لندن ـ كاتيا حداد
كشفت أبحاث حديثة ، إن انقطاع النفس الإنسدادي النومي ، يضاعف من خطر حدوث مضاعفات إلى السيدات الحوامل ، فقد وجدت الدراسة التي أجريت في الولايات المتحدة الأميركية، على أكثر من 1.5 مليون إمراة حامل ، أن اضطرابات النوم ارتبطت بشكل مباشر بالمكوث أطول في المستشفى وحتى الدخول إلى وحدة العناية المركزة.
وأشارت الدراسة إلى أن النساء الذين يعانون من انقطاع النفس الإنسدادي النومي هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والرئة أثناء الولادة أو بعدها ، بنسبة 174% ، كما أنهم يبقون لفترة أطول في المستشفى أكثر من نظيراتهن بخمسة أيام مقارنة بثلاث للنساء الأخريات ، كما أنه يتسبب في بعض المخاطر للحالات المرتبطة بالحمل ، مثل تسمم الحمل بنسبة 122% ، ومقدمات الارتجاع بنسبة 125% ، وهو شكل حاد من تسمم الحمل والذي يمكن أن يؤدي إلى بعض التشنجات.
ويزداد خطر حدوث حالات نادرة وشديدة، كالرئتين المليئة بالسوائل، التي زادت بنسبة 406% ، وفشل القلب الاحتقاني، الذي ارتفع بنسبة 263% ، ويعد انقطاع التنفس أثناء النوم هو اضطراب نومي شديد ، فهو حالة مَرَضيَّة تتصف بتوقف مؤقَّت أو نوع من التنفس المتقطع خلال النوم، و يستمر لثواني إلى دقائق عدة ، وتتكرر هذه الظاهرة خمس مرات على الأقل في الساعة.
وقالت الدكتورة غادة بورجيلي، الأستاذة المساعدة في كلية الطب في جامعة براون الأميركية "بالنظر إلى أن الحمل هو نافذة لصحة القلب والأوعية الدموية والتمثيل الغذائي في المستقبل، فإن انقطاع التنفس النومي هو تشخيص جدير بالدراسة خاصة في فترة الحمل ، والتدخل المبكر لمعالجة الأمر عند هؤلاء النساء، قد يمثل فرصة كبيرة لتقديم إستراتيجيات العلاج التي قد تقدم فوائد صحية على المدى الطويل."
وحلل الباحثون السجلات الطبية لمليون و577.636 امرأة حامل في قاعدة بيانات المركز الوطني للمعلومات أثناء فترة الحمل حتى الولادة خلال عامي 2010 و 2014 ، واكتشفوا إن من بين هؤلاء النساء، 0.12% تم تشخيصها رسميًا بانقطاع النفس الانسدادي النومي ، ووجدوا أن هؤلاء النساء، عادة مايكونوا أكبر سنًا وأكثر احتمالًا أن يكونوا من أصل أفريقي ، بالإضافة إلى أنهم مدخنين ، كما أنهم من المحتمل إصابتهم بارتفاع ضغط الدم قبل الحمل، والإصابة بمرض السكري ومرض الشريان التاجي.
وأضافت الدكتورة بورجيلي، "أنه بالإضافة إلى حجم العينة الكبير، فإن نقاط القوة في الدراسة شملت تنوع السكان والمستشفيات المشاركة، والتي مكنت الباحثين من تحديد عينة ممثلة للسكان الأميركيين ، وهذا يسمح لنا لإظهار النتائج الطبية النادرة، التي تشمل استئصال الرحم وقبول وحدة العناية المركزة، واستسقاء الرئة، واعتلال عضلة القلب وفشل القلب الاحتقاني، والتي كان من الصعب أن يثبت مع الدراسات الأخرى".
وأوضحت بورجيلي أنه لم تذكر أي دراسة أخرى معلومات كافية عن الاضطراب النومي وتأثيره على الحمل ، حيث أن نقص هذه المعلومات، بالإضافة إلى نقص التشخيص للمرض عمومًا، قد يؤدي على الأرجح إلى التقليل من شأن العلاقة بينه وبين المشاكل الصحية الأخرى.
وتعمل هذه الدراسة الآن على تحليل العلاقة بين انقطاع النفس النومي ونتائج الولادة وصحة حديثي الولادة، كما تقوم بفحص الآليات البيولوجية الكامنة وراء المرض خلال الحمل مع نتائجه السلبية، فضلًا عن الآليات الفسيولوجية التي تؤدي إلى تطويره خلال فترة الحمل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر