الرباط - المغرب اليوم
في سياسة احترازية وفي الوقت الذي تشهد فيه فرنسا انتشاراً واسعاً لحشرة “بق الفراش” الضارة، وخاصة في العاصمة باريس، يُثير هذا الوضع الصحي مخاوف لدى دول عدة من بينها المغرب، الذي أعلن إجراءات احترازية لمنع انتقال العدوى لأراضيهم.
وكان وزير الصحة خالد آيت الطالب قد وجه دورية إلى المدراء الجهويين بجهات الدار البيضاء سطات، والداخلة واد الذهب، والجهة الشرقية، وكلميم واد نون، والعيون الساقية الحمراء، وسوس ماسة، ومراكش آسفي، وطنجة تطوان الحسيمة حول الإجراءات الاستباقية الضرورية لمواجهة “بق الفراش”، خاصة ما يتعلق بمراقبة البواخر من خلال تفعيل نظام صارم للمراقبة الصحية، مع ضرورة الحصول على كل المعطيات التي تخص مسارها، والمسافرين على متنها، وشهادة التعقيم الخاصة بها، كما وضعت السلطات الصحية رهن إشارة المواطنين مجموعة من التوصيات والنصائح الخاصة بالسفر الدولي، كما تأهبت منظومة الرصد القائم على الأحداث للكشف المبكر عن أي حادث صحي غير عادي.
وكانت وسائل التواصل الإجتماعي قد عرفت في الساعات الأخيرة تداو أخبار وصور، قيل إنها لحملة تطهيرية موسعة تقوم بها السلطات المحلية بالدار البيضاء في عدد من مناطق العاصمة الاقتصادية لمواجهة “بق الفراش”، وهو الأمر الذي نفاه كريم الكلايبي، عضو لجنة تتبع عقود تدبير قطاع النظافة بمجلس المدينة، مؤكداً أن الخبر الذي تناقلته مجموعة من المواقع الإلكترونية، والذي مفاده أن جماعة الدار البيضاء شنت حملات تطهيرية بعدد من الأحياء بالمدينة لمواجهة “بق الفراش” الذي ظهر في فرنسا، هو خبر عار من الصحة وغير صادر بتاتا عن مجلس المدينة”.
وأوضح الكلايبي أن “الاختصاصات موكولة لوزارة الصحة، من خلال مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بتنسيق مع السلطات المحلية”، مشيراً إلى أن “جماعة الدار البيضاء ملتزمة بالحملات والتدخلات اليومية والاعتيادية، بناء على اتفاقية محاربة نواقل الأمراض وجمع الحيوانات الضالة بالعاصمة الاقتصادية، والتي جمعت بين المجلس وشركة التنمية المحلية الدار البيضاء للبيئة، والتي خصص لها مبلغ 20 مليون درهم سنويا”.
يشار إلى أن الدار البيضاء للبيئة هي شركة تنمية محلية، من بين مهامها تقديم الاستشارات والتخطيط والعمل بالتعاون مع كل الأطراف المتدخلة، من أجل حماية وتحسين البيئة الحضرية لمدينة الدار البيضاء، حيث تقوم بتأطير ومراقبة التدبير المفوض للخدمات المتعلقة بالنظافة وكذا مطارح النفايات العمومية ومراكز معالجة وتثمين النفايات، ومحاربة الحشرات الضارة.
وأصبحت حشرة “بق الفراش” من سكان فرنسا المعتادين منذ ستينيات القرن الماضي، غير أنها عرفت انتشاراً متسارعاً خلال السنوات الأخيرة، وحسب تقرير لوكالة السلامة الصحية الفرنسية، في الفترة بين 2017 و 2022، أصبح بيت واحد على الأقل من أصل عشرة في فرنسا يشهد غزو “بق الفراش”.
وصولاً إلى الأيام الأخيرة، إذ أصبح تفشي هذه الحشرة الطفيلية آفة عامة، وانتقلت من الأماكن الخاصة للفضاءات العامة، كمحطات المترو والمدارس والمؤسسات السياحية. وعُثر على “بق الفراش” في قاعة بباريس، كما جرى إغلاق عدد من المدارس بسبب اكتشافها هناك.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر