتوقف ياسين عن تدخين سيجارة ثم يضيف بنشوة واضحة "الجلوس هنا يجعلك تشعر بهدوء وراحة لا توجد في باقي مقاهي المدينة".
   بدورها ترجع إيمان سبب ترددها على المقهى قائلة "المكان يتيح التأمل ومحاولة نسيان هموم ومتاعب الحياة " "مقهى الحافة هو مقهى مختلف عن باقي المقاهي إنه نافذة حقيقية على زرقة البحر وهدوئه ومنظره الطبيعي هو ما يجذبني إليه".
  ويشرح عثمان سبب تردده على المقهى ويقول "مشروب الشاي المغربي المقدم هنا نادر الوجود في بعض المقاهي، زيادة على ذلك فهذا المقهى يشكل ملتقى لمختلف الجنسيات لسبب منظره الذي يجذب السياح".
  عقارب الساعة تدنو من الخامسة مساء، تنساب أمواج هادئة خجولة لتعانق اليابسة ، قوارب الصيد عائدة في حركة بطيئة نحو مرفأ الميناء بعد رحلة صيد في مياه البحر الأبيض المتوسط ، وبالقرب من الطريق التي شيدت قبل أعوام فقط يمسك صيادون سناراتهم وينتظرون ما قد يجود عليهم به البحر من خير، قطط تتسلق الأشجار المتناثرة في المقهى في حركات سريعة جنبات المقهى ممتلئة عن آخرها، إقبال كثيف للمقهى يشهده مع اقتراب ساعة المساء ومن النادر أن تجد مقعداً فارغاً في هذا الوقت، ولا يقتصر زبناء المقهى على أبناء المدينة فقط غير بعيد من عثمان يجلس "فرناندو" سائح أجنبي يطالع فقرات كتاب يحتسي الشاي ويطالع الكتاب في هدوء " يجعلني المقهى أدخل  في حوار صريح مع الذات ويخلق لي راحة خاصة وتجعلني أشعر بإحساس  وراحة تنعدم في باقي مقاهي المدينة" يتحدث هذا السائح الإسباني مفسرا.
  الإحساس بالراحة الذي يتحدث عنه هذا السائح الإسباني جعل مشاهير من عوالم الفن والأدب والسياسية يترددون عليه في مقدمتهم الكاتب الأميركي بول بولز العاشق لمدينة طنجة الذي عاش في طنجة منذ العام 1936، حيث شكل هذا المقهى طوال إقامته في المدينة مصدر إلهام، سحر المقهى جعل  كاتباً أميركيا آخر يدعى وتينيسي وليامز يعترف للمقهى بجماليته المتفردة  خلال زيارته المتكررة له، كما شكل المقهى بالنسبة للكاتب المغربي الشهير محمد شكري أحد أبناء المدينة المكان الذي يؤوي إليه بعد منزله ومصدر وإلهام وذلك نظراً للوقت الكبير الذي كان يقضيه في جنبات المقهى.
  وظل المقهى منذ افتتاحه شاهداً على فصول من تاريخ طنجة المدينة التي حظيت خلال فترة فرض الحماية على المغرب بوضعية متفردة كمنطقة دولية،وتقاسمت السيادة عليها إبان تلك الفترة دول أوربية عديدة، مما جعل المدينة تمزج بين أعراق وأجناس مختلفة، سياسيون وسفراء وأدباء تلك المرحلة قصدوا المقهى للجلوس والتمتع بلحظة هدوء بعيدا عن صخب الحياة ومتاعب السياسة ،لعل أبرزهم رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل، كما أن المقهى ظل مقصد الجواسيس وتجار السلاح إبان الحرب العالمية الثانية.
  حلول الليل يجعل زبائن المقهى يغادرون المكان، بينما يفضل آخرون المكوث لفترة أطول، أضواء باخرة تعبر المضيق تلوح من بعيد، الأحاديث في المقهى لا تنقطع، ولا يعرف أحمد النادل العامل في المقهى الذي قضى أزيد من عشرة أعوام من العمل لحظة للراحة " المقهى في أيام نهاية الأسبوع يعرف إقبالا كثيفا وعليك أن تلبي الطلبات جميعها" إلى جانب هذا النادل الذي يناديه الزبائن بلهجة مغربية بـ"خاي أحمد" تعمل خلية من العاملين بخفة وترحيب واضحتين، ينصرف زبائن المقهى فرادى وجماعات" من المستحيل ترك العمل في هذا المقهى" يقول هذا النادل نظراً لعلاقة عشق خاصة مع مقهى الحافة شأنها شأن الكثير من الزوار الذين لا يفوتون زيارة مقهى الحافة خلال ترددهم على مدينة طنجة.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقهى الحافة في طنجة في المغرب قِبْلة المبدعين والباحثين عن الهدوء مقهى الحافة في طنجة في المغرب قِبْلة المبدعين والباحثين عن الهدوء



GMT 09:39 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 23:38 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

3 أهداف وانتصاران لحمدالله أمام النصر

GMT 23:35 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سعر صرف الدرهم يتحسن مقابل الأورو وينخفض أمام الدولار

GMT 04:03 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد طنجة يفوز على أولمبيك آسفي

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib