واشنطن - رولا عيسى
توصلت دراسة بحثية جديدة إلى أن أولاد الأمهات العاملات أكثر تعرضا لزيادة الوزن والسمنة مقارنة بغيرهم من الأطفال الصغار، ووفقا لخبراء اقتصاديين فإن زيادة السمنة عند الأطفال في العقود الأخيرة انعكاس لزيادة خروج المرأة للعمل.
ووفقا للدراسة التي نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية مقتطفات منها، فإن الاقتصاديين يشيرون إلى أن هناك أدلة قوية على العلاقة الطردية بين سمنة الأطفال وخروج المرأة للعمل، ونصحوا بتقديم المزيد من الدعم للأمهات العاملات؛ ما يساعد على تحسين الحالة الصحية للجيل القادم. وتضاعفت البدانة عند الأطفال في جميع أنحاء العالم منذ السبعينات، لتصل إلى 200 مليون طفل بدين عام 2014. ويعد الأطفال البريطانين الأكثر بدانة في أوروبا؛ إذ يصل تقريبا ربعهم لهذه المرحلة مع سن الثالثة، في ما يزيد واحد من كل 5 أكثر من ذلك مع سن دخول المدرسة.
ورأى باحثون دنماركيون أن الأطفال يتناولون المزيد من الوجبات السريعة مقابل الأكل المنزلي في البيت، فضلا عن قلة ممارستهم الرياضة، وحصولهم على قسط قليل من النوم، مؤكدين أن الحل لا يكمن في منع الأمهات من العمل بل توفير المزيد من الدعم للأطفال. واستعرض الخبير الاقتصادي في كلية كوبنهاغن للأعمال وينكي جاوزدي، العلاقة بين عمل الأمهات والسمنة عند الأطفال في جميع أنحاء العالم، وتوصل إلى صلات واضحة بين الأمرين في عديد من البلدان بما في ذلك الولايات المتحدة.
ووفقا لجاوزدي، فإن عمل المرأة لساعات طويلة أو نظام العمل بالورديات وسفرها كثيرا يكون ضارا بشكل خاص على الأطفال، والنساء اللاتي يقضين الكثير من الوقت في العمل يقضين وقتا أقل في التسوق لشراء الأغذية والطبخ؛ وهذا يمكن أن يؤدي إلى تناول الأطفال وجبات أقل جودة فضلا عن تناول المزيد من الوجبات السريعة. وقال الباحث "الوجبات خارج المنزل ترتبط عموما بزيادة البدانة للأطفال في مرحلة الطفولة لأنها غالبا ما تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكر والملح"، وأضاف في دراسته التي نشرها في معهد "آي زي إيه" ومقره ألمانيا، أن الأطفال في حال غياب أمهاتهم ربما يختارون أنشطة أكثر استقرارا.
ووفقا للدراسة، فالأطفال قد يعانون أيضا من قلة النوم؛ إذ يستيقظ الأطفال الذين تعمل أمهاتهم في ورديات، ساعة ونصف أقل من النوم أسبوعيا عن نظرائهم، فضلا عن أن هناك ارتباط قوي بين الأمهات العاملات، وقلة النوم عن الأطفال الذين أعمارهم بين 5 -10 سنوات لأنهم يصبحون أكثر استقلالية.
وقال جاوزدي "تضاعفت معدلات البدانة في مرحلة الطفولة منذ السبعينات، فهذا الانتشار الواسع يثير القلق بسبب الآثار الضارة السمنة على صحة الأطفال النفسية والجسدية واحتمال كبير أن تستمر البدانة من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ". مضيفا "ترتبط البدانة في مرحلة الطفولة مع ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري، وانخفاض متوسط العمر المتوقع، وحتى عندما يفقد الأطفال البدناء سابقا الوزن في مرحلة البلوغ". متابعا " تكاليف الرعاية الصحية هي أيضا أعلى من ذلك بكثير، فأي تفسير محتمل لوباء البدانة في مرحلة الطفولة لا بد أن يشمل البيئة الأبوية. ورأى أن التغيير الوحيد مع مرور الوقت ويؤثر على الحياة الأسرية يتمثل في زيادة توظيف الإناث".
ووفقا للدراسة، وجد أن بعض الدول خالفت ذلك الاتجاه، مثل الدنمارك فتمويل الدولة رعاية الأطفال مرتفع بشكل خاص. وأوضح جاوزدي أنه "إذا كانت جودة رعاية الأطفال مرتفعة بما يعني حصولهم على وجبات مغذية ونشاط بدني خارج منازلهم، وكانت رعاية الأطفال متاحة لجميع الأسر العاملة؛ فإن مسألة تنمية وتطوير الأطفال ستكون مستمرة سواء كانت الأمهات عاملات أم لا". موضحا "التدابير السياسية مثل ذلك تهدف إلى تزويد الآباء والأمهات العمل مع قدر أكبر من المرونة لقضاء بعض الوقت مع أطفالهم وتطوير ذات جودة عالية وبأسعار معقولة لرعاية الأطفال".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر