لندن ـ رانيا سجعان
وافقت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا على تعديل أسلوب علاجها لمرضى السكري، وذلك باستخدام أسلوب الحقنة الواحدة يوميًا. ويوفر هذا الأسلوب الجديد المعروف باسم حقنة ليكسيسيناتيد على مرضى السكري معاناة حقن أنفسهم يوميًا بعد أو قبل كل وجبة. ويقول الخبراء إن طريقة العلاج الجديدة هذه تتميز برخص ثمنها، حيث تبلغ قيمة الجرعة الواحدة مبلغ 1.90 جنيهًا إسترلينيًا،
الأمر الذي يمكن أن يوفر على هيئة الخدمات الصحية الوطنية مبلغ 70 مليون جنيه إسترليني على مدى خمس سنوات.
ويذكر أن عدد مرضى ارتفاع نسبة السكر في الدم من البريطانيين يبلغ حتى الآن 3 ملايين مريض، ويعاني هؤلاء من اضطرارهم إلى حقن أنفسهم يوميا بعد أو قبل كل وجبة طعام يتناولونها.
وتعجز نسبة كبيرة من هؤلاء المرضي عن الالتزام الدقيق بهذا الحقن، بما يعنى تفاقم حالتهم الصحية على المدى البعيد، والتي قد تشمل إصابتهم بالعمى والفشل الكلوي والالتهابات التي قد تؤدي إلى بتر الأطراف.
ويقول أستاذ الطب في جامعة بيرمنغهام البروفيسور أنطوني بارنيت إن عقار ليكسيسيناتيد المعروف تجاريًا باسم (ليكسوميا) يساعد على جعل عملية التعامل مع المرض أكثر بساطة.
ويساعد العقار كذلك على التحكم في الوزن كما يمكن تناوله مع غيره من أساليب علاج مرض السكري، هذا فضلاً عن كونه أرخص من غيره من الأدوية المنافسة.
يذكر أن نسبة عشرة في المائة من نفقات هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا والتي تبلغ سنويًا 9 مليارات جنيه، يتم إنفاقها في علاج مرضى السكر، ومن بينها 130 مليون جنيه على الأقراص وحدها.
وثيت أن مرض السكري من النوع الثاني يمثل نسبة 90 في المائة من حالات المرض، وأن البدانة تمثل الخطر الأكبر على مرضى هذا النوع، وتزداد خطورة المرض مع المرضى الذين تزيد أعمارهم على 40 عامًا ومع وجود مريض بالمرض نفسسه في العائلة.
أما النوع الأول من المرض فهو نادر نسبيًا، ويحدث بسبب خلل جيني وعدوى فيروسية، وعادة ما يصيب ضحاياه بعد سن الثلاثين، بينما يصيب النوع الثالث المعروف باسم سكر الحمل النساء الحوامل فقط.
ومن بين أعراض مرض السكري من النوع الثاني كثرة التبول وزيادة العطش وغشاوة البصر، وانخفاض غير مفهوم في الوزن، بالإضافة إلى الإعياء الشديد.
ويقول الخبراء إن عقار ليكسوميا هو أول عقار يؤخذ مرة واحدة يوميًا، ويستهدف كمية السكر بالدم بعد تناول وجبة الطعام، وهو يوفر عملية تعاطي حقن الأنسولين أربع مرات أو أكثر يوميًا. وفضلاً عن ذلك فإن تعاطي المزيد من الأنسولين قد يسبب انخفاضًا في نسبة السكر في الدم، الذي تتمثل خطورته في فقدان الشعور والوعي. كما أن أساليب العلاج الأخرى التقليدية تتسبب في زيادة الوزن التي يعاني منها أصلاً مرضى السكر، وفضلاً عن هذا وذاك فإن المرضى لا يفضلون إلا الحقن.
وتقول مريضة عمرها 64 عاما، وتتناول العقار الجديد "إنه يقلل الشهية وبالتالي انخفاض الوزن تدريجيًا، كما أنه يجعل من مستوى السكر في الدم أكثر استقرارًا"، وأضافت أنها تشعر معه بمزيد من النشاط، كما أنه ساعدها في خفض كميات الأنسولين التي كانت تتناولها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر