الغبار المنزليّ العامل الأكثر خطورة المسبب للخلل في الغدد الصماء
آخر تحديث GMT 11:22:13
المغرب اليوم -

أثبتت الدراسات الأخيرة علاقته المباشرة للإصابة بالإمراض والسمنة

الغبار المنزليّ العامل الأكثر خطورة المسبب للخلل في الغدد الصماء

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الغبار المنزليّ العامل الأكثر خطورة المسبب للخلل في الغدد الصماء

الغبار المنزليّ
واشنطن ـ رولا عيسى

أثبتت إحدى الدراسات أنّ هناك علاقة مباشرة بين الغبار الموجود في المنزل (house dust) والإصابة بالسمنة، قد يبدو الأمر غير منطقيّ لكن إذا عرفنا أنّ الغبار الموجود داخل المنزل يحتوي على كثير من المركبات الكيميائية المختلفة الناتجة من الاستخدامات المتعددة للعلب والأوراق والأكياس التي تكون مغلفة للمشتريات المختلفة بما فيها الطعام والمنظفات الصناعية وأدوات المكياج والمبيدات الحشرية وغيرها، والحقيقة أنّ هذه المغلفات تدخل في تركيبها مواد قد تكون شديدة الخطورة على الصحة وتسبب أمراضًا مميتة مثل بعض الأورام السرطانية، كما أنّها تسبب أمراضًا في الجهاز العصبي، ومن أهم هذه المواد مادة "ثنائي الفينول إي" (bisphenol A)، وهذه المواد قد تقوم بعمل خلل هرموني في الغدد الصماء في الجسم ينتج عنه تغير في التمثيل الغذائي وتراكم الدهون، وبالتالي يسبب البدانة خاصّة عند الأطفال، وهذه المعلومة كانت نتيجة دراسة جديدة خلصت إلى هذه النتائج التي تم نشرها في النسخة الإلكترونية من مجلة علوم البيئة والتكنولوجيا (journal Environmental Science & Technology).

وأشار باحثون من جامعة ديوك في ولاية نورث كارولينا الأميركية، إلى أنّ الخلايا المسؤولة عن تكوين الخلايا الدهنية في الفئران صارت أكبر وقادرة على استيعاب دهون أكثر في ظلّ وجود ذرات الغبار في المنازل، لضررها "المسبب للخلل في الغدد الصماء" (endocrine - disrupting chemicals)، وأطلقوا عليه اختصارًا "EDCs"، وأوضحوا أنّ هذه المواد الكيميائية التي نستخدمها جميعًا كل يوم قد تعطّل إفراز هرمون معين أو تسبب خللًا في وظيفته، سواء بزيادة تأثيره أو العكس بانعدام ذلك التأثير، ما يتسبب في حدوث مشاكل صحية في العضو أو الخلايا التي تقوم بهذه الوظائف، وعلى الرغم من التحذيرات المتعددة التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية من خطورة استخدام هذه المنتجات، فإن اعتماد معظم المنازل والأفراد على هذه المنتجات يحول بينها وبين الاستغناء عنها بشكل كامل أو حتى محاولة الترشيد في استخدامها. ولتلافي هذه الأخطار، هناك مواصفات معينة لأغلفة المواد الغذائية تلتزم بها الشركات المصنعة للغذاء أو المطاعم التي تقدم الوجبات الجاهزة، سواء المصنوعة من البلاستيك أو الورق المقوى والمعادن المختلفة، لأن خطر استخدام هذه الأشياء يمتد ليشمل الأجنة في أرحام الأمهات ويزيد من خطورة البدانة في الطفولة، كما يمكن أن يسبب بعض العيوب الخلقية أيضًا، خاصة التي تتعلق بالجهاز العصبي.

وقام أفراد الفريق بزيارة 11 منزلًا في ولاية نورث كارولينا، وباشروا بتجميع عينات من تراب المنازل الموجود في كل منزل لفحصه لمعرفة أثره على الخلايا الدهنية، كما قاموا بقياس مستوى المواد الكيميائية المختلفة الموجودة فيه "EDCs"، وتبيّن أنّها 44 مادة مختلفة مختلطة مع ذرات الغبار، وبعد ذلك قاموا باختبار لكل مادة من ذرات الغبار على حدة، وأثرها على الخلية الأم المصنعة للخلايا الدهنية الموجودة في الفئران، وتستخدم هذه الخلايا في قياس مدى تأثير مادة معينة على إنتاج الدهون الثلاثية وهي الدهون التي يمكن في حال زيادتها أن تتسبب في حدوث البدانة، فضلًا عن أخطارها على المدى الطويل في حدوث تصلب للشرايين وارتفاع في ضغط الدم.

وأظهرت نتيجة التحليل بأنّ 7 عينات من أصل الـ44 مادة التي تم أخذها من ذرات الغبار المنزلية سببت نموًا للخلية الدهنية الآم، وبالتالي قامت بتخزين كمية أكبر من الدهون الثلاثية، وهو الأمر الذي سيؤدي لاحقًا إلى الإصابة بالبدانة، وأيضًا شملت نتيجة التحليل وجود 9 من المواد الأخرى يمكن أن تزيد من حجم الخلية الدهنية وأيضًا زيادة عددها، كما أثبتت نتيجة التحليل أنّ 11 عينة من المواد الكيميائية غير مؤثرة على الخلايا الدهنية في ظل وجود الغبار، وتؤكّد هذه النتائج الدور الفعال الذي تلعبه هذه المواد الكيميائية في زيادة ونمو الخلايا الدهنية حتى بعد التخلص من تلك المنتجات من خلال اختلاطها بذرات الغبار الموجودة داخل المنزل.

وأوضح الفريق البحثي أنّ أي كمية من الغبار المنزلي مهما قل حجمها يمكنها أن تؤدي إلى حدوث الزيادة في احتمالية الإصابة بالبدانة، وأنّ نسبة صغيرة لا تتعدى 3 ميكروغرامات قادرة على إنتاج الخلايا الدهنية حتى بمعدلات الأمان التي تسمح بها الولايات المتحدة لاستخدام هذه المواد في البيوت، خاصة أن الأطفال أكثر عرضة لها طوال فترة وجودهم في المنزل، سواء عن طريق الاستنشاق أو الملامسة أو حتى عن طريق الفم، وهو ما يعني أنّ الأمر قد يكون أخطر من كل التوقعات في زيادة نسب السمنة التي تعاني منها الولايات المتحدة بالفعل بين الأطفال.

ويحتاج الأمر إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج بشكل نهائي، وأنّ هذه الدراسة تدق ناقوس خطر جديد من استخدام المواد المغلفة والحاوية للطعام وغيرها من أدوات الاستعمال اليومي، حيث أنّ كمية قليلة جدًا من الغبار، تحت المستوى المسموح به للأطفال، تسبب البدانة، وقد تكون تلك التوصيات في حاجة إلى تغيير، كما أنّه يجب على الحكومات والهيئات المعنية بالصحة حث الشركات المختلفة على إنتاج بدائل أقل ضررًا صحيًا، وبتكلفة أقل، وتتم التوعية الصحية للأفراد والهيئات على حد سواء، خاصة في المدارس والأندية والأماكن التي يتردد عليها الأطفال باستمرار.

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغبار المنزليّ العامل الأكثر خطورة المسبب للخلل في الغدد الصماء الغبار المنزليّ العامل الأكثر خطورة المسبب للخلل في الغدد الصماء



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
المغرب اليوم -

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل

GMT 14:45 2016 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني بطلة جي مورجان للإسكواش للمرة الأولى

GMT 05:25 2015 الأربعاء ,14 كانون الثاني / يناير

11 حالة إغماء داخل مؤسسة تعليمية في تمارة

GMT 11:44 2014 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

عمر القزابري يحيي حفل تأبين الوزير الراحل باها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib