توصلت دراسة جديدة إلى أن الجزيئات البلاستيكية المجهرية الموجودة في معظم الأطعمة ومياه الشرب يمكن أن تنتقل من الفئران الحوامل إلى أطفالها الذين لم يولدوا بعد.ويقول الباحثون إن هذه اللدائن الدقيقة بحجم النانو والتي تُعرف باسم MNP، يمكن أن تضر بنمو الجنين لدى الفئران، ويمكن لهذه النتائج أن تنطبق على النساء الحوامل.
وقد تم تقديم دراسة جامعة روتجرز المنشورة في الشهر الماضي في مجلة Nanomaterials، هذا الأسبوع في مؤتمر الرابطة الأمريكية لتقدم العلوم.
وأوضح فيليب ديموكريتو، الأستاذ في جامعة روتجرز في علم النانو والهندسة الحيوية البيئية، في بيان: "ما يزال هناك الكثير مما هو غير معروف، لكن هذا بالتأكيد سبب للقلق ومتابعة الدراسة".
وكجزء من البحث، تم توفير مواد بلاستيكية نانوية ذات مقياس خاص لخمس فئران حوامل. ووجد التصوير اللاحق أن هذه الجسيمات البلاستيكية النانوية لا تتخلل مشيمة الفئران فحسب، بل تتخلل أيضا الكبد والكلى والقلب والرئتين والدماغ في نسلها.
وأوصى الخبراء بعدم شرب الماء من الزجاجات البلاستيكية بسبب المخاوف المتزايدة من أن الجزيئات البلاستيكية الصغيرة قد تدمر صحتنا.
وحذرت الدكتورة لويزا كامباجنولو، الخبيرة في علم الأنسجة وعلم الأجنة بجامعة روما تور فيرغاتا، من وجود أدلة متزايدة على أن المواد البلاستيكية الدقيقة والنانوية تنتهي في الأنسجة البشرية.
وأظهرت الدراسات السابقة أن الجزيئات المجهرية، وهي نتيجة ثانوية لتدهور البلاستيك، يمكن أن تنتهي في مجرى الدم البشري وفي المشيمة.
لكن الدراسة الجديدة التي أجريت على الفئران، عُرضت في المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، أظهرت أن البلاستيك المبتلع يمكن أن ينتهي به المطاف في أعضاء الجنين نفسه.
واقترح بحث سابق أن جزيئات البلاستيك التي تخترق الأنسجة البشرية يمكن أن تؤثر على إنتاج هرمونات معينة وبالتالي قد تضعف العمليات البيولوجية.
وقالت الدكتورة كامباجنولو إنه بينما ما تزال الأبحاث حول تأثير الجزيئات البلاستيكية على صحة الإنسان في مهدها، فهناك خطوات بسيطة يمكننا اتخاذها لحماية صحتنا.
ويمكن للزجاجات البلاستيكية التي من السهل التخلص منها إطلاق الحطام، خاصة عند التعرض لأشعة الشمس، ونشرب منها بعد ذلك.
وأضافت الدكتورة كامبانيولو: "ربما يكون الأمر أقل فائدة ولكن لا ينبغي لنا أن نشرب المياه المعبأة في زجاجات بلاستيكية .. أعتقد أنه يجب علينا تجنب كل ما يمكن التخلص منه، كل ما هو ملامس للطعام، مثل استخدام أوعية بلاستيكية في فرن الميكروويف. يجب أن نعود إلى الزجاج".
وقال الدكتور فيليب ديموكريتو، الخبير في علم النانو والهندسة الحيوية البيئية بجامعة روتجرز في نيوجيرسي، إن النتائج الأخيرة من الدراسات التي أجريت على الحيوانات كانت "مقلقة للغاية".
ويعتقد أن دراسته على القوارض تُظهر أول دليل على أن البلاستيك المبتلع يمكن أن ينتقل إلى الجنين.
وتابع: : "من معدة الحيوان الحامل، وجدنا بعد 24 ساعة هذه المواد البلاستيكية الدقيقة والنانوية في المشيمة. والأهم من ذلك، وجدناها في كل عضو من أعضاء الجنين، ما يشير إلى آثار تنموية محتملة".
ودعا الدكتور ديموكريتو إلى مزيد من الاستثمار في الأبحاث لفهم زراعة الجزيئات البلاستيكية على صحة الإنسان، وتجديد الجهود لإعادة تدوير المواد أو التحول إلى بدائل أكثر قابلية للتحلل.
وأوضح: "لا أريد إخافة الناس لكن هذا ملوث ناشئ ولدينا الكثير من الأشياء المجهولة من حيث المخاطر. ويستهلك كل شخص ما يقارب 5غ من البلاستيك الدقيق والنانوي أسبوعيا. وهذا يعادل دخول بطاقة ائتمان إلى معدتك كل أسبوع".
وأشار إلى أنه لا يمكننا العودة إلى العصر الحجري، و"لكن كمجتمع نحتاج إلى أن نصبح أكثر ذكاء، وأن نتبنى مفاهيم مستدامة، لتجنب أزمات مثل هذه. نحن جميعا، العلماء، الجمهور، المجتمع ككل، المنظمون، نحتاج إلى إعادة التفكير في كيفية إنتاج واستخدام المواد والمواد الكيميائية بشكل عام.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر