الرباط - المغرب اليوم
بعد أيام قليلة من الزلزال العنيف الذي ضرب المغرب في 8 شتنبر 2023، وحدد مركزها بجماعة إيغيل بإقليم الحوز، مخلفا مآسي كبيرة، تداولت مقاطع فيديوهات بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر تفجر منابع مياه وشلالات في الإقليم، وبالمقابل تم فقدان مصادر أخرى، بعد هزات ارتدادية أثرت بشكل خاص على المناطق الجبلية بالأطلس الكبير.
وفي هذا الصدد، تواصلت مصادر بالخبير الجيولوجي كمال أغرود الذي أوضح أن "التكوين الجيولوجي لسلسلة جبال الأطلس هي عملية متأثرة بالزلازل، حيث لديها القدرة على تفجير مصادر مياه جديدة، بينما قد تؤدي إلى اختفاء أخرى".
وحول العلاقة التي تربط بين الزلزال وظهور منابع مائية بالأطلس الكبير، أفاد كمال أغرود في تصريح لـ "الصحراء المغربية" أنه "يجب، أولا، أن نفهم التكوين الجيولوجي لسلسلة جبال الأطلس، التي تتميز بتكوينات الصخور الكربوناتية، التي تتسم بدورها بوجود طبقات المياه الجوفية الكارستية، وهي تعتبر موردا مائيا في الصخور الكربوناتية للأطلس"، موضحا أن "تكوين هذه الطبقات مرتبط بكل من النشاط التكتوني والتساقطات المطرية".
وبين أغرود أنه "على المستوى الجيولوجي، تعود التصدعات والكسور التي تعرفها تكوينات الصخور الكربوناتية إلى جيوديناميكية النشاط التكتوني للأطلس الكبير، في ما تتسع هذه الكسور بشكل أكبر جراء التساقطات المطرية، لتشكل مجرا لمياه الأمطار، وبالتالي تصبح خزانا لها".
وفيما يتعلق بالزلزال، فسر الخبير الجيولوجي، أن "قوة وشدة الزلزال يمكن أن تعدل خصائص التصدعات والكسور، لا سيما مختلف المكونات الموجودة في تكوينات الصخور الكربوناتية، فضلا عن الهزات الأرضية التي من شأنها أن تسبب ضغطا عن الكهوف والمغارات، مما يمكن أن يساهم في تفجيرها حيث تدفع قوة الحجر والصخور المياه المخزنة لتظهر بذلك منابع جديدة وأحيانا اختفاء أخرى، مشددا على "ضرورة القيام بعملية الجرد لتحديد مصادر المياه الجديدة وكذا القديمة التي انقطع صبيبها".
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر