الدار البيضاء- سعيد بونوار
الدار البيضاء- سعيد بونوار
هل يتحكم الدين في ما نأكل؟ هل الوجبات الشهية طقوس دينية يقترب بها المرء إلى ربه، أو آلهته، أو أي معتقد ديني يعتقده، الإجابة ستكون بـ"نعم" لدى شعوب الهند، سابع أكبر بلد في العالم من حيث المساحة الجغرافية، والثانية من حيث عدد السكان، فالطبيعي أن يكون التنوع سمة هذا المطبخ.
ونشأت هناك أربعة أديان رئيسية
في الهند وهي الهندوسية والبوذية والجاينية والسيخية، في حين أن الزرادشتية واليهودية والمسيحية والإسلام وصلوا إليها في الألفية الأولى الميلادية، وشكلت هذه الديانات والثقافات التنوع الثقافي للمنطقة، وكان لها تأثير كبير في مجمل العادات في البلد، ولعل في مقدمتها المطبخ.
هذا إلى جانب أن الهند ظلت محط اهتمام الإمبراطوريات وشكلت محور التجارة العالمية في قرون ماضية.
وقبل الإطلالة على خصوصيات المطبخ الهندي الذي يحتاج إلى مؤلفات لا إلى سطور، تجدر الإشارة إلى سمة الاختلاف المشوب بالصراع ظل متحكما في ما يأكله الهنديون، ففي الوقت الذي يمتنع فيه المسلمون عن تناول لحم الخنزير، يصر الهندوس على إتباع أوامر ديانتهم بتقديس الأبقار وتبجيلها وتحريم أكل لحومها، في ما تجد دعوات "اليانيون" إلى الالتزام بالنباتات صداها في أرجاء البلاد، فيحرمون تناول اللحوم الحمراء والبيضاء.
وطبيعي أن يكون لذلك تأثير على وجبات المطبخ الهندي المختلفة والتي تعدى بعضها الحدود.
ولكن يبقى القاسم المشترك في معظم وجبات المطبخ الهندي أنها تعتمد بشكل مفرط على "البهارات" والأعشاب والتوابل، والباعث غنى أرض الهند، بتوابل مفقودة في بلدان أخرى، كما أن هذا المطبخ تأثر بشكل كبير بما أضافه البرتغاليون إبان هيمنتهم على أجزاء من آسيا في القرن السادس عشر
ويعتمد المطبخ الهندي جغرافيا على أربعة أقاليم، تختلف فيما بينها في البيئة والأساليب العامة في الطبخ، وهي المطبخ الهندي الشمالي الذي يضم أقاليم راجستان والبنجاب والمغالي وكشمير وبيناراس، والمطبخ الهندي الجنوبي الذي يضم أقاليم كانادا وكيرالا وانديرا والتاميل، والمطبخ الهندي الغربي الذي يضم غوجارات ومالواني وماهاراشتريان والمطبخ الهندي الشرقي الذي يشمل البنغال وآسام.
وهكذا يميل الجنوبيون إلى "الشطة" و"البهارات" باعتماد الأرز، في ما يفضل الشماليون البصل والكزبرة، مع إشراك الأرز في معظم الأطباق الرئيسية، إذ يعد الوجبة الأساسية لدى معظم الأسر.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر