الرباط-المغرب اليوم
تعيش فئة عريضة من العاملات والعمال الزراعيين في إقليم اشتوكة آيت باها معاناة متواصلة مع أسطول العربات المخصصة لنقلهم إلى مقرات عملهم في الضيعات الفلاحية ووحدات التلفيف المنتشرة بعدد من جماعات سهل اشتوكة، إذ طالما وقعت حوادث سير مخلّفة جرحى ومعطوبين؛ منهم من ظل إلى اليوم مقعدا، دون أن يجد من يعيل أسرته.عبد السلام موماد، عن المركز المغربي لحقوق الإنسان في اشتوكة آيت باها، أورد،، أن العربات المخصصة لنقل العاملات والعمال الزراعين قد أضحت تسمية “عربات الموت” لصيقة بها؛ بالنظر إلى “معطيات واقع حوادث السير المتكررة واهتراء هذا الأسطول وانعدام أدنى شروط السلامة داخل تلك العربات”.
وأوضح الفاعل الحقوقي أن “هذه الفئة من اليد العاملة تساهم في الأمن الغذائي بالمغرب، وغالبيتها تعاني من مشاكل وظروف العمل والعيش، إلى جانب تعرضها لهضم مجموعة من الحقوق، إذ جرى تسجيل سلسلة من الحوادث المميتة ذهب ضحيتها شهيدات وشهداء لقمة العيش، وكل ذلك بفعل استهتار أرباب العمل من كبار الفلاحين بأرواح البسطاء من العاملات والعمال الزراعيين، والذين يعدون بالآلاف”.وفي سياق مقاربة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم اشتوكة آيت باها، والهادفة إلى خلق سلسلة إنتاج متعددة المحاور وإطلاق مبادرات نوعية لتأهيل قطاع نقل العمال في المجال الفلاحي في منطقة تعرف كثافة في استعمال عدد من الوسائل غير المنظمة في نقل العمال، رصدت المبادرة بالإقليم أزيد من 4،2 مليون درهم لتمويل عدد من المشاريع الخاصة بنقل العمال في المجال الفلاحي خلال سنتي 2019 و2020.
وحسب القسم العمل الاجتماعي بعمالة اشتوكة آيت باها، فإن هذه المشاريع تتمثل في “تمكين عدد من الشباب من سيارات ذات نفع اقتصادي لنقل العمال الزراعيين المشتغلين في الضيعات والوحدات الفلاحية بعدد من جماعات الإقليم، خصوصا بجماعات بلفاع وآيت اعميرة وإمي مقورن وغيرها، في إطار شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والجماعات الترابية والتعاونيات والهيئات المستفيدة من هذه المشاريع”.ووفقا للمصدر ذاته، فهذه المقاربة الجديدة التي اعتمدتها السلطات الإقليمية تهدف إلى “إشراك المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم اشتوكة آيت باها في معالجة بعض الإكراهات التي تعيشها عدد من القطاعات الإنتاجية بالإقليم، خصوصا قطاع الفلاحة، بالإضافة إلى تحقيق جملة من الأهداف الاقتصادية والاجتماعية من خلال تحسين دخل عدد من شباب المنطقة المؤطرين في تعاونيات أو شركات لنقل العمال الزراعية، وبالتالي تحسين وتجويد هذه الخدمة ونقل العمال الزراعيين في شروط جيدة وآمنة”.يشار إلى أن اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية واللجنة الإقليمية للتنمية الاقتصادية في إقليم اشتوكة آيت باها قد اعتمدتا خريطة طريق لتطوير الأنشطة الاقتصادية المدرة للدخل، من خلال إطلاق جيل جديد من المشاريع التي تستجيب لطموحات عدد من الشباب الطامح إلى ولوج سوق الشغل عبر خلق المقاولات والتعاونيات وتنسجم مع التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدها الإقليم خلال السنوات الأخيرة.
قد يهمك ايضا
حوادث السير في المغرب تخلف 18 قتيلا و1973 جريحا خلال أسبوع
التسريح بسبب "كورونا" يَطال قرابة 5 آلاف عامل بالدار البيضاء
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر