الرباط - المغرب اليوم
يوم دون ممرضين عاشته المستشفيات المغربية أمس الأربعاء؛ فقد وجد المرضى أنفسهم أمام إضراب عن العمل خاضته الشغيلة التمريضية استجابة لنداء حركة "الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب"، التي طالبت بالتصدي للاحتقان الذي يعرفه قطاع الصحة عبر استمرار المتابعات القضائية في حق "ملائكة الرحمة". وبلغت نسبة الإضراب، حسب ما أوردته مصادر نقابية، 82 في المائة على المستوى الوطني، وكان مصحوبا بـ28 وقفة تفرقت على مختلف أقاليم المملكة، حيث شهدت مندوبيات الصحة إنزالا قويا للهيئة التمريضية تنديدا بـ"عدم الاستجابة لملفها المطلبي إلى غاية اليوم، رغم تعاقب العديد من الأسماء على الوزارة".
ويطالب الممرضون بـ"ضرورة مراجعة كل شروط الترقي المجحفة في حق الأطر التمريضية وتقنيي الصحة، عبر رفع الكوطا واعتماد أربع سنوات بدل ست كأقدمية لاجتياز امتحانات الكفاءة المهنية، إسوة بفئات أخرى في القطاع نفسه"، مؤكدين ضرورة "إحداث مناصب مالية كافية تستوعب الكم الهائل من الخريجين من جميع التخصصات". ويصل عدد الممرضين المعطلين إلى 9000، ترى حركة الممرضين وتقنيي الصحة في توظيفهم ضرورة لسد الخصاص والتخفيف من أعباء الممرضين المزاولين، وكذا الرفع من جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، خصوصا وأن العديد من الشكاوى تصدر باستمرار من لدن "المضطرين" للعلاج داخل المستشفيات العمومية.
وفي هذا السياق، قال يونس جوهري، عضو المجلس الوطني لحركة الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب، إن "السبب الأول للتصعيد هو سياسة الحوارات الفارغة التي تنهجها الوزارة"، مشيرا إلى أن "تجاهل مطالب الممرضين، واستمرار متابعة القابلات خصوصا، لن يزيد الوضع إلا احتقانا، لأن من عليه تحمل المسؤولية حقيقة هي وزارة الصحة".
وأضاف جوهري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "عدم إخراج قوانين مؤطرة للمهنة يجعل الممرضين في تنازع اختصاص مع الأطباء، وهو ما يولد مشاكل عديدة تعصف بالشغيلة"، موضحا أنه "في حالة عدم التدخل يتابع الممرض بتهمة الإهمال، وفي حالة التدخل يتابع بتهمة عدم الاختصاص"، فهو "بين السندان والمطرقة".
ودعا المتحدث إلى "ضرورة استدراك الأمر على المستوى القانوني، بداية بالتعويض عن الأخطار المهنية"، موردا أن "الممرض قدم شهداء كثرا فيما يخص النقل الصحي، وهو بدوره مشكل عويص على الوزارة التفاعل معه بعجالة، لأن العديد من الممرضين لقوا حتفهم أثناء مرافقتهم للمرضى داخل سيارات الإسعاف".
قد يهمك أيضًا :
إضراب الحافلات في الرباط يُربك حركة التنقّل ويُغضب الساكنين
قدماء "ملائكة الرحمة" يشْكون "الإقصاء" ويطلبون الترقية الاستثنائية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر