الرباط - المغرب اليوم
يمثل الأسبوع الثاني من الحمل مرحلة حرجة من التطور الجنيني. ويعد فشل النمو خلال هذه الفترة أحد الأسباب الرئيسية لفقدان الحمل المبكر.وتعد دراسة الأجنة البشرية أمرا حيويا لفهم المراحل الأولى من التطور البشري، وحاليا يقع استخدام الأجنة البشرية الفائضة التي تم التبرع بها طواعية من قبل الأفراد الذين خضعوا للإخصاب في المختبر. ومع ذلك، فإن هذا البحث مقيد بتوفر الأجنة والحدود الزمنية الأخلاقية الدولية الصارمة حول المدة التي يُسمح فيها بتطور الجنين في المختبر (14 يوما كحد أقصى).والآن، ابتكر باحثو معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا هياكل شبيهة بالأجنة من الخلايا الجذعية البشرية.وعلى عكس الأجنة الطبيعية التي تتكون من مزيج من الحيوانات المنوية والبويضة، تتشكل هذه الهياكل من خلال الجمع بين ما يسمى بالخلايا الجذعية متعددة القدرات، والتي لديها القدرة على التطور إلى أنواع متخصصة من الخلايا. على الرغم من أن هذه الهياكل الشبيهة بالجنين لها بعض الاختلافات الرئيسية عن الأجنة الحقيقية، إلا أن التكنولوجيا الخاصة بإنشائها ستكون حاسمة في الإجابة عن الأسئلة المفتوحة حول التنمية البشرية دون الحاجة إلى أجنة متبرع بها.ووقع إجراء الدراسة في مختبر ماغدالينا زيرنيكا غويتز، أستاذة علم الأحياء والهندسة البيولوجية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (Caltech)، ونشرت النتائج في ورقة بحثية في مجلة Nature Communications في 21 سبتمبر.
وتتكون الهياكل من نوع من الخلايا الجذعية متعددة القدرات التي تؤدي إلى ظهور أنواع مميزة من الخلايا التي تتجمع ذاتيا بعد ذلك في بنية ذات شكل يشبه بشكل واضح بنية الجنين، الذي يحتوي على أنسجة جنينية وخارجية مميزة.ووقع عزل الخلايا الجذعية متعددة القدرات في البداية من جنين بشري حقيقي بواسطة باحثين آخرين، ومنذ ذلك الحين وقع الحفاظ عليها في بيئة معملية. ومن اللافت للنظر أن الخلايا لا تزال قادرة على “تذكر” كيفية التجمع في جنين عندما تكون مدعومة بالظروف البيئية المناسبة.وتقول زيرنيكا غويتز: “يبدو أن القدرة على تجميع البنية الأساسية للجنين هي خاصية مضمنة في هذه الخلايا الجنينية المبكرة التي لا يمكنها ببساطة نسيانها. ومع ذلك، فإما أن ذاكرتها ليست دقيقة تماما أو ليس لدينا حتى الآن أفضل طريقة لمساعدة الخلايا على استعادة ذاكرتها. وما يزال أمامنا المزيد من العمل قبل أن نتمكن من الحصول على الخلايا الجذعية البشرية لتحقيق الدقة التنموية الممكنة مع نظرائها من الخلايا الجذعية في الفئران”.والقدرة على توليد هياكل شبيهة بالأجنة من الخلايا الجذعية تعني عدم الحاجة إلى أجنة إضافية متبرع بها، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن إنشاء الهياكل بكميات كبيرة. وبالتالي، قد يؤدي هذا النظام النموذجي إلى اختراقات في فهم التطور الجنيني المبكر الذي لا يقيده التوافر المحدود للأجنة البشرية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
اكتشاف جديد يبعث الأمل بمنع تدهور "الحيوانات المنوية"
ابتكار "كبسولة تجريبية" قد تمنع الحمل لدى الرجال
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر