برلين ـ المغرب اليوم
أكّدت منظمة "نابو" الألمانيّة لحماية البيئة أنَّ أكثر من 20 طنًا من النفايات البلاستيكية تتسلل سنويًا إلى بحر الشمال، وبمرور الوقت تتحلل إلى جزيئات أصغر وأصغر، لتنتقل عبر الغذاء إلى الإنسان.
وبيّن المهندس مارتين لودر أنَّ "نسبة البلاستيك في بحر الشمال ستزيد في الأعوام المقبلة، وكالمغناطيس تجذب حبيبات الميكروبلاستيك
الملوثات الموجودة في المياه، مثل مبيدات الآفات الزراعية، والمواد الكيميائية الصناعية، لهذا فالأسماك والحيوانات البحرية الأخرى لا تبتلع البلاستيك فحسب، بل تبتلع معه أيضًا خليطًا سامًا شديد التركيز، يصل إلى بطون البشر في نهاية المطاف".
وأشار لودر إلى أنَّ "جزيئات متناهية الصغر من البلاستيك (الميكروبلاستيك) توضع في كثير من مستحضرات التجميل، ومعجون الأسنان، لكن تلك الجزيئات تتسلل في النهاية إلى مياه البحار والأنهار، وتعود إلى الإنسان من خلال غذائه".
وأوضح أنَّ "منتجي مستحضرات التجميل يستخدمون حبيبات بلاستيكية صغيرة جدًا في منتجات تقشير جلد الوجه، لأنّ لها تأثيرًا منظفًا، ويمكنها أيضا إزالة قشور الجلد الصغيرة بشكل مريح للبشرة"، مشيرًا إلى أنَّ "حبيبات الميكروبلاستيك تضاف أيضًا إلى معاجين الأسنان، لأنها تنظف دون أن تضر مينا الأسنان، وتوجد في معظم منتجات العناية بالشفاه، والماكياج".
وأكّد أنَّ "مكونات مستحضرات التجميل تتضمن مصطلحات مثل البولي إيثيلين (PE)، أو البولي بروبيلين (PP)، وهذه ليست سوى مسميات لمواد مستخرجة من البلاستيك"، لافتًا إلى أنَّ "هناك شركات تنبه إلى خططها الراغبة في صناعة بدائل لحبيبات الميكروبلاستيك، والتحول تدريجيًا في عملية الإنتاج، مع حلول عام 2017".
وكشف لودر عن أنَّ "القضية أكبر من أن تقف عند حدود أدوات التجميل، فالبلاستيك يتسلل في نهاية المطاف إلى الأنهار والبحار عبر مياه الصرف، لذلك تدعم جهات حكومية في ألمانيا مشروعًا لقياس نسبة البلاستيك الموجود في مياه بحر الشمال، وبحر البلطيق، أطلق عليه اسم (ميكروبلاست)، لأن السياسة في ألمانيا تريد الحصول على معلومات موثوق منها، قبل اتخاذ قرارات يحتمل أن تمنع من خلالها استخدام الميكروبلاستيك".
ولفت إلى أنَّ "المشاركين في هذا المشروع يواجهون مصاعب جمة، فحبيبات الميكروبلاستيك متناهية الصغر، وليس هناك حدود لصغرها"، مؤكّدًا أنه "بداية من نيسان/ أبريل هذا العام، سيقوم وفريقه بزيارة لمحطات معالجة مياه الصرف في ألمانيا، بغية معرفة إلى أي مدى تستطيع تلك المحطات تنقية المياه من حبيبات الميكروبلاستيك، التي جاءت من مستحضرات التجميل ومعجون الأسنان".
وأضاف "في مراحل مقبلة ستكون هناك دراسات لمدى تركيز جزيئات الميكروبلاستيك في المياه العذبة، أي في البحيرات والأنهار".
ويأمل لودر أن توضع في غضون عامين بيانات كافية أمام السياسة، بغية أن تتمكن من اتخاذ قرار، مشدّدًا على أنَّ "جزيئات الميكروبلاستيك ينبغي ألا يكون لها مكان في البيئة، لأن هناك بدائل جيدة، أثبتت وجودها شركات مستحضرات تجميل طبيعية، تستخدم حبيبات الشمع كمنظف في منتجات غسيل البشرة، والسيليكا (رمال الكوراترز) في معجون الأسنان، كمادة منظفة بجانب صودا الخبز، وكربونات الكالسيوم، التي تعد أحد المكونات الرئيسية للحجر الجيري والرخام".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر