واشنطن ـ رولا عيسى
توصل باحثون ألمان إلى أول دليل مادي على أنَّ العيش على حافة الغابة يُعزز قوة الدماغ، ومن المعروف أنَّ الاقتراب من الغابات المنعزلة أمر جيد، حيث وجدوا أنِّ العيش بالقرب من الأشجار الكثيفة يجعل البالغين أقل قلقًا من خلال تقوية منطقة الدماغ التي تسيطر على المعالجة العاطفية، إذ كانت اللوزة الدماغية، وهي جزء من الدماغ تقع داخل الفص الصدغي من المخ أمام الحصين وتقوم بمعالجة القلق، أكثر قوة في الأشخاص المشاركين في الدراسة.
ولم يكن هناك نفس الترابط عند النظر إلى العيش بالقرب من المناطق الخضراء المفتوحة أو الأراضي القاحلة أو الأنهار في المناطق الحضرية، وقد أشار العلماء منذ فترةٍ طويلة إلى أنَّ العيش بالقرب من الغابات جيد، ولكن هذه النتائج هي الأولى لتقديم الأدلة المادية على صحة ذلك.
ويتعرض سكان المدن لخطر أكبر من الأمراض النفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق والفصام من أولئك الذين يقيمون في الريف، ويمكن أن تساهم الضوضاء والتلوث وزيادة أعداد السكان في مساحة صغيرة من المدينة أيضًا في الإصابة بالإجهاد المزمن، ولدى هذه النتائج أثار على التخطيط الحضري، وذلك حيث من المتوقع أن يعيش 70 في المئة من سكان العالم في المدن بحلول عام 2050.
وقال المؤلف الرئيسي، الدكتور سيمون كون، من المركز الطبي للجامعة هامبورغ "إيبندورف": "دراسة مرونة الدماغ تدعم افتراض أنَّ البيئة يمكن أن تشكل بنية الدماغ ووظيفته. وهذا هو السبب في أننا مهتمون بالظروف البيئية التي قد يكون لها آثار إيجابية على نمو الدماغ"، مضيفًا "أظهرت عدة دراسات على سكان الريف بالفعل أنَّ العيش بالقرب من الطبيعة جيد لصحتهم العقلية والرفاه. ولذلك قررنا دراسة ذلك بالنسبة لسكان المدن".
وأكد المؤلف المشارك أولمان ليندنبرجر، من معهد ماكس بلانك للتنمية البشرية، برلين: "دراستنا تبحث في الصلة بين ميزات التخطيط الحضري وصحة الدماغ لأول مرة"، وفي الدراسة، طُلب من 341 من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 61 و82 استكمال اختبارات الذاكرة والتفكير والخضوع لمسح الدماغ.
وقد أجري ذلك لتقييم هيكل مناطق معالجة الضغط في الدماغ، ولا سيما اللوزة الدماغية، وبعد ذلك جُمعت البيانات مع معلومات عن المكان الذي يعيش فيه المشاركون في الدراسة، ونوع البيئة التي يعيشون فيها.
وكان سكان المدينة الذين يعيشون بالقرب من الغابة أكثر عرضة ليكون لديهم بنية صحية فسيولوجيًا لمنطقة الوزة الدماغية، ما يشير إلى أنهم كانوا أكثر قدرة على التعامل مع الإجهاد،
وكان ذلك صحيحًا حتى بعد أخذ فريق الدرسة في الاعتبار العوامل المؤثرة الأخرى مثل التعليم ومستويات الدخل.
وأضاف ليندنبرغر أنّ النتائج المنشورة في التقارير العلمية تحتاج الآن إلى تأكيد مع مزيد من الدراسات في مدن أخرى في المستقبل القريب.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر