المعالم الأثرية للعرب في الأندلس تستقطب أكبر عدد من السيّاح والزوار في  إسبانيا
آخر تحديث GMT 10:39:23
المغرب اليوم -
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

من غرناطة آخر شهقات العبقرية العربية إلى الحمراء المعلّقة بين البحر والثلج

المعالم الأثرية للعرب في الأندلس تستقطب أكبر عدد من السيّاح والزوار في إسبانيا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المعالم الأثرية للعرب في الأندلس تستقطب أكبر عدد من السيّاح والزوار في  إسبانيا

بلاد الأندلس
مدريد - المغرب اليوم

يوم زار الشاعر السوري الراحل نزار قبّاني «بلاد الأندلس»، للمرة الأولى مطالع ستينات القرن الماضي عندما عُيِّن ملحقاً ثقافيّاً في مدريد، عاد يقول: «الأندلس وجع تاريخي لا يُحتَمَل». لكن مع نهاية السنوات الأربع التي أمضاها في العاصمة الإسبانية، كان قد وضع بعضاً من أجمل قصائده، وألمع نثره على الإطلاق، يتغنّى بجمال تلك البلاد وسحر إرثها الفني والفكري الذي أثمرته الحضارة الأندلسية التي امتدّت ثمانية قرون وما زالت تُبهر إلى اليوم.

وليس مستغرباً أن تستقطب المعالم الأثرية التي تركها العرب والمسلمون في هذه الديار أكبر عدد من السيّاح والزوّار في إسبانيا. عشرات الملايين يتهافتون كل عام لزيارة الصروح المعمارية الفريدة التي تفجّرت بين جدرانها عبقرية المفكرين والفنانين الأندلسيين يوم كانت الحضارة العربية في أوج تألقها.

«دروب الأندلس» هي مجموعة من المسارات السياحية في خطى الذين وضعوا أسس تلك الحضارة، ودروس في تاريخ مآثرها وجغرافيا جمالاتها التي ما زال الكثير منها ينام تحت غبار الزمان. ومن أجملها «درب الخلفاء» التي تمتد على 200 كيلومتر بين قرطبة التي كانت أهمّ مدينة في الغرب، وغرناطة التي شهدت سقوط آخر الأمراء الناصريين ونهاية المعجزة الأندلسية. في عام 1997 أعلن مجلس أوروبا «دروب الأندلس» مساراً ثقافيّاً أوروبياً سرعان ما راح يجذب أعداداً متزايدة من «النخب السياحية» التي تسعى إسبانيا لاجتذابها والمراهنة عليها للتخفيف من الضغط الديموغرافي على مواقعها السياحية الأخرى، وزيادة الدخل الذي يدرّه هذا القطاع الأساسي من الاقتصاد الوطني.

نبدأ مسارنا على «درب الخلفاء» في قرطبة التي شهدت تاريخاً طويلاً قبل وصول العرب إليها، لكن عندما دخلها عبد الرحمن الثالث وأعلن فيها إمارته المستقلة في عام 929، بلغت ذروة مجدها وأصبحت المدينة الأكثر تطوراً وازدهاراً في الغرب. يزيد عدد مساجدها على الألف، وعدد حمّاماتها على 800، وكانت شوارعها تُضاء ليلاً بمصابيح الزيت الذي كانت تفوح رائحته على بُعد أميال من مداخلها.

آثار عديدة ما زالت إلى اليوم تشهد على الدور الريادي الذي لعبته عاصمة الخلافة في نشر الفكر والعلوم والفنون في أرجاء القارة الأوروبية طوال قرون. لكنّ درّة التألق الذي بلغته قرطبة في ذلك العصر هو المسجد الذي يعد إحدى المعجزات المعمارية التي ما زالت تتكشّف أسرارها إلى اليوم. محراب لم يتكرر جمال زخرفته في المعمار الديني، وغابة من النخيل الرخامي في صحنه توحي للناظر إليها بأن البهو الداخلي لا نهاية له. وثمّة من يقول إن الملوك الكاثوليك، الذين كانوا قد قرّروا بناء كاتدرائية في موقع المسجد بعد سقوط المدينة وانهيار الإمارة الأندلسية، عدلوا عن هدمه عندما وقفوا على روعة بنيانه، وأمروا ببنائها داخله كما هي اليوم، حيث يعرف بـ«المسجد الكاتدرائية». وعلى مقربة من المسجد تقوم معجزة معمارية عربية أخرى هي «مدينة الزهراء» التي بناها عبد الرحمن الثالث لتكون المنارة الإدارية والسياسية لخلافته بوجه الفاطميين في أفريقيا، والتي يرقد معظمها اليوم تحت ركام الأيام بعد أن أدهشت البيزنطيين والأوروبيين لفخامة معمارها وروعة هندستها التي بدأت تعود إلى الظهور بفضل الحفريّات الأثرية الجارية لاستعادة هذا الصرح الفريد. ويقول بعض الروايات الشعبية إن الرغبة الحقيقية وراء قرار عبد الرحمن بناءه كانت إهداءه لتلك التي ملكت فؤاده وشغلته عن شؤون الحكم والإدارة. قبل مغادرة قرطبة لا بد من التعريج على الأماكن التي يرجّح المؤرخون أن شيخ الفلاسفة ابن رشد كان يحاضر فيها، أو تلك التي بين جدرانها وضع ابن حزم رائعته «طوق الحمامة»، أو الدار التي يقال إن ولّادة بنت المستكفي بالله، الأميرة الشاعرة، جعلت منها منتدى لأهل الأدب والفكر حيث كانت تلتقي حبيبها ابن زيدون شاعر قرطبة الأكبر.

يتعرّج الطريق من قرطبة باتجاه وادي «غواداخوز» بين كروم الزيتون وسهول القمح، ويحاذي قرية «كاسترو دل ريّو» التي يرتفع حصن عربي على إحدى الهضاب المطلّة عليها، والتي يشتهر أهلها بصناعة الحلوى الأندلسية التقليدية التي يكثر فيها اللوز والعسل كما في معظم بلدان الشمال الأفريقي التي هاجر إليها معظم السكان المسلمين واليهود بعد سقوط الأندلس.

نتابع طريقنا نحو «بايينا» التي تنسدل بيوتها البيض كالخمار المرقّط فوق هضبة عالية تزنّرها كروم لامتناهية من الزيتون الذي يقول أهلها إن منه أفخر أنواع الزيت في العالم. هنا يحضرنا ما كتبه الإدريسي، عالم الجغرافيا الشهير، في القرن الثاني عشر عن «البيّانة»: «قصر كبير على هضبة تحيط بها كروم الزيتون والتين». قبل مغادرة «بايينا» لا بد من زيارة متحف الزيت والمَعاصر القديمة المرمَّمة بذوق رفيع، والتي ما زال بعضها يُستخدم لإنتاج الزيت بالطرق التقليدية.

نواصل مسارنا على هذه الدرب التاريخية التي كانت تعجّ بقوافل التجار من كل أنحاء العالم في العصر الوسيط ونحاذي قرية «كابرا» الجميلة المشهورة ببيوتها السياحية الريفية الأنيقة. فهي تنافس أفخم الفنادق، قبل أن ندخل وسط سهول مترامية من الزيتون على جانبي الطريق، إيذاناً بوصولنا إلى «خايين»، عاصمة هذه الشجرة الكريمة التي وصل إنتاج إسبانيا منها أواخر القرن الماضي إلى ثلثي الإنتاج العالمي.

نعبر «خايين» ونخرج منها عابقة بعطر الزيت والزيتون، ثم ندخل غوطة المدينة التي كانت ذروة تألق الحضارة العربية في الغرب، والتي ما زالت ترفد جداول الذاكرة بالحسرة والحنين. غرناطة، آخر شهقات العبقرية العربية في الغرب، و«الحمراء» المعلّقة بين البحر والثلج، حلماً لم تزده السنون سوى السحر والأسرار.

نترك قصر «الحمراء» مسكاً لختام مسارنا على «درب الخلفاء»، ونتوغّل في شوارع غرناطة وأزقّتها الحجرية صعوداً إلى حي «البيّازين» الذي يعد أقدم أحياء المدينة محتفظاً بطابعه العربي الأندلسي الأصيل رغم مرور نحو تسعة قرون على بنائه. معالم عديدة تستحقّ الزيارة في هذا الحي الذي يرجّح أن اسمه مشتقّ من طير الباز الذي كان أهل الأندلس مولعين بتربيته وتدريبه على صيد الطيور البريّة. من هذه المعالم دار الأميرة عائشة، والدة الملك أبو عبد الله آخر ملوك بني الأحمر، والتي لعبت دوراً كبيراً في صد الهجمات الأخيرة التي سبقت سقوط غرناطة ونهاية حكم بني الأحمر في الأندلس. وبجانبه قصر الضيافة الذي بناه الموحّدون ثم أصبح مِلْكاً للأميرة عائشة حتى سقوط المدينة. وتوجد في هذا الحي عدة كنائس شُيّدت على أنقاض المساجد القديمة. بناها أثرياء كانوا قد اتخذوا من «البيازين» مقرّاً لإقامتهم، وأسكنوا بجانبهم نخبة من الفنانين والحرفيين الذين كانوا ينشطون في هذا الحي الذي أدرجته منظمة «اليونيسكو» على لائحة التراث العالمي في عام 1994.

نغادر «البيّازين» صعوداً نحو قصر «الحمراء» الذي يرتفع على كتف الحي ويفصله عنه نهر يتعرّج بين البيوت ويُسمع خرير مياهه الباردة الآتية من أعالي جبال «سييرا نيفادا» المكللة بالثلوج.

زيارة قصر «الحمراء» لا تشبه أي زيارة أخرى. تحتاج إلى دروس في التاريخ، وفي العلوم والفنون، في الدين والأدب، في الهندسة وعلم الجماليّات والفلك، وفي السياسة وعلوم الحياة التي بلغت هنا أسمى تجلّياتها. أما إذا تعذّرت القراءة الكافية وتحصيل المعلومات اللازمة قبل زيارة هذا الصرح الفريد، فمن المستحسن اللجوء إلى دليل خبير يحكي لك عن عظمة هذا القصر الذي يختصر ثمانية قرون من الحضارة التي غيّرت تاريخ أوروبا والعالم قبل أن تخبو نارها تحت رماد الأيام

قد يهمك أيضا:

السياحة تأتي على الأخضر واليابس في فينيسيا الساحرة

"أنظف مدينة عربية" تستضيف "أغاني الأرز" في المغرب

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعالم الأثرية للعرب في الأندلس تستقطب أكبر عدد من السيّاح والزوار في  إسبانيا المعالم الأثرية للعرب في الأندلس تستقطب أكبر عدد من السيّاح والزوار في  إسبانيا



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 03:18 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق
المغرب اليوم - أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني

GMT 16:46 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

سقوط بالون طائر يحمل عددًا من السائحين في الأقصر

GMT 00:22 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

نيرمين الفقي تكشف سبب مشاركتها في مسلسل "أبوالعروسة"

GMT 02:12 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الثلاثاء

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 13:54 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

بيتزا بيتي محشية الأطراف

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,04 آذار/ مارس

10 أشياء غريبة يحبها الرجل في المرأة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib