الدار البيضاء - سناء بنصالح
ينظِّم فريق الكيمياء الحيوية والتغذية والبانولوجيا الخلوية التابع لكلية الطب والصيدلة في الدار البيضاء، وبشراكة مع الجمعية المغربية للتواصل الصحي، اليوم الأول حول الإدمان على المؤثرات النفسية (المخدرات) بكلية الطب والصيدلة في مدينة الدارالبيضاء، وعيا منهما بأهمية تعاون كافة المؤسسات من أجل مكافحة ظاهرة الإدمان على المخدرات، وبخاصة التركيز على أهمية التوعية المجتمعية.
ونظرا للانتشار الواسع للمواد المخدرة بكافة أنواعها سواء منها الطبيعية كـ"الحشيش" و"القنب الهندي" و"الكيف" والشاي والقهوة .... أو المصنعة كمضادات الاكتئاب والمسكنات والمنومات، فقد كان اختيار تسليط الضوء على المواد المخدرة المؤثرة على الجهاز العصبي للمدمن ضروريا في أول محاضرات هذا اللقاء العلمي القيم.
ويروم هذا اللقاء، التأكيد على أهمية طب الإدمان، إذ منذ سنوات قليلة، أصبح علاج الإدمان تخصصا يدرس في كليات الطب للأطباء المختصين أو العاميين تلبية لاحتياج المجتمع إليه ولمواجهة هذه الآفة، ويمتلك الطبيب المعالج آليات، منها العلاج بالأدوية حسب حالة المريض والمادة المخدرة المستعملة، ويتم ذلك إما في مراكز علاج الإدمان أو في المراكز الصحية أو في عيادات القطاع الخاص، أو العلاج النفسي والسلوكي سواء الفردي أو الجماعي.
وسيطرح هذا اليوم العلمي أسئلة حول الاستراتيجية الوطنية للوقاية والعلاج من الإدمان على المخدارت، ويقف على التدابير الوقائية والعلاجية والأمنية والإجراءات المواكبة في إطار هذه الاستراتيجية، وأين وصل التنسيق بين كل الفاعلين والمتدخلين الأمنيين والتربويين والصحيين والمجتمع المدني؟ وسينفتح اللقاء أيضا على تجارب كل من مركز طب الإدمان التابع لمستشفى الجامعي لابن رشد، وتجربة المركز الصحي بالسمارة، ونظرا لدور الفاعل للمجتمع المدني في هذا الموضوع، وسيسرد مجموعة من التجارب القيمة في مجال العمل الجمعوي في مجال محاربة الإدمان.
وقد أظهرت أرقام مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض المعدية، حسب آخر دراسة لها، أن 600 ألف مغربي يدمنون على استهلاك المخدرات يوميا، بينهم 16 ألف مغربي يدمنون على المخدرات القوية من "هيروين" و"كوكايين"، وهو رقم مرتفع لأنه لا يأخذ يعين الإعتبار إلا الأشخاص الذين يستهلكون هذه المخدرات على الأقل مرة في اليوم، ومن بين الأسباب الرئيسية التي تدفع المغاربة إلى الإدمان، سجّل الفقر المدقع وانعدام الإحساس بالأمان إلى جانب البطالة التي تمس شريحة كبيرة من الشباب. وحسب نفس الأرقام، فإن ظاهرة الإدمان تنتشر بين صفوف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و28 سنة بنسبة 70 في المائة، كما أن المغرب، أصبح يشهد إدمانا بارزا لأطفال دون الـ15 من العمر، ويتمركزون في المناطق والأحياء الهامشية للمدن.
ومقارنة بالدول المغاربية، فإن المغرب يسجل أعلى معدل إدمان في صفوف مواطنيه، ذلك أن عدد المدمنين في الجزائر يصل إلى 300 ألف، وهو نفس الرقم المسجل في تونس، في حين تحتل مصر صدارة دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط بضمها 6 ملايين من المتعاطين للمخدرات بإدمان.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر