بني ملال – سعيد غيدَى
دخل شهر رمضان المبارك يومه الثاني، وبدأت ملامح الاعتياد عليه واضحة وسط الأسر المغربية، استعدادات يومية لإعداد موائد تحمل أكلات وحلويات ومشروبات باردة لاسيما أن شهر رمضان صادف مع الأيام الأولى من شهر تموز يوليو، حيث تبدأ الحرارة في ارتفاع كبير. "المغرب اليوم" ينقل لقرائه أجواء رمضان والإفطار عند أسرتين مغربيتين الأولى تعيش في البادية والأخرى في المدينة.
استقبلتنا أسرة مصطفى التي تتكون من الأم وأربعة أطفال ذكور، في قرية تسمى "أدوز" التي تبعد عن مدينة بني ملال ببضع كيلومترات، وجدنا الأم منهمكة في إعداد مشروب "الحريرة" وهو حساء من الدقيق وبعض القطاني والطماطم ، هذا الحساء الذي يختلف من منطقة إلى أخرى يكاد لا يغيب عن كل موائد الإفطار.
مصطفى رجل أربعيني، يشتغل بائعًا للسمك، يبدأ عمله منذ الصباح وينتهي من البيع قبل ساعة من الأذان ليساعد زوجته في إعداد مائدة الافطار، فهو يجيد إعداد العصائر والمشروبات الباردة إلى جانب معرفته في تحضير أطباق الأسماك
تمتاز مائدة الإفطار في القرى والبوادي بتنوع موادها الطبيعية، بين الخضروات والفواكه والألبان والحليب والزبدة، وبين الخبز الذي يتم طهيه في الأفران التقليدية المصنوعة من التراب الأحمر والتبن.
ونادرا ما تلجأ الأسر في البادية إلى إقتناء أكلات جاهزة من المدينة، إذ تكتفي بما تجود به مزارعها من أجود الأطباق الطبيعية، لاسيما المتعلقة بالحليب ومشتقاته والأطباق التي تعدّ من الخضروات ومن المشروبات الباردة التي تصنع من الفواكه الطبيعية، وحساء "الحريرة" وحساء "القمح"ومشروب الشاي بالنعناع إضافة إلى التمر والرغائ
في مدينة بني ملال، تتسابق الأسر في أغلب الأحيان إلى شراء أطباق الإفطار من الأسواق، هذه الأطباق التي تتكون من المشروبات الزجاجية الباردة والحليب المبستر والمشروبات الغازية، والخبز بأنواعه، كما تختار بعض الأكلات الجاهزة كـ"البيتزا"
حاولنا أن نقرب قراء "المغرب اليوم" أكثر من مائدة الإفطار للأسر داخل المدينة، حيث انتقلنا إلى أسرة حفيظة، المتكونة من الزوجة وزوجها، بعد أن غادر الأبناء للدراسة خارج أرض الوطن، حفيظة امرأة تجيد كل أنواع الأطباق المغربية من الكسكس والطاجين وأطباق أخرى تبدعها بنفسها، كما تجيد إعداد ألذ الحلويات وأطباق الكعك وأشهى العصائر.
سيمحمد يعمل محاميًا، يعود إلى المنزل في الزوال، يتفرغ غالبًا لمساعدة حفيظة في المطبخ، يعدان ما يشتهيان من الأطباق، فغالبا ما تمتلئ المائدة بالحلويات المتنوعة والبيتزا، وأطباق السمك والدجاج وبعض السلطات المرافقة ومشروب الحليب البارد والقهوة والشاي وحساء "الحريرة" أحيانًا.
صحيح أن هناك وصفات مشتركة تقتسمها الموائد المغربية في البادية أو في المدينة، لكن تبقى لكل أسرة خصوصيتها في إعداد الأطباق التي تشتهيها وفق ما تمليه أحيانًا القدرة الشرائية لدى أغلب الأسر. ويبقى شهر رمضان شهر ذو طابع خاص تختلف أجواؤه من منطقة إلى أخرى.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر