يؤدي الارتفاع غير المبرر في معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بين البالغين الأصغر سنًا إلى دفع المزيد من الأشخاص، للخضوع للفحص المبكر والكشف عن المرض، وأحيانًا يكون ذلك قبل العمر الموصى به أي 45 عامًا للأشخاص المعرضين لخطر متوسط من الإصابة.
ويتسابق العلماء للعثور على أدلة لفهم سبب ارتفاع حالات سرطان القولون والمستقيم بين الشباب. ويشتبهون ببعض العوامل المسؤولة عن هذه الزيادة مثل العوامل البيئية، بينما يتساءل البعض الآخر عما إذا كان الأمر يتعلق بالنظام الغذائي.
وتشير دراسة جديدة، ستُعرض في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري في يونيو/حزيران، إلى أن ميكروبيوم الشاب البالغ، أي مجموعة الميكروبات مثل البكتيريا والفطريات والفيروسات التي تعيش بشكل طبيعي في أجسام البشر، قد تلعب دورًا مهمًا.
ولم تتم مراجعة البحث أو نشره في مجلة طبية بعد، لكن ملخصًا نُشر على الإنترنت يصف كيف قام الباحثون بتحليل بيانات 36 مريضًا مصابًا بسرطان القولون والمستقيم تم تشخيصهم قبل بلوغهم الـ45 عامًا و27 مريضًا تم تشخيصهم بعد بلوغهم الـ65 عامًا.
ووجد الباحثون "اختلافات كبيرة" في الأنواع البكتيرية والفطرية المكتشفة في الميكروبيوم للمرضى الأصغر سنًا مقابل المرضى الأكبر سنًا، التي تستوجب إجراء "دراسات مستقبلية أكبر لتوضيح الدور الذي يلعبه الميكروبيوم داخل الرحم" في تطوير السرطان.
ومع استمرار البحث عن إجابات، سعى بعض البالغين الأصغر سنًا في الولايات المتحدة إلى إجراء فحوصات لسرطان القولون والمستقيم، في وقت يتزايد فيه المرض ضمن فئتهم العمرية. لكن هناك قلق أيضًا من أن هذا الاتجاه قد يؤدي إلى الإفراط باستخدام تنظير القولون.
وسجّل ارتفاع بعدد الحالات بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 45 عامًا منذ منتصف التسعينيات. ولا يزال الخطر المطلق منخفضًا بين الأعمار ما دون الـ45 عامًا، لكن نسبة الحالات ضمن تلك الفئة العمرية ارتفعت من 3.7٪ في عام 1995 إلى 5.8٪ في عام 2019، وفقًا لما ذكرته جمعية السرطان الأمريكية.
وارتفعت معدلات فحص سرطان القولون والمستقيم في الولايات المتحدة من يناير/ كانون الثاني 2018 حتى ديسمبر/ كانون الأول 2022، ويعود ذلك إلى زيادة إجراءات الفحص للأشخاص بين الـ45 و49 عامًا، وفقًا للبيانات المنشورة في مارس/ آذار في مجلة "Epic Research"، المملوكة لشركة برامج الرعاية الصحية "Epic".
وتؤكد جمعية السرطان الأمريكية أن إرشاداتها لبدء الفحص في سن الـ45 عامًا هي للأشخاص المعرضين لخطر إصابة معتدل، حيث قد يقرر المرضى والأطباء أنه من المنطقي إجراء الفحص مبكرًا.
وتوصي فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية الأمريكية، وهي مجموعة من الخبراء الطبيين المستقلين الذين تساعد توصياتهم في توجيه قرارات الأطباء، بإجراء فحص للكشف عن سرطان القولون والمستقيم لدى البالغين بدءًا من سن الـ45 عامًا. بيد أن ذلك يشكل تحولا حديثًا.
وكانت خفضت فرقة العمل العمر الموصى به من 50 عامًا في عام 2021، وهو تغيير يتطلب التأمين الخاص والرعاية الطبية لتغطية تكاليف الفحص للفئة العمرية الموسعة، وفقًا لقانون الرعاية بأسعار معقولة، بحسب ما أشارت إليه "Epic" في الدراسة.
وهذه التوصية مخصصة للأشخاص الذين ليس لديهم أعراض، ويعانون من مخاطر متوسطة، ويجب عليهم التحدث إلى طبيبهم حول الفحص، إذا لاحظوا وجود دم في البراز أو تغير في عادات الأمعاء.
وقال الدكتور ويليام داهوت، كبير المسؤولين العلميين في جمعية السرطان الأمريكية، إن الأطباء يجب أن يكون لديهم حذر من إجراء تنظير القولون للشباب.
وأوضح داهوت: "إذا كان لديك أشخاص تقل احتمالية اكتشافهم للسرطان كثيرًا أثناء إجراء اختبارات الفحص، فستكون الفائدة الإجمالية للسكان قليلة، وسيصطدم ذلك بمشاكل لوجستية".
من جهتها، أوضحت الدكتورة ديون إيبيكي، اختصاصية التخدير في ولاية إلينوي الأمريكية، أن هناك قلقًا أيضًا من أن بعض الأشخاص في الأربعينيات من العمر، يُنصحوا بالخضوع لفحوصات سرطان القولون والمستقيم، ولا يُقدمون على ذلك.
وقالت إيبيكي: "لسوء الحظ، لا يتم تطبيق المبادئ التوجيهية عالميًا. تغيّرت الإرشادات، حيث يجب أن يبدأ الفحص في سن الـ45 عامًا. ولسوء الحظ، لا يزال المرضى يخضعون للفحص في سن الخمسين وما فوق".
فهم المخاطر الخاصة بك
وشهدت إيبيكي أيضًا ارتفاعًا في عدد الشباب المصابين بسرطان القولون، وتم تشخيص جزءًا متزايدًا منهم في مراحل متقدمة من المرض.
وأوضحت إيبيكي، التي تحدثت عن ارتفاع حالات سرطان القولون والمستقيم في البودكاست الخاص بها "The Ivy Drip" أنه "أمر مقلق لأنني أراه لدى الطرفين". وكانت آخر مريضة عاينتها بسرطان القولون المتقدم تبلغ من العمر 28 عامًا.
ويؤثر سرطان القولون والمستقيم بشكل غير متناسب على الأشخاص من البشرة السوداء، حيث أن الأشخاص من البشرة السوداء أكثر عرضة للإصابة بالمرض بنسبة 20٪، وأكثر عرضة للوفاة بنسبة 40٪ مقارنة مع غالبية المجموعات العرقية أو الإثنية الأخرى، وفقًا لما ذكرته جمعية السرطان الأمريكية.
"الحاجز الأكبر"
وقالت الدكتورة بيثاني مالون، جراحة القولون والمستقيم في مدينة فورت وورث الأمريكية، والتي تبلغ من العمر 36 عامًا، وتخطط لإجراء تنظير القولون هذا العام، إنه ليس من غير المألوف بالنسبة للشباب الذين ليس لديهم تاريخ عائلي أن يدافعوا بقوة عن تنظير القولون، عندما تظهر عليهم الأعراض.
وأوضحت مالون أن تخفيض العمر الموصى به للمرضى المعرضين للخطر المتوسط ليس سوى جزء من المعادلة اللازمة. ويتمثل الجزء الآخر بخفض تكاليف تنظير القولون، والذي وصفته بأنه "الحاجز الأكبر".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر