الرباط -المغرب اليوم
حذّر سعيد العباري، طبيب اختصاصي في التخدير والإنعاش، من تفشي فيروس "كوفيد-19" بسبب ظاهرة "الحلاقة السرية"، مشيرا إلى أن انتقال الحلاق من منزل إلى آخر قد يكون سببا في انتقال العدوى، داعيا عموم المواطنين إلى اجتناب الاختلاط أو استعمال أدوات الحلاقة المشتركة وعدم المغامرة أو إلقاء النفس إلى التهلكة، بسبب هذه السلوكيات التي قد يدفع المرء ثمنها غاليا."الناس فالناس والقرع في مشيط الرأس"، هكذا يقول المثل الشعبي الذي اختاره مدونون للتنديد بخرق حالة "الطوارئ الصحية" من لدن عشرات المواطنين، لاسيما مع ظهور ممارسات تتسم بالاستهتار والمجازفة، والحديث هنا موجه إلى الذين يقصدون الحلاق خلسة، أو يزورهم بالبيوت بعيدا عن أعين السلطات، لأن هذه السلوكيات قد تتحوّل إلى بؤرة سوداء للوباء في المقبل من الأيام.
"100 تخميمة ولا ضربة بالمقص"
رغم تعبير غالبية مهنيي الحلاقة عن انخراطهم، معبرين عن حس عال من المسؤولية وقيم المواطنة، فإن هناك فئة أخرى لا تزال تقامر بأرواحها أولا وأرواح العشرات من الأسر.قد تغدو "ضربة مقص" متهورة من يد الحلاق سببا في هلاك أسرة أو القضاء على آمال شاب وإدخاله قاعة العناية المركزة٬ وقد يصير أقصى ما يتمناه المرء "أن يعود إلى عافيته، لاسيما أن ممتهني الحلاقة لا يعمدون إلى تعقيم الأدوات المستعملة، بعد كل زبون، وحتى وإن عقمها، فإن ذلك محط شبهة حتى يثبت العكس، وهو ما قد يفضي إلى الإصابة بالفيروس، كما قد يصبح الحلاق ناقلا للفيروس بين الأسر، خاصة وأن وزارة الصحة تتحدث عن وجود بؤر عائلية مصابة بفيروس كورونا .
أدوات مشتركة وخطر واحد
يحاط موضوع الحلاقة السرية بالمنازل بستار كثيف من الكتمان، تفضحه هفوات اللسان، يقول عبد الصمد الدكالي، عن فرع وزان لجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك، معتبرا هذه الممارسات تدين أصحابها، مطالبا السلطات الوصية، قبل إنزال أية عقوبات في حق مرتكبيها، بضرورة طمأنة المهنيين وتعويضهم، خاصة وأن جلهم يتحدرون من الهامش المنسي وقوت يومهم وقوت أهلهم يعتمد على هذه الحرفة.
ودعا الدكالي، في تصريح لهسبريس، الزبناء إلى التحلي بالحكمة والفطنة والرزانة حفاظا على أنفسهم وأهاليهم، وناشد القضاء بتشديد العقوبة في حق المخالفين، "على اعتبار أننا في حالة حرب، وكل من يساعد العدو على التوغل والإضرار بالمغاربة فهو خائن لهذا الوطن".وقال عضو الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك، إن المواطنين مدعوون إلى الانخراط والتبليغ عن أي حالة تخرق حالة الطوارئ، لأنهم ليسوا بمنأى عن الخطر، وأن هؤلاء المهنيين والزبناء المستهترين هم قنابل قد تنفجر في وجوههم في أية لحظة.
من جانبه، أوضح عبد الحق المجدوبي، محام بهيئة الرباط، أن ممارسي الحلاقة السرية يعرضون أنفسهم للمساءلة والمتابعة القضائية، معتبرا الجرم يتساوى مع تعريض حياة المواطنين للخطر، لما فيه من خرق لقوانين الطوارئ، المتخذة لمحاصرة الوباء.وأضاف المحامي ذاته، أن القانون 20.292. 2 منح السلطات الحكومية سلطة اتخاذ الإجراءات المناسبة لتنفيذ حالة الطوارئ، ومنها إجبارية ارتداء الكمامة التي يعاقب عدم ارتدائها أثناء الخروج الاستثنائي، سواء إلى العمل أو اقتناء المستلزمات، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الحلاق سيصبح مرتكبا لجنحتين؛ الأولى تتعلق بخرق إجراءات الحجر الصحي؛ والثانية عدم ارتداء الكمامات الوقائية، داعيا إلى ضرورة سيادة الضمير والمسؤولية، خاتما حديثه بـ"حسن بيديك أفضل ليك".
وقد يهمك ايضا:
الدار البيضاء سطات تتصدّر القائمة بتسجيل 373 حالة إصابة بفيروس كورونا
تسجيل 58 إصابة جديدة بفيروس كورونا في المغرب و 4 حالات شفاء
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر