لندن - كاتيا حداد
دعت مجلة طبية كبرى الجراحين، إلى قطع جميع العلاقات مع كرة القدم، بداية من اتحاد كرة القدم إلى مستوى المدرسة الثانوية، بسبب العدد المتزايد في الدراسات التي تُبين أن هذه الرياضة تتسبب في إصابات الدماغ المدمرة. وقال كبار محرري مجلة سبرينجر الأميركية، وهي مجلة مُتخصصة في طب العظام، إنّ الأطباء لا ينبغي أن يقوموا بالفحوصات الطبية للاعبي الكلية، ويجب على المؤسسات ألا ترعى الفرق الرياضية.
وتأتي هذه الدعوة في أعقاب الدراسة التاريخية التي أجرتها جامعة بوسطن، بشأن أدمغة اللاعبين المتوفين، والتي تُبين أنّ 110 من أصل 111 ممن فحصوا لديهم علامات على التهاب الدماغ نتيجة الصدمة المزمن، وهو مرض تنكس عصبي يُسبب الخرف. وانتهى المؤلف الرئيسي للدراسة سيث ليوبولد، وهو أستاذ في كلية الطب في جامعة واشنطن بالقول، "كرة القدم ليست متوافقة مع أفضل قيم مهنتنا. هل من حقنا أن نؤيد لعبة من خلال وجودنا على الهامش أو في شكل التسويق والإعلان التي تبشر بشعارات العظام على ممارسة الرياضة وملاعب كرة القدم - والتي تسبب ضررًا خطيرً".
وقالت المجلة في وقت سابق من هذا العام إنّ الأطفال لا يجب ان يلعبوا كرة القدم. وأضاف ليوبولد "في ذلك الوقت، تساءلنا عما إذا كانت توصياتنا وجدت صدي. فهناك أدلة جديدة تشير إلى أنها ربما لم تصل بما فيه الكفاية". ويقولون إنه في حين ينتشر مرض التهاب الدماغ نتيجة الصدمة المزمن في رياضات أخرى مثل الملاكمة وغيرها، لكن كرة القدم "تستحق اهتمامًا خاصًا" حيث أن جراحي العظام لديهم موقف ضد هذه الرياضة.
ويشارك جراحو العظام في التشخيص والعلاج والوقاية وإعادة التأهيل من الإصابات، ويعتمد عليهم اللاعبين بشكل كبير للحفاظ على عليهم خلال الموسم. وتشمل هذه المشاركة القيام بالفحوصات الجسدية على اللاعبين في المدرسة، والحملات التسويقية في الملاعب. وقال المؤلفون "ليس لدينا مشكلة معين ضد كرة القدم، ونحن ننتبه إلى البحوث التي يتم نشرها عن غيرها من الألعاب الرياضية التي قد ثبت في نهاية المطاف أنها تُسبب الكثير من الضرر". ولكنهم يضيفون "في هذه الأثناء، نشعر بأننا مضطرون للتعامل مع البيانات المقنعة من الدراسة عن كرة القدم الأميركية، والتي تتفق مع التقارير الوبائية السابقة".
وتأتي هذه الافتتاحية في المجلة وسط طفرة في البحوث حول علاقات كرة القدم مع إصابات الدماغ - في كل من اتحاد كرة القدم الأميركي وبطولات الهواة. وفي الشهر الماضي، وجدت مستشفى سانت مايكل في كندا أن الرياضات لها اتصال وتأثير كبير على بنية دماغ الشباب. ووجد الباحثون أن الاتصال الجسدي وتلف الدماغ ترتبط ارتباطا مباشرا - مع الرياضة التي تنطوي على مزيد من الاتصال والتي تُسبب تغييرات أكثر أهمية.
ووجد الفريق أن الرياضيين الذين لعبوا رياضة الاصطدام والاتصال كان لديهم اختلافات واضحة في الهيكل والوظيفة والعلامات الكيميائية، مما يرتبط عادة بإصابات الدماغ. كما أن أدمغتهم تبدو مختلفة إلى حد كبير عن الرياضيين، الذين لم يلعبوا رياضات الاتصال.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر