كشّفت دراسة جديدة، إن الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الأكثر برودة ذات أشعة الشمس الأقل، يستهلكون الكحول أكثر من الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الحارة.
ووفقًا لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، توصل الباحثون إلى وجود صلة بين الطقس واستهلاك الكحول وأمراض الكبد، عند فحص بيانات من 193 بلدًا.
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة، رامون باتلر، المدير المساعد لمركز بيتسبيرغ لبحوث الكبد، "هذا الأمر افترضته العديد من الدراسات منذ عقود، لماذا يشرب الناس الكثير من الكحول في روسيا أو في ولاية ويسكونسن الأميركية؟، الجميع يفترض أن ذلك بسبب الطقس البارد".
وأضاف، "لكننا لم نتمكن من العثور على دراسة واحدة تربط المناخ بشرب الكحل أو تليف الكبد الكحولي، هذه هي أول دراسة تُظهر بشكل منهجي أنه في جميع أنحاء العالم وفي أميركا، وفي المناطق الباردة والمناطق التي بها أشعة شمس أقل، يكون هناك المزيد من شاربي الخمر ومرضى تليف الكبد".
ومن المعروف أن شرب الكحول، يزيد من الشعور بالدفء، لأن الكحول يزيد من تدفق الدم إلى الجلد، ويرتبط أيضًا بالاكتئاب، الذي يحدث عادة، عندما يعيش الشخص في ضوء نهار أقل.
ووجدت الدراسة، التي نشرت مجلة "Hepatology" العلمية، وجود علاقة سلبية بين المناخ واستهلاك الكحول في البيانات الواردة من منظمة الصحة العالمية "WHO" والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وأوضحت أنه مع انخفاض متوسط درجة الحرارة وساعات ضوء الشمس ، ازداد إجمالي تناول الكحول للشخص الواحد ، والنسبة المئوية للسكان الذين يشربون الكحول.
وقال العلماء إن النتائج، تبرّر قوانين أكثر صرامة بشأن تسعير الكحول والإعلانات، خلال أشهر الشتاء.
وأكّد الدكتور بيتر ماكان، المستشار الطبي لمستشفى كاسل كريغ، وهي عيادة لإعادة تأهيل مدمني المخدّرات والكحول في الحدود الاسكتلندية، "يرتبط هذا الاستهلاك بالطقس ارتباطًا مباشرًا وبفرص انتشار أخطر أشكال مرض الكبد، تليف الكبد الكحولي، التي يمكن أن يصل في النهاية إلى الموت".
وأوضَح أن القوانين الأكثر صرامة بشأن تسعير الكحول مبررة بالتأكيد، عندما نفكر في التأثير المشترك المدمر لأشعة الشمس المنخفضة والكحول الأرخص على الاستهلاك.
وأصبحت اسكتلندا أول دولة في العالم، تقدم الحد الأدنى من أسعار الكحول في وقت سابق من هذا العام في محاولة لمعالجة مشكلة الاستهلاك الذي يتفاقم مع بداية أشهر الشتاء، ومن المتوقع أن تدخل مقترحات مماثلة حيز التنفيذ في ويلز في صيف عام 2019، ولا تزال هذه القضية قيد المراجعة في المملكة المتحدة.
نحو 4 في المائة من سكان المملكة المتحدة، نحو مليوني شخص، يمثلون ثلث استهلاك الكحول، كما كان هناك 5،507 حالة وفاة تعزى إلى استهلاك الكحول المفرط و 337،000 حالة دخول للمستشفى، بسبب أمراض الكبد أو إصابات مرتبطة بالكحول في العام 2016-2017.
كان هناك أيضًا 240 حالة وفاة على الطرق في بريطانيا، حيث كان أحد السائقين أو كلاهما يتجاوز الحد المسموح به للشرب ، وهو ما يمثل 13 في المائة من الوفيات على الطرق، وفقًا لمكتب الإحصاءات الوطنية، ومن المقرر أن تقدم منظمة الصحة العالمية، بيانات جديدة عن استهلاك الكحول في أوروبا، خلال قمة تعقد في أدنبره، الاثنين المقبل.
وتقول إن المستويات، لا تزال مرتفعة وأن نحو نصف السكان الذكور البالغين، معرضون لمشاكل صحية واجتماعية قصيرة وطويلة المدى، بسبب أنماط الشرب الضارة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر