غزة – محمد حبيب
غزة – محمد حبيب
أكّد رئيس مركز جراحة المخ والأعصاب في مستشفى غزة الأوروبي، في خان يونس، نضال أبو هدروس أن المستشفى حقق قفزة واضحة خلال الآونة الأخيرة، عبر العمليات الجراحية النوعية، التي أجراها الأطباء العاملون فيه.وأوضح أبو هدروس أنَّ "فكرة إنشاء مركز متخصص لجراحة المخ والأعصاب بدأت في العام 2008، عندما كنا نتخصص في دولة قطر، بمنحة مقدمة من الهلال القطري، وعندما
أوشكنا على التخرج طرحنا خطة لإنشاء المركز، انطلاقاً من أنّ قطاع غزة لا يزال في حاجة لمركز متخصص في هذا المجال".وأضاف أنَّ "الهلال الأحمر القطري وافق على إنشاء المركز، وتمت الموافقة على أن يكون مستشفى غزة الأوروبي هو مكان المركز، لأنه أكثر المشافي في غزة موائمة لذلك المركز".
وأشار إلى أنّه "أخذ في الحسبان أن يقدم خدماته لجنوب القطاع، الذي يفتقر لمركز متخصص، في حين أن مستشفى الشفاء في غزة يقدم خدماته في جراحة المخ والأعصاب، لغزة والشمال".وبيّن أبو هدروس أنَّ "مخططات المركز أعدّت ليكون على أعلى المواصفات التي تضاهي نظيراتها في الولايات المتحدة الأميركية، بتكلفة وصلت خمسة مليون دولار، وامتد العمل في تأسيسه من العام 2010 حتى 2012، من حيث تجهيزه بأحدث الأجهزة، واستقبال الحالات المرضية على التوازي".ولفت أبو هدروس إلى أنَّ "المركز افتتح في 2012، بسعة 14 سريرًا في القسم، 8 أسرة للرجال، و6 أسرة للنساء والأطفال، فضلاً عن غرفة عمليات، تمّ تجهيزها بأجهزة متعددة، أبرزها ميكروسكوب جراحي، ودرل كهربائي وهوائي، وأجهزة تخدير وأشعة حديثة، وطاولة عمليات حديثة، وأجهزة أخرى يصعب تسميتها للجمهور".
وأضاف "لم تقف همة إدارة المركز عند هذا الحد، بل افتتحوا في العام 2013 غرفة العمليات المتخصصة في جراحة المخ والأعصاب"، مشيرًا إلى أنه "منذ افتتاح المركز وغرفة العمليات، انخفض مستوى التحويلات إلى الخارج بنسبة وصلت إلى 50% في العام الأول، مقارنة مع الذي سبقه من افتتاح المركز، وواصلت الانخفاض في العام 2012 مقارنة بالعام 2011 حتى وصلت إلى 20% زيادة على الانخفاض الأول".وتابع "يجري المركز ست عمليات أسبوعياً، بشكل اعتيادي مبرمج، ويصل المركز من الحالات الطارئة في الأسبوع أربع إلى ست حالات، بسبب الحوادث والأحداث الميدانية وغيرها".
واستطرد "رغم الإنجاز الكبير الذي حققه المركز، والقفزة النوعية في جراحة المخ والأعصاب، إلا أنَّ العديد من العقبات والمعيقات تقف حاجزاً بين تقدم المركز بخطى جديدة"، موضحًا أنَّ "المركز اكتسب ثقة كبيرة من المواطنين، عبر النجاحات التي قدمها، غير أن بعض الحالات القليلة ما زالت ترفض العلاج في القطاع، في حين أنَّ بعض الحالات، التي نشعر أنها تحتاج للتحويل إلى الخارج، يُصر ذويها البقاء والعلاج في المركز".وأوضح أبو هدروس أنَّ "المركز يعاني من نقص المستهلكات الطبية، التي لم يتوفر بديل عنها منذ افتتاح المركز قبل ثلاثة أعوام"، مطالبًا الوزارة بـ"إعداد خطة تساهم باستمرار تواصل الإمدادات التي يحتاجها المركز، وعدم الانتظار لحين وصول بعض المنح والهبات".
وبيّن أنَّ "العقبة الأبرز في المركز، والتي أصبحت تأرق الأطباء، هي نقص الكادر الطبي، حيث أن المركز يقوم عليه ثمانية أطباء، وهو عدد غير كافي لإنجاز المهام الطبية الموكلة إليه، سواء من العناية النهارية، أو العمليات، وغيرها"، مشيرًا إلى أنَّ "المركز يحتاج إلى 20 طبيب، بمقاييس وزارة الصحة، وبالحد الأدنى 16 طبيباً، حتى تؤدى المهمة على أكمل وجه، مع العلم أننا نقوم بأقصى طاقة لدينا، وهذا يؤثر على الحالة الصحية والاجتماعية لنا، فضلاً عن أنّ المركز ما زال غير موجود على الهيكل التنظيمي الإداري للوزارة، وهذا من شأنه أن يضيع على الأطباء أعوام الخبرة التي قضوها في هذا المجال، عدا عن العديد من الميزات التي تتمتع بها الأقسام والمراكز المهيكلة".
وكان مستشفى غزة الأوروبي قد افتتح، قبل أيام، إضافة طابقين لمركز الأورام في المشفى، بتجهيزات طبية حديثة، وعناية طبية أكبر من سابقها في المركز، بتمويل من برنامج مجلس التعاون الخليجي لإعادة إعمار غزة، والبنك الإسلامي للتنمية، وتنفيذ وإشراف هيئة الأعمال الخيرية.وأكّد استشاري ورئيس مركز الأورام في المستشفى الأوروبي الدكتور أحمد الشرفا أنّ "قطاع غزة، لاسيما مرضى الأورام، هم بحاجة ماسة لهذا المركز، إذا ما قلنا أنّ المركز قدم خدماته لحوالي تسعة آلاف زيارة مرضية، في قطاع غزة"، مشيراً إلى أنّ "هناك زيادة ملحوظة في أعداد المرضى".وأضاف الشرفا أنّ "المركز استقبل خلال العام 2013 حوالي 1250 حالة مرضية"، موضحاً أنّ "700 إلى 800 حالة من المرضى تلقوا العلاج الكيميائي في المركز، وهذا العدد ليس بالقليل".
ولفت إلى أنّ "القسم استقبل 500 إلى 600 حالة جديدة، تمّ تشخيصها في المركز، وتقديم الخدمة الطبية اللازمة لها".
وعزى الشرفا الازدياد المتواصل في أعداد المصابين بأمراض السرطان والأورام في القطاع، مقارنة مع الأعوام 2007 و2008، إلى ارتفاع نسبة التلوث في القطاع، سواء التلوث الانفجاري بحكم الاحتلال، واستخدامه لكميات كبيرة من المتفجرات، وقنابل "الفسفور الأبيض"، أو تلوث التربة، والتلوث الزراعي، بفعل الاستخدام غير المنظم للمبيدات والأسمدة الكيميائية الزراعية.وبيّن أنّ "المركز وعلاج الأورام في غزة ما زال يعاني من نقص كبير في الأدوية اللازمة لعلاج الأورام، عدا عن نقص الكوادر الطبية المؤهلة، وكذلك نقص المعدات والمستهلكات الطبية الخاصة بالمركز"، مشيراً إلى حاجة القطاع الضرورية للعلاج بالإشعاع.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر