الدار البيضاء - جميلة عمر
قرر الطبيب زهير الهنا مغادرة التراب المغربي نحو الخارج لعلاج اللاجئين السوريين والمحتاجين مجانًا، في سوريا وفي دول أفريقيا جنوب الصحراء، بعد العراقيل التي واجهته بإقفال السلطات لعيادته المجانية في الدار البيضاء.
وجاء في تدوينته الفيسبوكية، قال زهير الهنا: "عندما نرغب في المساعدة فإن أرض الله واسعة، لذا فإنه لا يمكن المشاركة في إحقاق السلام الاجتماعي في بلاد يسيرها أشخاص لا يرغبون في الأمر".
أشار إلى أن المركز الذي تم إغلاقه ولد حماسًا لدى عدد من المتطوعين من مهنيي قطاع الصحة والمواطنين المغاربة، الذين أبدوا رغبتهم في الانخراط في حملة التضامن هاته على مدى طويل في المغرب، قبل أن يؤكد أنه سيعود إلى أنشطته الإنسانية الدولية، سواء مع الأزمة السورية التي شرّدت الآلاف أو المشاكل التي يمر منها المواطنون الأفارقة المنحدرين من دول جنوب الصحراء.
وكان الطبيب المغربي زهير الهنا، الذي عرفه المغاربة، كأول طبيب مغربي قاوم القصف الإسرائيلي، حين كان في غزة لمساعدة الفلسطينيين، بعد عودته إلى المغرب قرر إلى جانب عدد من الأشخاص القيام بعمل خيري يستفيد منه السوريون والمهاجرون الأفارقة والمغاربة المحتاجين. لكنه مجرد ما فتح العيادة المجانية، قامت وزارة الصحة، بإصدار قرار يقضي بإغلاقها.
وجاء قرار الإغلاق حسب مصدر من وزارة الصحة، على أن الطبيب الهنا تسرع قليلا بفتح مصحته الخاصة، ولم ينتظر الوقت اللازم للحصول على الوثيقة، التي تؤكد تحويل المصحة من خاصة إلى عيادة.
لكن وفي اتصال بالطبيب الهنا، أكد على أن عمله خيري ، موضحا أن هذا التسرع البسيط ليس الهدف منه جني المال، وإنما تقديم المساعدة للمواطنين. مضيفا أنه عضو في الهيأة في الدارالبيضاء، ومُسجل ضمن أعضائها منذ يونيو من العام الماضي.
مردفا أنه من بين الأطباء المغاربة القليلين جدا، الذين حذفوا اسمهم من لائحة الأطباء في فرنسا قبل دخولهم إلى المغرب، وهو الأمر نفسه، الذي قام به قبل سفره من المغرب إلى فرنسا، في حين أن العديد من الأطباء يظلون مسجلين في الهيأتين معا، على الرغم من أنه قانون مجحف في المملكة، ويجب إعادة النظر فيه ــ حسب تصريح الطبيب الهنا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر