واشنطن ـ رولا عيسى
تمكن النساء في الولايات المتحدة، الذين تتراوح أعمارهن بين 30 و 65 عامًا، من الحصول على الفحوصات التي يمكن أن تمنع إصابتهن بسرطان عنق الرحم القاتل بشكل أفضل، وتنص المبادئ التوجيهية الجديدة التي أوصت بها فرقة عمل الخدمات الوقائية في الولايات المتحدة الأميركية على أنه يجب أن تكون المرأة قادرة على طلب إجراء مسحة لعنق الرحم كل 3 سنوات، بدلا من الانتظار 5 سنوات.
وبيّنت فرقة عمل الخدمات الوقائية، أنه ينبغي أيضًا إعطاء النساء خيار إجراء فحص مسحات عنق الرحم وفحص فيروس الورم الحليمي البشري بشكل منفصل، لأن "الاختبار المشترك" لهاذين الفحصين غالبًا ما يؤدي إلى إنذارات خاطئة، ويمكن أن يؤدي إلى إجراء عمليات جراحية لا لزوم لها، موصية الخدمات الوقائية بالإرشادات التي أعلن عنها اليوم، والتي عادة ما تؤثر على مقدمي التأمينات الذين يقومون بتغطية الفحوص الوقائية والأدوية، وإذا ما امتثلت شركات التأمين، فإن الخبراء يقولون إن المرأة ستکون في وقت قريب قادرة علي موائمة الرعاية الصحية أکثر لاحتياجاتھا الخاصة.
وانخفضت نسبة الإصابة بسرطان عنق الرحم بشكل كبير على مدى نصف القرن الماضي بفضل اختبار مسحة عنق الرحم، ومع ذلك، سيتم تشخيص ما يقدر بنحو 12.820 امرأة أميركية هذا العام بسرطان عنق الرحم، وحوالي 4.200 حالة وفاة من التي لم يتم فحص معظمها، أو التي قد استغرقت وقتا طويلًا بين الفحوصات، ويقوم الأطباء بإجراء مسحات عنق الرحم، ثم فحص الخلايا التي حصلوا عليها للحصول على علامات سرطان عنق الرحم، يقوم اختبار فيروس الورم الحليمي البشري بالبحث عن سلالات عالية المخاطر لفيروس الورم الحليمي البشري، وهو العدوى الأكثر شيوعًا في البلاد والتي تتناقل عبر ممارسة الجنس.
ووفقًا لمركز مكافحة الأمراض، فإنّ كل شخص سيحصل على سلالة واحدة على الأقل في مرحلة ما من حياته، ولكن بعض السلالات فقط تسبب سرطان عنق الرحم، إذا استمرت لفترة طويلة بما فيه الكفاية في الجسم، كلما كنت كبيرًا في السن، كلما زادت فرصة وجود عدوى فيروس الورم الحليمي البشري لديك منذ سنوات طويلة، ومن النوع الضار، ولتقييم هذه الحالات على نحو أفضل، أصبح "الاختبار المشترك" شائعًا على نحو متزايد بالنسبة للنساء الذين تبلغ أعمارهن 30 وما فوق، يتكون الاختبار المشترك من كلا من مسحة لعنق الرحم وتقييم لفيروس الورم الحليمي البشري، إذا جاءت نتائج كلا الاختبارين سلبية، يمكن للمرأة الانتظار حتى خمس سنوات لمعاودة إجراء الاختبار مرة أخرى، ولكن كل من اختبار فيروس الورم الحليمي البشري ومسحة عنق الرحم يمكن أن يؤدي إلى إنذارات كاذبة، مما ينجم عنه تقديم رعاية صحية إضافية غير ضروري، وأحيانا ضارة، لاستبعاد الإصابة بمرض السرطان.
وأظهرت دراسات جديدة أن الاختبار المشترك يؤدي إلى المزيد من الإنذارات الكاذبة من إجراء كل اختبار على حده، وهذا ما دفع فرقة عمل الخدمات الوقائية بالولايات المتحدة الأمريكية لتغيير مبادئهم التوجيهية، واليوم اقترحوا السماح للنساء الذين تبلغ أعمارهن 30 وما فوق إجراء اختيار اختبار فيروس الورم الحليمي البشري على حد كل خمس سنوات أو مسحة عنق الرحم كل ثلاث سنوات بدلا من ذلك، والجدير بالذكر أن فرقة عمل الخدمات الوقائية هو فريق مستقل من الخبراء الذين يستعرضون التقنيات المتاحة التي يمكن أن تمنع الأمراض والبت في التوصيات للاستخدام السليم لها، هذا وستترك فرقة العمل هذا الاقتراح مفتوحًا أمام جمهور للتعليق عليه حتى 9 أكتوبر / تشرين الأول، وعندا سيتم الانتهاء من توصياتهم وتقديمها إلى مقدمي الرعاية الصحية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر