الجزائر - سميرة عوام
صُنفت الجزائر في المرتبة الثانية، بعد المغرب، من حيث عدد الإصابات بمرض "الزهايمر"، حسب دراسة أعدتها المنظمة العالمية للصحة، حيث بلغ عدد المرضى ما يقارب 100ألف مصاب، في عام 2013. وأكّد الأخصائي في جراحة الأعصاب في مستشفى الجزائر البروفيسور زبدي محمد أن "45% من المصابين بهذا المرض تعدت أعمارهم 65 عامًا، وتزداد احتمالات حدوثه مع زيادة السن، كما يصيب 4% من فئة الشباب، سواء من النساء أو الرجال". ويوضح محمد أن "الرقم المقدم من طرف المنظمة العالمية للصحة لا يكشف حقيقة الأشخاص المصابين في الجزائر، لأن هناك عائلات لا تخضع المصابين بالزهايمر للعلاج، بسبب جهلهم"،
مشيرًا إلى أن "12% من فئة المسنين لم تخضع لعلاج هذا المرض، وهناك عائلات تعتبر أن هذا النوع من المرض ميؤوس منه، ولا علاج له".
ويبيّن البروفيسور أنه "من أعراض المرض في بداية ظهوره التفكير الخاطئ، ومظاهر الإجهاد، حيث ينجم عن هذه العوامل فقدان الذاكرة، والتي تتركز في الأساس على النسيان، إضافة إلى الإضطرابات النفسية".
ويشير محمد إلى أنه "على المستشفيات والمصحات العقلية التكفل بالمرضى، وإن كانت هناك أدوية عدة لعلاج هذا المرض، إلا أن الجزائر لا يصلها سوى دواء واحد، لديه بعض الفعالية، ولا يغطي احتياجات مرضى الزهايمر".
وأكّد المتحدث أن "الجزائر تفتقد لمراكز خاصة برعاية مثل هذه الحالات"، لافتًا إلى أن "وضع هؤلاء في مراكز الشيخوخة يضاعف من تدهور صحتهم، لاسيما في ضوء نقص المستشفيات المتخصصة في جراحة الأعصاب، بكل فروعها".
وشدّد محمد على "ضرورة استحداث مراكز أخرى، ومستشفيات، مع تعزيز التكوين في كيفية التعامل مع مرض الزهايمر"، مبينًا أن "مرض الزهايمر يتطور لمدة غير محددة من الزمن قبل أن يصبح ظاهرًا تمامًاَ، ويمكن له أن ينمو دون تشخيص لأعوام"، موضحًا أن "متوسط الحياة المتوقعة بعد التشخيص ما يقرب من سبعة أعوام، ويعيش أقل من 3% أكثر من 14 عامًا، بعد التشخيص".
وتشير البحوث إلى أن هذا المرض يرتبط بتشابكات المخ، وتعرض المعالجات المستخدَمة في الوقت الراهن منفعة للأعراض الصغيرة، ولا يوجد علاجات متاحة حتى الآن لتأخير أو إبطاء تقدم المرض، ولكن انحسرت قيمتها في إبطاء دوره، والتقليل من شدة المرض.
ويوصى الخبراء ومختصين في جراحة الأعصاب عادة بالتحفيز العقلي، والتمارين، والغذاء المتوازن، كطريقة حساسة للتحكم في المرض.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر