كشفت دراسة علمية، أنَّ ممارسة التمارين الرياضية في كثير من الأحيان لا تساعد على فقدان الوزن، بل والأسوأ أنها قد تجعل الرياضيين أكثر بدانة من ذي قبل، ويفسر ذلك ما يعانيه بعض الأشخاص الذين يمضون أوقات كثيرة في صالات الرياضة وفي نهاية الأسبوع لا يلاحظون أي نقص في وزنهم.
وأكد العلماء أنَّ الأنشطة البدنية مفيدة حقا وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض؛ لكنها لا تعزز عملية فقدان الوزن، لافتين إلى أنَّ هذا التصور الكاذب نبع من شركات صناعة الأغذية التي تستخدم تكنيكات مضللة للجمهور، مشيرين إلى أنَّ مجموعة من الأبحاث الطبية البارزة في الولايات المتحدة أكدت أنَّ ممارسة الرياضة وحدها لا تساعد في فقدان الوزن على المدى القصير، وربما يفسر ذلك عدم حصول الأشخاص على المظهر الذي يريدونه منذ اشتراكك في صالات الرياضة المختلفة.
وتشير الدراسات إلى نوع من التضارب حول تأثير ممارسة التمرينات الرياضية على الشهية، فيرى البعض أن الذهاب للمشي يساعد في فتح الشهية بينما تشير بعض الأبحاث إلى أنَّ ممارسة الرياضة قد تجعلنا نأكل الأشياء الخاطئة، مثل أكل الشوكولاته أو الموز للاحتفال بإتمام العمل بصورة جيدة، مما قد يضيع ما بذلته في صالات الرياضة دون أن تدري، وهوا ما يعرفه علماء الرياضة بـ"التعويض" فالشخص الممارس للرياضة قد يلغي السعرات الحرارية التي حرقها ويأكل بشكل أكبر كنوع من المكافأة الذاتية.
وفي دراسة حديثة أجرتها جامعة ولاية أريزونا على 81 امرأة بدينة لمعرفة أثر التمرينات على أوزانهم ومعرفة أنماط وعادات حياتهم، طلب الباحثون من النساء المشاركة في برنامج للتمارين الرياضية لمدة 12 أسبوعًا يمثل 3 جلسات للمشي أسبوعيًا مع الاستمرار على نظامهم الغذائي المعتاد.
وأثبتت الدراسة عدم وجود فقدان ملحوظ في الوزن، كما اكتسبت 70% من النساء التي أجريت عليهن الدراسة مزيدًا من الدهون، أما عن عادات الأكل والحركة لدى المشاركات فأشارت الدراسة إلى أنه أولئك الذين اكتسبوا وزنا أكبر ربما كانوا يأكلون بمعدل أكبر ويتحركون بشكل أقل بعد انتهاء جلسات المشي.
وتظهر الدراسات المختلفة أننا نسيء تقدير عدد ونوع السعرات التي تم حرقها لدينا، فقد اكتشفت واحدة من هذه الدراسات أن المشاركين أساءوا في تقدير استهلاكهم للدهون والزيت والحلوى كما بالغوا في تقدير مقدار الفاكهة والبروتين الذي تناولوه.
وهناك أمر آخر وهو أن الجسم يحرق السعرات الحرارية حتى من دون ممارسة التمرينات، فعند الاسترخاء لمشاهدة التليفزيون لمدة ساعة يحرق حوالي 70 سعرًا حراريًا، في حين أن أجهزة المشي مثلا تظهر لك إجمالي السعرات الحرارية المحترقة، وعلى سبيل المثال إذا قمت بمكافأة نفسك بمشروب اللاتيه بعد الجري لمدة 20 دقيقة والذي يجعلك تفقد 218 سعرًا حراريًا، فإنك بذلك تكتسب مزيدًا من السعرات الحرارية بشكل أكبر عما لو لم تمارس المشي من الأصل
الإجهاد يفسد الأمر
كثيرا ما يتم إخبارنا بأن التمرينات هي الحل للتوتر والقلق، إذ أنَّ الهروب من هرومون "الكورتيزول" والذي يعرف بهرمون التوتر والقلق، يكون من خلال هرمون "الأندروفين" الذى يكافح "الكورتيزول" أثناء التمرين.
وأوضح المدرب جوني هوليداى، "إذا كنت متوترًا والنظام الهرموني لديك لا يعمل بشكل سليم، فهذا يعني تخزين مزيد من هرمون القلق داخل جسدك، حيث تشير الأبحاث إلى أن ارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول في الجسم يجعل الجسم يتمسك بالدهون ويفتح الشهية بشكل أكبر".
وأضاف هوليداى: "الأسوأ من ذلك أنَّ هذا الهرمون يساعد في تخزين الدهون حول منطقة الخصر، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وسرطان الثدي، ولذلك إذا كنت تعاني من التوتر وتريد خسارة الوزن عليك بتحسين نومك والاسترخاء وممارسة قليلا من المشي بدلا من الاستسلام للروتين".
خطورة السعرات الحرارية الخفية
وأشارت دراسة حديثة بشأن أثر التمرينات على فقدان الوزن إلى أنَّ الأفراد فقدوا بالكاد ثلث الوزن المتوقع أن يفقدوه بعد ممارسة الرياضة، ويرتبط تفسير ذلك باختلاف استجابة جسم كل فرد للتمرينات الرياضية فالبعض يفقد الوزن والبعض الأخر يكتسب مزيدًا من الدهون.
أما عن إتباع نظام التمرين المكثف للوصول إلى الوزن المطلوب في فترة قصيرة بمعدل حرق 12 سعر حراري في الدقيقة، فبرغم كونه مثيرا للإعجاب إلا أن ممارسة تلك التمرينات المكشفة لمدة 20 دقيقة تكفي لحرق زجاجة كبيرة من النبيذ الأحمر، أما إن حاول البعض فعل ذلك 3 مرات فإنهم سيحتاجون إلى تناول نصف زجاجة من النبيذ وبعض رقائق البطاطس والزيتون ، وهو ما يفسد ما فعلته في التمرين بالفعل.
وكشفت دراسة أميركية عن ضرورة عدم التوقف عن ممارسة الرياضة عند الوصول للوزن المطلوب؛ لأن التوقف عن ممارسة الرياضة يساعد الجسم في اكتساب مزيد من الوزن والذي يصعب التخلص منه فيما بعد.
الأكل مثل الرياضيين أمر سيء لك
وبيَّن مدرب اللياقة البدنية زو هاركومب: "أحاول أن أساعد الناس بشأن فقدان الوزن دون التعصب للياقة البدنية، فالأشخاص الرياضيون ربما يتناولون مشروبات الطاقة أو بعض المواد الهلامية gels أو الوجبات الخفيفة إلا أن تلك العادات لا تناسب الأشخاص العاديين بل إنها تزيد الأمر سوء".
وتؤكد شركة "Powerade" التي تعد من أبرز الأسماء التجارية في المشروبات الرياضية، أنَّ الرياضيين فقط الذين يقومون بدورات تدريبية مكثفة تستمر لأكثر من 60 دقيقة فقط هم الذين يحتاجون لمشروبات الطاقة دون غيرهم.
أنت دائما تؤدي أنواع التمارين نفسها.
وجد العلماء في جامعة "تامبا" في فلوريدا طريقة باسم "المشي بكثافة منخفضة مستقرة"، وتتمثل في المشي لمدة 45 دقيقة بخطى ثابتة مستقرة، أدت إلى فقدان الوزن في البداية فقط؛ ولكن توقف فقدان الوزن بعد بضعة أسابيع؛ لأن الجسم أصبح أكثر كفاءة وبالتالي أصبح التمرين المتكرر نفسه يحتاج جهدًا أقل، ولذلك يفضل تجديد التمرينات بحيث لا يتعود الجسم عليها.
ويعتقد الخبراء أنك إن كنت تحاول فقدان الوزن من خلال إتباع نظام غذائي منخفض السعرات مع ممارسة التمارين الرياضية، فإنك مقبل على كارثة حقيقية، والأمر لا يقتصر فقط على تكيف الجسم مع التمرينات ولكن مع انخفاض السعرات الحرارية.
وأكدوا أن الجسم يستهلك الكربوهيدرات المخزنة بعضلات الجسم كمصدر للطاقة ما يعني أنك لا تفقد الوزن، بل إنك تفقد كتلة العضلة نفسها وهو ما يجعلك لا تفقد وزنك، فكلما زادت كتلة العضلة لديك كلما استطعت حرق سعرات حرارية أكثر.
أي نوع من التمارين هو الأفضل؟
تعتبر التمارين التي تساعد في بناء العضلة هي الأفضل، وفي الغالب نحن نميل إلى أداء التمرينات بكثافة منخفضة نسبيا بحيث نستطيع أن نكمل التمرين لمدة نصف ساعة مثلًا، في حين أننا يجب أن نؤدي تمارين مكثفة ومركزة ثم تقليل وقت الممارسة فيما بعد مع مراعاة عدم تناول أطعمة المكافأة الذاتية بعد التمرين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر