واشنطن - عادل سلامة
اقترب العلماء من إمكانية علاج الأضرار المترتبة على الأزمات القلبية عن طريق استخدام "كوكتيل من الجينات" في تحويل أنسجة عضلات القلب المتضررة إلى عضلات قلبية سليمة.
وتعتبر هذه الطريقة الحديثة في إصلاح "القلوب المجروحة" من خلال استخدام الجينات والخلايا الجذعية، بمثابة فتح ٍ جديدٍ في عالم علاج أمراض القلب.
فقد استطاع الباحثون بمعهد "غلادستون" لأمراض القلب والأوعية الدموية في كاليفورنيا، في إعادة برمجة تشكيل الخلايا التي تكون الندبات داخل خلايا عضلات القلب، ومن بينها الخلايا القادرة على
نقل الإشارات الكهربائية اللازمة لنبضات القلب.
وكان فريق العلماء هذا، قد أعلن في العام الماضي نجاح هذا الأسلوب على فئران التجارب، إلا أن هذه المرة هي الأولى التي يتم إجراؤها على الخلايا البشرية.
ولابد من التنويه إلى أن هذه التجارب لم تخرج عن نطاق التجارب المعملية حتى الآن، إلا أنها تمهد الطريق أمام التوصل إلى وسائل جديدة لضحايا الأزمات القلبية. ويقول العلماء أن "استخدام كوكتيل من الجينات في إعادة تجديد الخلايا يمكن أن يستبدل يوما ما بذرات صغيرة أشبه بالدواء التي يمكن أن توفر علاجا أكثر أمانا وسهولة".
ويقول دكتور ديباك بريفاستافا مدير المعهد "أنهم قد وضعوا الآن حجر الأساس القوي لتطوير وسيلة لعلاج الأضرار التي تسببت بها الأزمة القلبية، وهو أمر كان مستحيلا في السابق، ولتغيير أساليب العلاج التي يتبعها الأطباء حاليا في علاج الأزمات القلبية". وأكد على أن "هذه النتائج دليل على فكرة أن الخلايا البشرية يمكن أن يعاد برمجتها بنجاح وتحويلها من جديد إلى خلايا سليمة نابضة بالقلب".
وكان بريفاستافا وفريق العلماء قد قاموا في عام 2012 بحقن قلوب فئران حية كانت قد تعرضت لأزمات قلبية ، بثلاث جينات، وقد تحولت خلايا القلب المتضررة بعد ذلك إلى خلايا قلبية سليمة.
وقد حاول العلماء تكرار نفس التجربة على الخلايا البشرية مستخدمين في ذلك خلايا لقلب جنين خلايا جذعية جينية وخلايا بشرة أطفال حديثي الولادة، وقاموا بحقنها بجينات في أوعية اختبار معملية، وقد اسفرت التجارب عن نتائج مشجعة حيث كانت نسبة عشرين بالمئة من الخلايا قادرة على الإشارات الكهربائية اللازمة أساسا لدقات القلب.
يذكر أن السكتة القلبية تحدث عندما لا يستطيع القلب العمل بكفاءة، كما تحدث كذلك نتيجة تعرض عضلة القلب للتضرر خلال الأزمة القلبية، وهناك ما يقرب من 750 ألف شخص يعاني في بريطانيا من ضعف القلب.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر