لندن - كاتيا حداد
ربما تكون تمارين اللسان خيارًا جديدًا لعلاج الملايين الذين يعانون من الشخير، حيث تشير النتائج الأولية لأحد الأجهزة التي تساعد المرضي عبر تمارين عضلات اللسان إلى تقليلها من مشكلات النوم بنحو 50 في المائة بعد سبعة أيامٍ فقط.
وتجري في الوقت الحالي تجربة أكبر في تايوان يخضع لها 120 مريضًا والذين يعانون من توقف التنفس أثناء النوم، وإرتخاء الأنسجة في الحلق بشكلٍ متكرر أثناء الليل وغلق الشعب الهوائية. وبدوره يقوم الجهاز الجديد الذي يطلق عليه إسم مدرب عضلة اللسان أوTongue Muscle Trainer بإنهاء الشخير مع تغير حركة اللسان في مواضع مختلفة.
وترتبط بعض العضلات المتحكمة في اللسان أيضاً مع الأنسجة والعضلات في الحلق، وتكمن الفكرة في أن تمارين اللسان تساعد على تمديد عضلات اللسان الثمانية، ومن ثم المساعدة في منع إرتخاء كمية كبيرة من الأنسجة مع إدراك النوم.
وبالنسبة لأغلب الأشخاص، فإن ذلك لا يمثل أية مشكلة. ولكن في ما يتعلق بمرضى توقف التنفس أثناء النوم، فإن إرتخاء الأنسجة يمكن أن يغلق الشعب الهوائية لما يقرب من 10 ثوانٍ في كل مرة، إلى حين إدراك المخ وإرساله إشارة الى عضلة اللسان لإستعادة حركة التنفس الطبيعية. وينتج صوت الشخير من خلال إهتزازات الأنسجة، وإجبار الهواء على الخروج من المجري المتعسر.
ويعاني ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص في بريطانيـا من الشخير، وفي حال تركت المشكلة من دون علاج، فسوف تصبح طويلة الأمد مثل إرتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية والنوبات القلبية. وهناك واحدة من سبل العلاج تتمثل في قناع الضغط الهوائي الإيجابي المستمرCPAP، والذي يرتديه المريض أثناء النوم لمنع إرتخاء الأنسجة اللينة.
ولكن مشكلة هذا القناع تكمن في مواجهة العديد من الأشخاص ( ما يقرب من النصف في بعض الدراسات ) مشكلاتٍ في الإرتداء و الإستخدام، بسبب كونه غير مريح، وخانق فضلاً عن كونه صاخبا. في حين نجد أن مدرب اللسان الجديد هو جهاز محمول باليد في حجم كبسولة الدواء ويوضع داخل الفم، بينما الطرف الآخر من الجهاز يقوم بقياس ضغط اللسان. وعلى المريض أن يصل إلى ضغط معين ومن ثم ينبغي التوقف في كل وضع لمدة 30 ثانية.
وتشير بعض الأبحاث إلى أن التمارين قد تكون ذات فاعلية كبيرة، وبحثت إحدى الدراسات في جامعة كيبيك Quebec في كنـدا العام الماضي بشأن تأثير تمارين التقوية لعضلة اللسان علي عشرة أشخاص لمدة ساعة على مدار إسبوع، والذين إستخدموا نفس الجهاز.
وكشفت النتائج عن وجود إنخفاض في مشكلات النوم بواقع 48 بالمائة، بينما وفي الدراسة الجديدة التي تجري داخل مستشفى جامعة تشنغ كونغ Cheng Kung في تايوان، فإن المرضي سوف يستخدمون مدرب اللسان لمدة 60 دقيقة من ثلاث إلى خمس مرات في الإسبوع، أو قناع الضغط الهوائي الإيجابي المستمر ( CPAP ) كل ليلة لمدة ثلاثة أشهرٍ. وذلك للتأكد من جودة النوم والتنفس.
ويقول الأستاذ جيديب راي وهو جراح إستشاري للأذن والأنف والحنجرة في مستشفيات شيفلد Sheffield التعليمية والمعتمدة من مؤسسة خدمات الصحة الوطنية NHS بأن ذلك النموذج الإختباري بسيط ومبتكر، إلى جانب نتائج أولية مشجعة. مضيفاً بأنه في إنتظار إجراء تجارب أكثر للتأكيد على الفوائد على المدى البعيد.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر