دينيا  مدينة إسبانية مُبدعة في صناعة الطعام
آخر تحديث GMT 20:50:07
المغرب اليوم -

صدّرت الزبيب والنكهة الفريدة إلى العالم

"دينيا " مدينة إسبانية مُبدعة في صناعة الطعام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

قلعة دينيا Denia في إسبانيا
مدريد -المغرب اليوم

يمكنك من خلال قلعة دينيا Denia في إسبانيا الواقعة أعلى جبلها رؤية جانب من جمال البحر الأبيض المتوسط، الذي يشتهر بالدرجات المتنوعة من اللون الأزرق التي تزينها أشعة الشمس.

وتحتفظ المدينة بفخر بتراثها العربي إلى جانب حضارات أخرى، حيث تم توثيق سجلات متعلقة بهذا التراث تعود إلى القرن الحادي عشر , يقع الجزء الأكبر من هذه القلعة الضخمة في الخارج، وتم بناؤها من الحجارة الصفراء، ولها نوافذ صغيرة وشرفات عدة التي لا يمكن للسائحين والسكان المحليين الاستمتاع من خلالها بمشهد مبهر فحسب، بل بمساحة للاسترخاء ,  وعند النزول من القلعة إلى المدينة ستكتشف مدينة صاخبة نابضة بالحياة يسكنها نحو ثلاثة وأربعين ألف نسمة، ذات شوارع صغيرة جميلة مرصوفة بالحصى، ومنازل ملونة، ونوافذ وشرفات تملؤها الزهور.

وأصبحت المدينة منذ عام 2015 من بين مجموعة اختارتها منظمة اليونيسكو من المدن المبدعة في عالم الطعام والطهي ويدل ذلك على تميز وجودة وتنوع وتقليدية المطابخ في هذه المدينة، التي تقع بين فالنسيا وأليكانتي، على ساحل كوستا بلانكا لإسبانيا , الكثير من لافتات المدينة الإرشادية وأسماء شوارعها مكتوبة باللغة الفالنسية المحلية الخاصة بهذه المنطقة.

وتعتبر النكهات فريدة بشكل لا يدع مجالًا للشك، رغم أن الحديث عن التنوع الهائل في أصناف الطعام الإسبانية وتفردها أمر بديهي , وتزخر المدينة بالمطاعم، بعضها شهير، وبعضها الآخر كبير، إلى جانب تواجد بعض المطاعم الصغيرة التي تديرها عائلات، لكن السمة المشتركة بينهم جميعًا هي تقديمهم لطبق "البايلا" الفالنسي اللذيذ المكون من السمك والأرز , ويعد ذلك الطبق واحدًا من الأطباق المميزة التي تشتهر بها المدينة، إضافة إلى القريدس الأحمر من دانية وهو أكبر وألذ من القريدس العادي.

يقول فلورين تيراديس، مدير السياحة في المدينة، "إن البايلا وجبة مرتبطة بالبحر والحديقة" , وهي من الوجبات التقليدية، ورغم وجود بعض المطاعم التي تميل نحو التجديد والابتكار، يعد السبب الأساسي لاختيار اليونيسكو للمدينة هو الحفاظ على المعرفة التقليدية الخاصة بكل من طرق وأساليب الطهي، وكيفية إعداد منتجات غذائية مثل الزبيب.

كانت دينيا خلال القرن التاسع عشر من المدن المنتجة والمصدرة للزبيب إلى إنجلترا والولايات المتحدة الأميركية وأستراليا , وقال فيسينت غريمالت، عمدة بلدة دينيا، " ليس الطعام هو كل شيء في دينيا، فهناك العمل الذي يثمر المنتج في النهاية، واستعادة التقاليد، وبعض المحاصيل مثل أنواع من القمح المناسبة لإعداد نوع خاص من الدقيق كان يتم إنتاجه في الماضي" , من سمات إدراج اليونيسكو للمدينة على قائمة المدن المبدعة المرموقة في الطعام، هي استعادة المنتجات التي تمثل تقاليد المنطقة مثل أرز "البومبون"، الذي يتميز بشكل حبته الدائري، وهذا أمر مميز لأنه يمتص النكهات التي تتم إضافتها إلى الطبق بشكل كامل.

إذا تناول المرء الطعام في المطاعم المحلية سيكتشف التنوع الهائل لأطباق الأرز، ومن أبرزها الأرز الأسود الذي يكتسب لونه من حبر الحبّار، والأرز مع القنبيط وسمك القد، وطبق الـ"فيدوا"، وهو طبق لذيذ يشبه طبق "البايلا"، لكن مع الشعرية الرفيعة، ويتكون من مأكولات بحرية مثل قريدس دينيا وبلح البحر، ولونه برتقالي مائل إلى الأصفر بسبب إضافة الزعفران , وكان صيادو الأسماك هم من يأكلون بالأساس هذا الطبق الرائع، ويعود التقليد الخاص بتلك الأطباق إلى القرن الثامن عشر.

ويمثل الطعام في بلدة دينيا النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط، الذي يتضمن المأكولات البحرية، والخضراوات والفواكه الطازجة، والأرز، وهو ليس لذيذًا فحسب، بل صحي أيضًا ,  ويوجد في دينيا حاليًا أكثر من 438 مطعمًا وكافتريا؛ مما يعني أنه في كل ركن من المدينة يمكنك العثور على مكان مناسب جيد لتناول الطعام. وما يدل على صحة ذلك، هو أن من بين العشرين مطعمًا الحاصلين على نجمة "ميشلان" في منطقة فالنسيا يوجد ثمانية مطاعم في بلدة دينيا.

وتعمل المنطقة، بإلهام من تصنيف اليونيسكو، على إعادة إحياء طبق بسيط وعملي للغاية يسمى "كوكا" وهو طبق يتم إعداده من مكونات بسيطة، مثل الدقيق والماء والزيت. وتتم إضافة سمك صغير، مثل الأنشوفة (الأنشوجة)، والتونة إلى ذلك الخليط، إضافة إلى الخضراوات , وكانت النساء في السابق يقمن بإضافة أي مكون لديهن إلى عجين الكوكا؛ نظرًا لكونه رخيصًا جدًا وسهل الإعداد , ويقول العمدة "نقول إن هذا الطبق هو أصل البيتزا، لكنه أصغر".

ويعد فن تناول الطعام عنصرًا أساسيًا من العناصر المكونة لهوية بلدة دانية، حيث يوجد وقت لتناول وجبة إضافة إلى الإفطار والغداء والعشاء، وهو «إيسمورزار» وهي كلمة فالنسية تشير إلى الوجبة الخفيفة التي عادة ما تكون شطيرة يتم تناولها خلال الفترة الفاصلة بين وجبتي الإفطار والغداء.

 الطابع العربي

ووفق السجلات والوثائق التاريخية في دينيا، تم طرد آخر العرب الإسبان خلال القرن التاسع عشر من مينائها , ومن المعروف تاريخيًا أن البلدة قد اضطلعت بدور رئيسي في حركة التجارة في البحر الأبيض المتوسط؛ فخلال العصر الذهبي للبلدة كانت تمثل المركز الذي يتم منه شحن الحرير إلى ميناء الإسكندرية في مصر , و توضح المؤرخة روزر كابريرا، أن التراث الذي خلّفه أولئك العرب وراءهم في البلدة قد مثّل "تأثيرًا جيدًا هائلًا، وبخاصة بالنسبة للزراعة؛ نظرًا لمعرفة العرب بالكثير عن الري واستغلال الأرض".

ويتجلى هذا التأثير في مجال الزراعة بشكل كبير في زراعة الأرز والزبيب بوجه خاص، حيث توضح المؤرخة قائلة "تتم عملية إعداد الزبيب من العنب بالطريقة نفسها التي كان يستخدمها المسلمون , زرع المسيحيون العنب لإعداد النبيذ وفعل المسلمون ذلك، لكن لإنتاج الزبيب".

وجاءت لحظة خلال القرن التاسع عشر غادر فيها المسلمون مخلفين وراءهم فراغًا , وتضيف قائلة "لدينا الكثير من الكلمات ذات الأصول العربية في الزراعة، مثل الجب، وهي طريقة لجمع مياه الأمطار" , بطبيعة الحال لا تزال أطباق العرب من الحلوى والكعك مع اللوز والعسل حاضرة في هذه المدينة، وهي من الأصناف اللذيذة التي ستسعد من يزور المدينة.

 

 

 

 

 

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دينيا  مدينة إسبانية مُبدعة في صناعة الطعام دينيا  مدينة إسبانية مُبدعة في صناعة الطعام



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 17:57 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب
المغرب اليوم - «حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب

GMT 18:36 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
المغرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:57 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

حذار النزاعات والمواجهات وانتبه للتفاصيل

GMT 09:02 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنان المصري حسن يوسف اليوم عن عمر يناهز 90 عاماً

GMT 21:31 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة الدار البيضاء تفتتح التداولات بـ "ارتفاع"

GMT 20:59 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أهم توصيات مؤتمر الموثقين بمراكش

GMT 11:42 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

فك لغز مقتل أستاذ جامعي في الجديدة

GMT 10:02 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

وكالة ناسا ترصد صخرة «وجه الإنسان» على كوكب المريخ

GMT 17:57 2016 الأربعاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال يضرب "بحر البوران" قبالة سواحل مدينة الحسيمة

GMT 05:37 2020 السبت ,16 أيار / مايو

طريقة عمل غريبة بالسميد وجوز الهند

GMT 02:12 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع برحلة تلتقي فيها الشاعرية مع التاريخ في لشبونة

GMT 21:25 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصحافي رشيد بوغة في مدينة تيفلت

GMT 14:57 2021 الثلاثاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

برشلونة يمنح ديمبيلي فرصة اخيرة لحسم مستقبله

GMT 07:49 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib