نيويورك ـ مادلين سعادة
نيويورك ـ مادلين سعادة
تشير البحوث الجديدة الى أن التوتر من شأنه أن يثير ويشجع على إنتشار سرطان البروستات ، وقد وجد العلماء أن فروع الجهاز العصبي المسؤولة عن الوظائف اللاإرادية ، مثل آلية مواجهة المواقف والتى يمكن أن تلعب دورا مهماً فى الإصابة بالمرض.
و أوضحت " أن طرق العلاج الجديدة والتى تشمل المسكنات مثل " البيتا بلوكرس" اُستخدمت
بالفعل لتخفيض ضغط الدم ، والتى يمكن تطويرها ايضا الى علاج السرطان الذكوري.
وأظهرت الأعمال السابقة "أن بعض الأورام تنمو وتنتقل على طول الألياف العصبية ، و أن الأعصاب وجدت بشكل عام داخل الأورام وحولها ، ولكن حتى الأن لم يكن لها دور فى تطوّر مرض السرطان بشكل واضح" .
ومن خلال دراسة جديدة أُجريت على كل من الفئران وعينات من الأنسجة البشرية والتي تركز على الجهاز العصبي اللاإرادي الذى يحكم الوظائف التلقائية مثل ضربات القلب والهضم،
وجد العلماء فى كلية "ألبرت أينشتاين" للطب فى مدينة نيويورك أنه "من الممكن ان يكون لها تأثيرات مهمة من شأنها تحفيز مرض السرطان" .
يذكر أن النظام العصبي "السمبثاوي" ، وهو أحد الفروع التابعة للجهاز العصبى ، ينظّم سرعة مكافحة إستجابة الجسم للتوتر والخطر وذلك عن طريق زيادة معدل ضربات القلب وتقليص الأوعية الدموية".
من جانب أخر يعمل الجهاز العصبي "السمبثاوي" بشكل عكسي ، مما يساعد الجسم على الاسترخاء ، والراحة والهضم ، والحفاظ على الطاقة وذلك عندما تكون الحياة أكثر هدوءا.
وقد وجد العلماء أن النظام العصبي "السمبثاوي" يدعم المراحل الأولى من سرطان البروستات، في حين أن الجهاز العصبي المحيط ، له دورعندما ينتشر المرض فى وقت لاحق.
وقد ربط الخبراء التوتر على وجه التحديد بمرض سرطان البروستات ، لأن النظام العصبي السمبثاوي يُعزز نمو الورم عن طريق توليد مادة " النورادرينالين " الكيميائية العصبية.
و"النورادرينالين" هو قريب من "الأدرينالين" فهو هرمون التوتر الأول الذى يساعد على تهيئة الجسم لمواجهة التهديدات، وذلك من خلال جعلها أكثر إثارة وسرعة للإستجابة ، وتحويل الدم من الجلد الى العضلات ، وزيادة معدل ضربات القلب .
ويقول الخبراء "إن هذا الهرمون يرتبط بالجزيئات الموجدة على سطح الخلايا السرطانية، مما أدى الى إطلاق سراح الخلايا السرطانية النشطة كميائياً".
وأشاروا الى أن "الألياف العصبية للجهاز العصبي المحيطي ، هي التي أطلقت سراح الموادّ الكميائية المختلفة التى من شأنها إرسال إشارات الى الأنسجة الضامة المحيطة بالخلايا السرطانية ، مما يساعد على إنفصال تلك الخلايا وإقتحامها لأجزاء أخرى من الجسم".
و أوضحوا : "أن المسكنات التي تستخدم لمعالجة إرتفاع ضغط الدم وحالة القلق والتى تسمى "بيتابلوركس" تعمل عن طريق منع مستقبلات مادة النورادرينالين" .
وقال العلماء ان النتائج الاخيرة يمكن أن تفسر على تحسين إمكانية بقاء مرضى سرطان البروستات على قيد الحياة عن طريق " البيتا بلوكرس" .
وقد كتبوا " إنه على الرغم من ان الأمر يتطلب مزيدا من الدراسات . فالبيانات المتوفرة لدينا تثير إحتمالات محيرة بأن العقاقير التى تستهدف كل فروع الجهاز العصبي اللاإرادي والتى قد تكون مفيدة لعلاج سرطان البروستات".
وقد اظهر تحليل عينات الأنسجة المأخوذة من مرضى سرطان البروستات أن الأورام العدائية لديها ألياف أكثر عصبية من الأورام غير العدائية وداخلها.
ولايزال تطبيق هذه النتائج على الأشكال الاخرى من السرطان أمراً غير مؤكد.
وقال رئيس فريق العلماء الدكتور بول فرينتى " أن الدراسات الإكلينيكة أظهرت أن مرضى سرطان الثدي اللواتي تناولن جرعة من "البيتا بلوكرس" أصبحن فى حال أفضل من أولئك اللواتي لم يتناولن " البيتا بلوكرس "وهذا يشير الى نفس الأليات ، ولكن يبقى لنا أن ننتظر ".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر