الجزائر - سميرة عوام
تعاني الجزائر خلال السنة الجارية عجزًا كبيرًا في عدد المختصين في الطب العقلي للأطفال، ولاحتواء مشاكل مرضى التوحد في الجزائر كانت منظمة العالمية للصحة وبالتنسيق مع مستشفى العاصمة في الجزائر أخضعت أخيرًا قرابة 60 مختصًا في الأمراض العقلية متخرجين من كلية الطب في الجزائر، وذلك للتكفل الجيد بمرضى التوحد، والذين يعانون في صمت رهيب
، في ظل عجز السلطات العمومية عن تكوين أطباء إضافيين في الطب العقلي، وتوزيعهم بالتساوي على مختلف ولايات الوطن، خاصة منها المدن الكبرى والتي تعرف نسبة 40 في المائة من تزايد الأطفال المصابين بمرضى التوحد.وأكَّد المركز البيداغوجي الخاص بعملية التكفل بمرضى التوحد في الجزائر أنه تم خلال سنة 2013 إحصاء قرابة أكثر من 85 ألف طفل مصاب بمرض التوحد أعمارهم تتراوح ما بين 13 و17 سنة، وأمام هذا الرقم الثقيل لعدد المصابين بهذا المرض وجدت المراكز الأخرى فسها عاجزة عن توفير المتابعة الطبية والعلاج اليومي للطفل خاصة بالولايات الجنوبية للجزائر، وتسببت مشاكل نقص المستشفيات في رفع تكاليف الأعباء والتي يتحملها أهل المريض، والذي يجد نفسه عاجزًا عن تحويل ابنه المريض إلى عاصمة الجزائر، نظرًا إلى بعد المسافة وغلاء الأدوية والإيواء، لمتابعة العلاج في مستشفى الشراقة الذي يتولى فيه فريق طبي مختص في معالجة الحالات بضمان متابعة نوعية، والذي يعرف هو الآخر عجزًا كبيرًا خلال الأشهر الأخيرة، الأمر الذي انعكس سلبًا على نفسية الأطفال المصابين بمرض الأوتيزم، حيث يبقى المريض في انتظار عملية الكشف والعلاج لفترة طويلة، ويزيد هذا من مضاعفة المرض.ويُعتبر مرض التوحد حسب بعض المختصين والذي يصيب الأطفال في السنوات الأولى من العمر، والذي يعرفه العلماء بأنه اضطراب عصبي حادّ يتميز بانطواء الصغير على نفسه وانصرافه إلى عالم خاص به، كذلك هو مرض نفسي يكسب الطفل تخلفات ذهنية وانطوائية وعدوانية وصعوبات في الاتصال بالمحيط الخارجي،كما يُعَد حالة من الحالات التي تندرج تحت الفئات الخاصة أو ذوي الاحتياجات الخاصة.وفي هذا السياق، أكَّدَت رئيسة جمعية "الوفاء" لمرضى التوحد في الجزائر أمال زكيري على ضرورة إشراك هذه الفئة وإدماجها في المجتمع، حتى لا تجد مشاكل أخرى قد تؤثر على علاقتها مع أسرتها ، إلى جانب فتح مكان للتكفل بالأولياء وأطفالهم للتعرف على المرض، وفتح مركز للأطفال المرضى بالتوحد لمتابعة العلاج، خاصة في المناطق المحرومة من البلاد.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر