واشنطن_المغرب اليوم
يبدو أن جائحة كورونا سترسم خارطة مستقبلية جديدة لصناعة النقل الجوي، في ظل الأوضاع المتردية التي تعيشها شركات الطيران العالمية بسبب تداعيات هذه الأزمة الوبائية، من التراجع الكبير في أعداد المسافرين المتوقع أن يستمر شبحه يهدد الصناعة حتى 2024 – حسب توقعات الاتحاد الدولي للنقل الجوي-. وسط ذاك الانخفاض في أعداد الركاب المسافرين والذي يقابله خسائر مالية فادحة، واتخاذ تدابير احترازية مشددة أيضًا داخل المطارات وعلى متن الطائرات من تطبيق التباعد وغيره من الاجراءات التي أدت إلى عزوف الكثيرون عن السفر على متن طائرة مكتظة بالركاب كما كان الوضع سابقًا خوفًا من العدوى، وهو الأمر الذي يهدد بقاء الناقلات العملاقة وصمودها أمام طوفان تداعيات هذه الأزمة، التي باتت بوادر تأثيرها على الصناعة واضحة المعالم، بإعلان أشهر شركتين من ملوك الصناعة توقف انتاج الطرازين العمالقة بوينج 747 والعمالقة ايرباص A380، السبب الأول لتكاليف التشغيل العالية والثاني للجدوى الاقتصادية.شركة بوينج العالمية، أعلنت مؤخرًا أنها ستوقف إنتاج طائرتها 747 في عام 2022، فيما تقلص شركات الطيران عدد أسطولها الجوي. ووفقا لمدير عام الشركة ديفيد كالهون، قال في رسالة للموظفين، "إنه نظرا للديناميكية الحالية للسوق وآفاقها، سنوقف إنتاج طائرتنا البارزة 747 في عام 2022، ويبقى التزامنا تجاه زبائننا لا يتوقف عند التسليم، وسنواصل المساعدة في صيانة طائرات 747 حتى مدة طويلة أيضا".وجاء إعلان بوينج بتنحي "ملكة السماء" كما يطلق عليها، بعد التضرر البالغ الذي أصابها نتيجة الجائحة الوبائية كوفيد-19 بسبب ستعها واستهلاكها الكبير للوقود، وذلك بعد نحو 50 عامًا من الاستخدام حيث أطلقت عام 1970 وتقل على متنها أكثر من 600 راكبًا، وبيع منها أكثر من 1500 طائرة للناقلات الجوية حول العالم، بعضها يعمل في نقل البضائع والأخر يعمل في العمليات العسكرية.أما عملاقة السماء A380 التي تحلق منذ عام 2007، فإن إيرباص العالمية كانت قد قررت مسبقًا قبل أزمة كورونا إيقاف برنامج تصنيعها خلال العام الجاري 2021، بسبب تكاليف تشغيلها العالية التي أدت إلى عزوف الشركات عن طلبيات الشراء لهذا الطراز خلال السنوات الماضية بسبب كونه غير اقتصادي، حتى جاءت أزمة كورونا أيضا أفقدت العملاق ايرباص A380 الكثير من زخمها ودخل معظمها إلى التخزين الذي طال كافة الطائرات مع الأزمة الوبائية ولم تستطع أن تخرج بعد، حتى أن كبرى الشركات العالمية التي تمتلك هذا الطراز تدرس حاليا تفكيكها وتحويلها إلى خردة.بحسب مؤسسة OAG وهي مزود عالمي لبيانات السفر، فإن هناك انخفاض كبير ومستمر في عمليات الطائرات ذات الجسم العريض مثل العملاق إيرباص A380 و بوينج 747، وصل إلى 97% تقريبا خلال 2020 عن العام السابق، وأشارت إلى أن الأوضاع الحالية للحركة الجوية الذي رسمتها جائحة كورونا الوبائية لن تتطلب طائرات عملاقة بل إن الطائرات المتوسطة والصغيرة باتت التوجه السائد الذي يرسم مستقبل صناعة النقل الجوي خلال السنوات القادمة
اقرأ أيضا
حركة النقل الجوي تنخفض بمطارات المغرب
تأثيرات فيروس "كورونا" تعيق معاملات الطيران في المغرب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر