تونس _ المغرب اليوم
غيرت موجة فيروس كورونا الثانية والأكثر حدة من سابقتها بعضا من سلوك التونسيين وعاداتهم حتى أنها أظهرت أنشطة تجارية بسيطة يعيش منها البعض و يجد فيها البعض الآخر ضالته. وبات من المألوف أن ترى مشهد الطوابير أمام محلات بيع الأعشاب الطبية وأمام المطاعم المتخصصة في إعداد الأكلات الشعبية، التي ترمز في الموروث الشعبي لمقاومة البرد والإنفلونزا كـ "اللبلابي" و"صحفة الثوم" و"الهرقمة" وغيرها من الأطباق الشتوية. وفي مشهد آخر، يعترضك المارة في شوارع تونس وعلى وجوهم ألوان وأشكال مختلفة من أقنعة الحماية، حيث يلجأ الكثيرون إلى كمامات من القماش بألوانها المختلفة لمواجهة ارتفاع أسعار الكمامات الطبية وتضاعف سعرها في الصيدليات خلال الأشهر الأخيرة.
ويستعمل الكثيرون كمامات من القماش الملون تعرض غالبا في المحلات والأسواق وأحيانا عن طريق الباعة المتجولين، وقد تخصصت في حياكتها بعض النساء بحثا عن مورد رزق بديل بعد أن كسدت تجارتهن في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة. وتقول مريم 45 عاما لـ"سكاي نيوز عربية" إنها حولت بيتها لورشة خياطة صغيرة للكمامات قبل عرضها للبيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتضيف مريم أنها مصنوعة بعناية من قماش مناسب للحماية أما الألوان فتستجيب لجميع الأذواق وتكون أكثر زركشة إذا كانت مخصصة للأطفال. وأوضحت أنها لجأت لهذه الفكرة بعد أن قل إقبال الحرفاء مند انتشار الفيروس على نشاطها الأصلي في خياطة الملابس. وتبيع مريم بضاعتها بنصف دولار للراغبين في الحصول على كمامة ذات استعمال متكرر وتعتبر أنه
سعر مناسب جدا. تجارة أخرى هي الأكثر رواجا هده الأيام وهي بيع الأعشاب والنباتات التي يقول البعض إنها تساعد على الوقاية من الفيروسات وحتى هزم أكثرها ضراوة كفيروس كورونا. ويحدثنا خالد صاحب محل لبيع التوابل والأعشاب بأن متجره يشهد ضغطا كبيرا هذه الأيام، مضيفا أنهم يتفهمون نفسية المواطن الذي يتعلق بأي أمل لمقاومة الفيروس. وأكد خالد أن تزايد الطلب أدى إلى زياده أسعار أعشاب وتوابل بعينها كالكركم وعود القرنفل والشيح وأصبح يندر العثور عليها لدى المزودين لتليبة رغبات الزبائن. وأفاد خالد بأن الموجة الأولى للفيروس زادت الطلب على الثوم، الذي ارتفعت أسعاره آنذاك، بينما تكثر الطلبات هذه الأيام على عود القرنفل والزنجبيل. وأضاف محدثنا "خبرتي لم تكن كبيرة في مجال الأعشاب وبعد التعامل اليومي مع
مزودي الإكليل والشيح وعود قرنفل توفرت لدي بعض المعطيات". وأمام محل الأعشاب والتوابل تقول صالحة (55 عاما)، وهي جاءت تبحث عن الزنجبيل وعود القرنفل وتعتبرهما ضروريان في البيت لتقوية مناعة أفراد العائلة. أما صبيحة 52 عاما، فعلقت أن سعر الأدوية أصبح باهضا لذلك تقاوم هي وعائلتها الإنفلونزا الموسمية بالشيح والإكليل والزعتر تحولها إلى منقوع مغلي من الأعشاب أو تستعملها بخورا داخل المنزل لطرد الفيروسات من الهواء. أما نورة فنقلت لنا تجربتها عن منقوع الأعشاب مع العسل وأنه أثبت فعاليته في الوقاية من الفيروس في مرحلته الأولى.
ومنذ انتشار فيروس كورونا يفضل الكثيرون اللجوء للعلاج البديل بالأعشاب الطبيعية كما يختارون وجباتهم بعناية، حيث يصطف العشرات في فضاءات المطاعم الشعبية للحصول على طبق" اللبلابي" و "الثوم "أو "الهرقمة". وتحدثنا ضحى وصديقاتها "نأتي هنا لتناول اللبلابي كل ما سنحت الفرصة حتى يحمينا من البرد والأنفلونزا و يعزز المناعة". اللبلابي و هو خليط من الخبز والحمص المغلي والبهارات والكمون والثوم يقول محبيه إنه فعال في الوقاية من الفيروسات، ويكثر الطلب على هذه الأكلات الشعبية كلما انخفضت درجات الحرارة فتسعى أغلب المطاعم لتوفيرها نزولا عند رغبة الحرفاء. ويبدو أن جائحة كورونا قد غيرت وجهة بعض الأنشطة التجارية في محاولة لتجاوز تداعياتها، التي أضرت خاصة بقطاع الخدمات في البلاد.
قد يهمك ايضا
إليك أكثر أعراض "كوفيد-19" شيوعًا لدى الضعفاء ممن تجاوزوًا 65 عامًا
سدود أمنية في مداخل ومخارج "الدار البيضاء" المغربية لاحتواء انتشار "كورونا"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر