تكمن أهمية استعمال الخيط لتنظيف الأسنان في كونه خطوة أساسية للتخلص من الترسبات الضارة والبكتيريا التي يمكن أن تؤدي إلى تسوس الأسنان وأمراض اللثة.
وأوضح مركز بحثي جديد أن استعمال الخيط ليس مهمًا على الإطلاق، وأنه لا يشكل أي اختلاف حقيقي على صحة الأسنان، فضلًا عن تأكيد بعض الخبراء تأثيره الضئيل على الحد من تسوس الأسنان.
ويهدف استخدام الخيط إلى المساعدة في التخلص من البكتيريا في الفم، الذي يحتوي على الكثير منهم، حيث يحتوي 1 مل من اللعاب على نحو 100 مليون ميكروب، وبذلك يعتبر الفم بيئة حمضية دافئة تساعد على ازدهار هذه الميكروبات.
ويمكن أن يكون بعض من هذه البكتيريا سيئة، وتحول السكر في الطعام إلى حمض يتسبب في تآكل الأسنان، والبعض الآخر جيد يمنع تسوس الأسنان عن طريق إفراز المواد الكيميائية التي تواجه المادة الحمضية الضارة.
وتشكل البكتيريا الجيدة والسيئة معًا مستعمرات معروفة باسم الأغشية الحيوية التي تلتصق بقوة على سطح كل سن، ثم يساور الشخص الشعور بوجود شعر أو فرو على الأسنان في حالة عدم غسيلها جيدًا، وفي هذه الأثناء يتم بناء طبقة من الأغشية الحيوية، وذلك وفقًا لما أوضحه مستشار في طب الأسنان الترميمي في معهد "ايستمان" لطب الأسنان "UCL" في لندن، أندرو إيدير.
ولا يقتصر وجود الأغشية الحيوية في الفم، بل توجد أيضا داخل الحمامات وأنابيب الصرف الصحي، وتتشكل عند تراكم مستعمرات البكتيريا في البيئات المائية، حيث تفرز هذه المستعمرات مادة مخاطية تساعدهم على الالتصاق بالأسطح، وغالبًا ما تصبح البكتيريا محاطة بطبقة لزجة لا يمكن إزالتها مع الغسل، كما هو الحال عند تفريش الأسنان.
وتنشأ المشكلة عندما يتجاوز عدد البكتيريا السيئة في الأغشية المخاطية البكتريا الجيدة يحدث تسوس في الأسنان، وقد يصعب في بعض الأحيان ملاحظته وتحديد أعراضه مثل البقع السوداء، أو الحساسية، وفي حالة عدم القدرة على التمييز بسهولة بين البكتيريا الجيدة والسيئة في الأغشية المخاطية، فيجب إزالة كل شيء.
ويؤكد إيدير "يساعد تنظيف الأسنان البسيط بفرشاة الأسنان على إزالة الأغشية الحيوية والبلاك من الأسنان، ولكن هذه الطريقة لا تتمتع بفعالية كبيرة عند التنظيف بالقرب من اللثة، كما يصعب إزالة طبقة "البيوفيلم" بين الأسنان بطرق تنظيف الأسنان التقليدية وحدها".
ويضيف "تسوس الأسنان هو الأكثر شيوعا في هذه النواحي، ولذلك يفضل استخدام خيط لتنظيف الأسنان أو فرش صغيرة لتنظيف ما بين الأسنان، وهو أمر ضروري لإزالة طبقة البيوفيلم التي لا يمكن أن تصل إليها الفرشاة العادية".
ويوصي الأطباء بشكل عام بتنظيف الأسنان باستخدام معجون أسنان فلوريد الذي يعمل بمثابة مضاد للجراثيم، مرتين يوميا واستخدام شيء مثل الخيط يوميا قبل تفريش الأسنان لطرد الطعام والأغشية الحيوية من بين الأسنان لمنع تشكيل اللويحات الضارة،وذلك وفقًا لاقتراح أخصائي أمراض الأسنان في مركز "Revive Dental Care" في مانشستر، كما يوصي الخبراء عموما باستخدام الخيط للفجوات ضيقة بين الأسنان، والفرش بين الأسنان التي تفصلها فجوات أكبر.
ولكن هناك الآن علامات استفهام حول ما إذا كان استخدام الخيط بدلا من الفرشاة بين الأسنان، يحدث الكثير من الفرق، مع أحدث الأدلة التي تشير إلى أنه يتمتع بتأثير ضعيف على الحد من تسوس الأسنان و منع أمراض اللثة.
ودرس الباحثون التأثير على المدى البعيد على الناس الذين يستعملون الفرشاة والخيط لتنظيف الأسنان وغيرهم ممن يستعملون فرشاة الأسنان فقط، وكشفوا عن عدم وجود فرق ملحوظ في الحد من البلاك والنزيف وأمراض اللثة لاحقا، وذلك وفقاً لما أوضحه الباحث داميان والميسلي، وهو طبيب أسنان ومستشار علمي لجمعية أطباء الأسنان البريطانيين .
وخلص بحث أخير تم نشره في مجلة اللثة السريرية أن "على الرغم من الاهتمام الواسع بتنظيف الأسنان بالخيط، إلا أنه ومن الجدير بالذكر أن غالبية الدراسات المتوفرة فشلت في إثبات أن استعمال خيط للتنظيف فعالاً بشكل عام في إزالة البلاك والحد من التهاب اللثة".
وخلصت مراجعة علمية سابقة نشر في عام 2008 في المجلة الدولية لصحة الأسنان أن أطباء الأسنان يحتاجون إلى اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان تنظيف الأسنان بالخيط بشكل صحيح هو قابل للتنفيذ، وذلك لأن الأدلة تشير إلى عدم وجود فائدة تتجاوز تفريش الأسنان"، ويقول والمسيلي "يعتبر الخيط مفيد في إزالة الطعام بين الأسنان، لكنه لم ينجح في إزالة الأغشية الحيوية".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر