كشف باحثون في الصين، عن أنّ تناول "الفياغرا" ربما يكون وسيلة جديدة لإنقاص الوزن، ووجدت الدراسات المعملية التي أجريت على الحيوانات، أنّ "الفياغرا" تسبب تغيرات في الدهون داخل الجسم، ما يعني استخدام السعرات الحرارية لإنتاج الطاقة بدلًا من تخزينها، ويجري الآن، اختبار تأثيرها على البشر، من خلال إعطائها لمجموعة من الرجال مع دواء آخر وهمي لثلاث مرات يوميًا، مدة أسبوع، ويتم قياس آثار ذلك على أجسادهم مع حساب مقدار الدهون في أجسامهم.
وأوضحت منظمة الصحة العامة في انجلترا، معاناة ثلثي البالغين في بريطانيا وربع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين إلى 10 أعوام من السمنة، وتتمثل مخاطر السمنة الموثقة؛ في زيادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان، كما يضغط الوزن الزائد على المفاصل، ما يمكن أن يؤدي إلى آلام العظام والهشاشة.
وتتراكم الدهون في الجسم عند الأكل، بمقدار أكبر من السعرات الحرارية التي نحرقها، وأبرز العلماء، أنّه "ليست جميع الدهون متساوية حيث إن غالبية الأنسجة الدهنية في جسم الشخص البالغ؛ دهون بيضاء، والصورة التي تخزن بها السعرات الحرارية الزائدة، وتحتوي أجسادنا أيضًا على كميات صغيرة من الدهون البنية، وبدلًا من تخزينها في سعرات حرارية يتم حرقها لإنتاج الحرارة حيث يظل الجسم دافئا".
وتوجد الدهون البنية في أعلى مستوياتها لدى الأطفال حديثي الولادة الذين هم أقل قدرة على تنظيم درجة حرارة أجسادهم، وعندما ننمو ونصبح بالغين نفقد معظم الدهون البنية لدينا، وتبقى منها كميات صغيرة بمقدار ملعقة صغيرة، وخصوصًا في المنطقة حول العنق والكتفين لاستخدماها عند الحاجة إلى الحفاظ على ثبات درجة حرارة الجسم، بينما تمثل الدهون البيضاء ما يتراوح بين 20 إلى 25% من وزن الجسم، وتشكل الدهون البنية فقط ما يتراوح بين 3 إلى 7.5%.
وبدأ العلماء أخيرًا، في استغلال قوة الدهون البنية، حيث تنمو أكثر من ذلك، ووجدوا أنّ التعرض لدرجة الحرارة الباردة؛ يساعد في تحويل الدهون البيضاء المخزنة غير الصحية إلى دهون بنية تساعد فى حرق السعرات الحرارة، عملية تسمى "براوننغ"، وتشير البحوث إلى أنّ "الفياغرا" تسبب حدوث هذه العملية.
ويعالج العقار عدم القدرة على الانتصاب، من خلال استرخاء عضلات القضيب وزيادة تدفق الدم؛ ولكن لفتت البحوث إلى أنّه عند إعطائه للفئران لفترة طويلة؛ فإنهم لم يتعرضوا للسمنة على الرغم من اتباعهم نظامًا غذائيًا ذا دهون عالية، حيث أعطى الباحثون في جامعة "بون" الألمانية، الفئران العار، لأسبوع، وبدأوا في فحص تأثيره على الخلايا الدهنية.
وكشفوا عن أنّ "الفياغرا" تحول الخلايا الدهنية البيضاء إلى دهون بنية التي تحرق الطاقة من الغذاء وتحولها إلى حرارة، وبين الباحثون في مجلة "اتحاد الجمعيات الأميركية للبيولوجيا التجريبية"، أنّ "الفياغرا" يعتبر فعالًا في إذابة الدهون غير الصحية؛ ولكن لم يفهم حتى الآن، كيف يؤدي العقار هذه المهمة تحديدًا.
ونوها إحدى النظريات إلى أنّه يعزز مستويات مركب "Cgmp" الذي ينقل الإشارات بين الخلايا، ويعتقد بأنه يشارك في عملية حرق الدهون، ويعتقد أيضًا بأن ارتفاع مستويات هذا المركب؛ تعزز تكوين مزيد من الدهون البنية وتسرع عملية التمثيل الغذائي.
وأفاد الباحثون، أنّ الخلايا الدهنية البنية تحتوي على البروتين الذي يشارك في عملية حرق الدهون، وأشارت أبحاث ثانية إلى انخفاض مستوى هذا البروتين لدى الأشخاص الذين تزن أجسادهم أكثر من 30، وتمثلت الخطوة الآتية في معرفة ما إذا كان العقار آمنًا وفعالًا لدى البشر.
وأجريت تجربة على 40 رجلًا داخل المستشفى العام في الصين، وأعطى بعض الرجال "الفياغرا"، والأخر أعطي دواء وهميًا لثلاث مرات يوميًا، لأسبوع، وتم قياس أثر ذلك على الدهون، وخضع الرجال لفحوصات ثانية، مثل: فحص ضغط الدم مع قياس مستوى مركب "cGMP"، قبل تناولهم الدواء، وحتى مدة تصل إلى ثلاثة أشهر بعد أخذ الدواء، ومن المقرر اكتمال التجربة في تشرين الأول/ أكتوبر من هذا العام.
وذكر رئيس "المنتدى الوطني للسمنة" البروفيسور ديفيد هاسلام، أنّ هذه الدراسة، تعتبر معقدة للغاية، وما زالت في مرحلة مبكرة، حيث يعاد تقييم الدهون البيضاء والبنية من قبل الباحثين، ما يمكن أن يؤدى إلى طرق جديدة لمعالجة السمنة؛ ولكن حتى الآن، ليس لدينا بديل سوى النشاط البدني، وتحسين أسلوب التغذية، ويجب على الرجال في منتصف العمر ألا يندفعوا وراء تناول "الفياغرا"، حتى الآن.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر