بيروت - المغرب اليوم
في عملية جراحية قد تكون فريدة من نوعها في العالم، حدثت مفاجأة "لا تصدق" في مستشفى بعلبك الحكومي بلبنان، التابعة لمحافظة البقاع الشمالي.
ووصفت هذه الجراحة الدقيقة بالأغرب بعدما تكللت بالنجاح، حيث استطاع فريق من الأطباء اللبنانيين إزالة كتلة هائلة من الشعر بعد أن أقفلت كامل معدة شابة عمرها 19 عاما.
وقال مدير المستشفى عباس شكر إن "الشابة ابنة بعلبك حضرت إلى المستشفى وهي تعاني ألما شديدا نتيجة انسداد معدتها بالكامل".
وأضاف أنه "أثناء الفحص السريري تبين أن هناك انتفاخا واضحا فوق المعدة، وكتلة كبيرة في منطقة المعدة والقولون المستعرض، وعند التصوير ظهر تضخم هائل من مدخل المعدة إلى مخرجها".
وتابع شكر: "أجرينا عملية جراحية سريعة، ولدى فتح البطن ظهرت لدينا كتلة من الشعر أخذت شكل كامل المعدة. أزيلت الكتلة التي علمنا أنها ناجمة عن مثابرة الفتاة على أكل شعرها منذ عدة سنوات"، كاشفا أن "وضع المريضة مستقر، وهي بصحة جيدة".
وأفاد أحد الأطباء الذين تولوا علاج المريضة، أن "الكم الهائل من الشعر الذي كان متراكما في معدتها لا يصدق"، مؤكدا أنه لم يشهد له مثيلا طيلة مسيرته المهنية على مدار 40 عاما.
وقالت الأستاذة الجامعية والباحثة الاجتماعية وديعة الأميوني، إن "مثل هذا السلوك يعتبر شكلا من أشكال الوسواس القهري والاضطرابات النفسية التي تلازم الفرد، وتجعله مهووسا بأكل شعره، فتسيطر على وعيه ويصبح سلوكا اعتياديا لا يستطيع التخلص منه إلا عن طريق العلاج النفسي لدى الاختصاصين".
وأضافت الأميوني: "هناك عدة أسباب لهذا المرض السلوكي النادر، منها وراثية جينية ترتبط بخلل في الوظائف الحيوية للدماغ والجهاز العصبي بشكل مباشر، ومنها بيئية اجتماعية تتعلق بمسألة الإساءة أو الإهمال أو الضرب".
وأشارت أيضا إلى أن العنف الذي يمارس على الطفل أحيانا ويصيب الإطار النفسي لتكوين شخصيته قد يؤدي إلى أكله لشعره، و"عليه يصبح هذا النوع من الوسواس القهري تعويضا عدائيا عما تعرض له في صغره، وحالة عصبية مرضية تحتاج إلى العلاج الجدي لأنها تؤدي إلى الأذى والموت أحيانا".
يشار إلى أن خبراء وصفوا هذا السلوك بـ"الأكل القهري للشعر"، وأنه لا يوجد سوى 90 حالة معروفة على مستوى العالم.
وتشير بيانات الصحة إلى أن أكل الشعر موجود في الدليل التشخيصي للاضطرابات العقلية والوساوس القهرية، وهو سلسلة من السلوكيات المتكررة التي تركز على الجسم، مثل قضم الأظافر والعض على الشفاه.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر