الساري زي من التراث الهندي يحمل تاريخًا حافًلا من أسرار الأمهات
آخر تحديث GMT 00:25:17
المغرب اليوم -

يعود إلى الألفية الأولى ويعكس أبرز الاختلافات الدينية والإقليمية

"الساري" زي من التراث الهندي يحمل تاريخًا حافًلا من أسرار الأمهات

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الكاتبة البريطانية من أصل هندي، شاهيدا باري
لندن ـ كاتيا حداد

كشفت الكاتبة البريطانية من أصل هندي، شاهيدا باري، عن علاقتها مع الزي النسائي الهندي، المعروف بـ"الساري" الذي تعتقد بأنه لا يتمتع فقط بعامل الإبهار من الناحية الشكلية، بل يتمتع بوزنه في التاريخ الإنساني منذ الألفية الأولى.

وأوضحت باري أنَّ "الساري" كناية تعبر عن المنشأ والأصل وأيضًا البلد الأم، كما أنه يعكس الاختلافات الدينية والإقليمية، ويسرد قصص النساء اللواتي يرتدينه.

وأكدت أنَّ زي الساري احتل مكانًا واسعًا في كتابات الأدباء، مثل رواية "آيات شيطانية" للكاتب البريطاني من أصل هندي سليمان رشدي، حيث تبدو بطلة الرواية، نسرين شامشاوالا، وهي ترتدي زي الساري ذات الألوان الصارخة، ويمتلئ بالأشكال المهووسة، من الحرير باللون الليموني المزين بالألماس، على أرض تمتد عليه قبلات أحمر الشفاه الصارخة المطبوعة.

وتتذكر باري، والدتها وهي ترتدي زي الساري، في صورة فوتوغرافيا التقطت في بنغلاديش في السبعينات من القرن الماضي، بينما كانت تهاجر إلى بريطانيا مع أشقائها الذين كانوا يعانون من تقوس في القدم، وهما يرتديان قمصان السبعينات المنقطة ذات الألوان الفاقعة، والسراويل ذات قصات القدم الواسعة وحقائب اليد، بينما التزمت والدتها الرشيقة الهادئة بزي الساري من الحرير من الذي تميز بطباعة النباتات ذات الألوان الصارخة، المستوحاة من لوحات الفنان هنري روسو، ويبتعد هذا الزي تمامًا عن ضواحي الحياة الإنجليزية التي نشأت فيها باري

وأبرزت أنها كانت تحاول دائمًا موازنة الفرق بين الثقافتين، أثناء بحثها لتقديم فيلمها الوثائقي بعنوان "ساري أمي" على القناة الإذاعية "Radio 4" البريطانية.

وكانت تتجول بين المحلات الأسيوية في شرق لندن التي كانت تبيع الأقمشة التي تنسج منها الساري مثل الحرير والشيفون، وقماش الأورغانزا اللامع، كما كنت تبحث وسط الثياب الذهبية الهندية العتيقة في محلات "V & A"، وعندها اكتشفت أن الساري زي له تاريخه، وتتنوع أقمشته الأنيقة البراقة بشكل غير محدود.

ويعتبر الساري زيًا يحمل معاني متناقضة، فمن ناحية يمكن أن يكون بسيط بشكل مدهش، وهو يمتد على شكل شريط طويل بين خمسة وتسعة أمتار، من القماش غير المخاط يمكن لفه بعدة أساليب، ومن ناحية أخرى يمكن تصميمه بطريقة معقدة في أكثر من 80 طريقة مختلفة، وغالبًا ما يعكس الاختلافات الدينية والإقليمية للنساء اللواتي يرتدينه، من باكستان إلى التبت منذ الألفية الأولى.

ويُعد "الساري" زيًا يبدو مدنيًا، يعكس التاريخ السياسي والاجتماعي أخيرًا، الذي يتجسد في طريقة نسجه يدويًا من قبل القوميين الهنود، كما يحمل على عاتقه تاريخًا طويلًا، وفقًا لما تقوله النساء اللائي يرتدينه.

وتتناقض المكانة الكبيرة لـ"الساري" في التاريخ، مع الطرق المظلمة  في التفكير والمفاهيم الخاطئة عن ربط نساء جنوب آسيا بتصنيع الملابس، وكان آخرها كارثة مصنع "رانا بلازا" للنسيج في بنغلاديش، الذي انهار منذ عامين وأسفر عن مقتل وإصابة المئات.

واستطردت: "الساري هو زي يعكس تاريخنا واهتماماتنا، فهو ليس فقط زيًا يلف الجسم؛ ولكنه يعبر عن كناية تحمل سر أمهاتنا، التي أنجبتنا إلى هذه الدنيا، فهو يعبر عن علاقات أبدية، وخلفيات نأتي منها".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الساري زي من التراث الهندي يحمل تاريخًا حافًلا من أسرار الأمهات الساري زي من التراث الهندي يحمل تاريخًا حافًلا من أسرار الأمهات



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 00:19 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرطة تعلّق عن تحدث ترامب حول "حالات الغش"
المغرب اليوم - الشرطة تعلّق عن تحدث ترامب حول

GMT 23:12 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يفشل فى إقناع محمد صلاح وأرنولد وفان دايك بالتجديد

GMT 23:32 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تقاريرتكشف بشكتاش يدرس تجديد استعارة النني

GMT 06:21 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد خميس يكشف المستور ويتحدث عن أسباب زواجه الثاني

GMT 01:32 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

اكتشف صفات مواليد الدلو قبل الارتباط بهم

GMT 01:46 2016 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

هناء الرملي تشرح مخاطر التحرش الجنسي عبر "الانترنت"

GMT 16:43 2024 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

زلزال يضرب جزر جنوب المحيط الهادئ

GMT 06:08 2022 الإثنين ,26 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأفكار للحصول على ماكياج مثالي لحفل الكريسماس

GMT 14:11 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

أداء أسبوعي على وقع الأخضر ببورصة البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib